محمد عايش: السعودية والصواريخ اليمنية وإيران
المساء برس – وما يسطرون – محمد عايش/ تستطيع السعودية دوماً الهروب من الصواريخ اليمنية إلى “إيران”..
لكن ليس باستطاعتها إلغاء حقيقة أن حربها الفاشلة لم تعد مجرد حرب فاشلة فحسب بل صارت خازوقاً مرتداً لا يمكنها الفكاك منه عبر الفرار ولو إلى جهنم.
نعرف أن المملكة خاضت عدوانها على اليمن من أجل “السمعة”، وأنها لذلك لا تستطيع الاعتراف بأن الصاروخ الذي وصل للرياض (وهو الثالث من نوعه) يمني، فمن غير المعقول بعد حرب ثلاث سنوات أن يكون اليمنيون لايزالون قادرين على إطلاق رصاصة واحدة باتجاه أراضيها، مابالك ببالستيٍ إلى موطن عفتها الرئيسي (قاعدة الملك خالد بالرياض)؟!، ولذلك لا مناص من الادعاء بأن الصاروخ “إيراني” و الضربة “إيرانية”.
لكن ذلك لن يحل مشكلة المملكة، كما لن يحلها الرد على “الضربة الإيرانية” كما تسميها؛ عبر إغلاق منافذ اليمن (المُغلق معظمها أصلاً)..
الحل هو في إيقاف عدوانها على اليمن فحسب:
لقد بدأ هذا العدوان وليست هناك بندقية يمنية واحدة مصوبة باتجاه السعودية.. ولقد بدأ أيضاً، وفضلا عن ذلك، وليس هناك منصة صواريخ يمنية واحدة على حدود المملكة، بل ولا صاروخ واحد في طور الجاهزية للاستخدام ضد أي كان.
وبعد كل هذا الطغيان، صار اليمنيون قادرين، ومن وسط الأنقاض، على أن يفاجئوا حتى أنفسهم وليس عدوهم فحسب..
إذ من كان مننا نحن اليمنيين يتوقع أن لدينا صواريخ تستطيع أن تطوي صحراء الألف كيلومتر، أو يظن أن لدينا القدرة على تطوير ما يستطيع اجتياز هذه المسافة والاستقرار في قلب الرياض؟!
إنها عواقب “استضعاف”الشعوب، ومآلات الاستهانة بالإنسان واحتقاره والإصرار على سحقه.. هكذا لمجرد “البطرة”، أو لمجرد مخاوف نابعة من “البطرة” نفسها.
إيران غطاء جيد للفشل لكنه لا يصمد، وبعد مرور وقت يتحول الغطاء دائماً إلى انكشاف أكبر: فالادعاء بأن إيران وراء الضربة، ثم عدم البناء على الادعاء أي رد فعل ضد إيران، يعني اعترافاً سعودياً بأن المملكة عاجزة كلياً عن الدفاع عن نفسها ضد الضربات الإيرانية المتلاحقة على قفاها.
الحل أوقفوا عدوانكم وحينها لن تجد إيران، في حال جارينا ادعاءاتكم، أي نافذة لتسديد ملاطيمها الواحد تلو الآخر بحقكم.
نعرف أنها صواريخ يمنية، من مخازننا نحن، المخازن التي كان السعوديون أنفسهم ومعهم الأمريكيون، قد ادعوا، منذ البداية، ان أحد أهداف الحرب هو تدميرها وتدمير مخزونها البالستي.
ومع ذلك يعودون، وبعد كل هذا الدمار، وكل هذه السنوات، ليقولوا إنها صواريخ قادمة من إيران.
أقول نعرف أنها يمنية ومع ذلك:
شكراً إيران إن كنتِ من يزودنا بالصواريخ للرد على أفظع عدوان، متوحش، يتعرض له اليمنيون طوال تاريخهم.
وشكراً إيران إن كنت لا تزوديننا بالصواريخ، وتتشاركين معنا فقط هذا التبلّي السعودي المتخبط، وهذه “الصبينة” الملكية المثيرة للضحك.. والبكاء معاً.