الجدة “حمدة”.. صورة تختصر وجع اليمن المكلوم
المساء برس – وما يسطرون – مصطفى المنتصر/ بعينيها المثقلتين بالألم وتجاعيد وجهها الشاحب، ملامح لنصر قادم ترسمه هذه الأم المكلومة بفاجعة فقدانها لزوجها وحفيدها وثلاثة من أقربائها الذين كانوا وجبة دسمة لطيران العدوان المعادي مطلع الأسبوع المنصرم بصرواح مارب.
“قضايا وناس” رافقت الأم حمدة صالح الحجي (50) عاما إلى مقر إقامتها بعد خروجها من مستشفى الثورة بساعات ..بألم بالغ وحرارة فقد موجعة كانت الكلمات تخرج من فمها ..فخروج الروح كان اسهل من عبارات تروي فيها استشهاد أهلها وتدمير منزلهم وإحراق السيارة الذي يجمعون عليها حطب يومهم .
كانت عقارب الساعة تشير إلى التاسعة صباحآ عندما قامت الأم حمدة بجمع العدة للذهاب برفقة زوجها وابنها إلى الحيود لجمع الحطب الذي اعتادوا على بيعه في السوق ويعتبر مصدر دخلهم الوحيد ..فيما انشغل رب الأسرة الشهيد (احمد ناصر محبوبي ) بالجلوس مع حفيدة الشهيد (محمد ) وثلاثة من اقربائه في حوش المنزل لتناول قهوة بعد وجبة الإفطار في تلك الحظات سمع دوي انفجارين بالقرب من منزل الأسرة .
تقول حمدة “بعد أن سمعنا صاروخين قريبين منا قال لي زوجي الطيران قصف بجنب الوادي الذي نحطب فيه ما نقدر نروح اليوم”.
عادت الأم حمدة العدة إلى مكانها وهمت بالعودة للداخل برفقة حفيديها (خالد 11سنة)و(نوف 9سنوات) ولم تكن تعلم أن ما سمعته من زوجها قبل لحظات سيكون آخر حديث بينهما …وفيما قام حفيدها بإغلاق الغرفة انقلب كل شي رأسا على عقب ولم تر بعد ذلك إلا حطاماً يتطاير. من كل مكان وبكاء أحفادها الذين كانوا برفقتها آنذاك..
تضيف حمدة ” فتحت باب الغرفة ما عرفت أشوف شي الغبار غطى على عيوني وكل شي حولي كان يحترق وزوجي ومن كانوا خارج الحوش كلهم ماتوا والبيت تهدم وأحفادي مصابين وهم أطفال ..والسيارة حقنا حرقت كنا نحطب عليها ونسير نبيعه في السوق ..يالله لك الحمد. وحسبي الله ونعم الوكيل”.
إن الجرح الذي أصيبت به حمدة في جزء من الثانية، خلال غارة جوية، غيَّر كل شيء في حياتها وقُتلت أحلامها البسيطة في العيش هي وأبنائها وأحفادها بسلام .
تعاود الأم حمدة بعد أن ابتلعت غصتها وجف ريقها “كنا يا ابني عايشين في أمان الله ومستورين في حالنا ما معانا معاش ولا معانا شي, عيشتنا حطب من الحيود والوديان تجي الطايرات تقتلنا ليش ماذنبنا..ذنبنا أن احنا مساكين والآن من يشقى علينا بعد موت زوجي وسيارته. اللي كنا نبيع فيها الحطب حرقت وتهدم البيت وكل شي انتهى ما بقى معانا الا الله .
“حقوق الأطفال في التعليم سلبها العدوان”
قبل أن يشن العدوان حربه على اليمن كان الطفلان خالد ونوف المصابان يذهبان إلى المدرسة كل صباح لأخذ قسط من الدروس التعليمية. لكنهم بعد العدوان لم يتمكنوا من مواصلة تعليمهم المدرسي نتيجة العدوان والحرب التي تدور رحاها في صرواح مارب بين الجيش واللجان الشعبية والغزاة ومرتزقتهم .
هؤلاء الأطفال الأبرياء بعد أن سلب العدوان حقهم في التعليم تمادى إلى سفك دمائهم هم وامثالهم من.أطفال اليمن الأبرياء الذين استشهدوا نتيجة شن السعودية وحلفائها حرباً شنعاء استهدفت الأبرياء ومقدرات الوطن وممتلكات المواطنين.
خالد 11 سنة يرقد الآن في مستشفى الثورة بعد أن أجريت له ثلاث عمليات لإخراج الشضايا من جسدة المنهك.. بينما نوف عادة للمنزل بعد أن أصيبت برفقة أخيه وتحسنت حالتها بعد إجراء العمليات والفحوصات اللازمة.
المصدر: تناقل هذه المقالة ناشطون في مواقع التواصل الاجتماعي ضمن حملة “نبش”.