اليمن وإفشال مشروع “جسر النور” ولجوء السعودية لمشروع نيوم
المساء برس – تحليل: هاشم الدرة/ أعلنت السعودية، الخميس الماضي، استمرار شن الحرب على اليمن. وقال ولي العهد السعودي محمد بن سلمان في مقابلة اجرتها معه وكالة “رويترز”، ان موقع اليمن مهم إذ أنه” مطل على باب المندب. وأضاف بن سلمان: إذا أردنا حزب الله آخر في الشرق الأوسط، فلنغير إذن سياستنا في اليمن. سنمضي إلى أن نتأكد أن شيئا على غرار حزب الله لن يحدث هناك مجددا، لأن اليمن أشد خطورة من لبنان. إنه يطل على باب المندب فإذا حدث شيء هناك، سيعني ذلك توقف عشرة بالمئة من تجارة العالم. هذه هي الأزمة..
وفيما يتعلق بالخلاف مع قطر قال “بن سلمان” إن النزاع مع قطر لم يؤثر على الاستثمار وأضاف” قطر مسألة صغيرة جدا جدا جدا. وتناول محمد بن سلمان عددا من القضايا مثل مشروع مدينة نيوم العملاقة الذي أُعلن عنه هذا الأسبوع بقيمة تناهز 500 مليار دولار والذي قال إنه سيطرح في الأسواق المالية إلى جانب شركة النفط العملاقة أرامكو السعودية في إطار جهود المملكة لتنويع موارد الاقتصاد بدلا من الاعتماد على النفط.
مشروع مدينة نيوم التجارية الرأسمالية. هو مشروع سعودي أطلقه محمد بن سلمان الثلاثاء الماضي ويقع المشروع في أقصى شمال غرب السعودية، ويشتمل على أراضٍ داخل الحدود المصرية والأردنية، حيث سيوفر العديد من فرص التطوير بمساحة إجمالية تصل إلى 26,500 كم2، ويمتد 460 كم على ساحل البحر الأحمر، ويؤمل السعودي بن سلمان انجاز المشروع وفق خطته الاقتصادية الجديدة(2030م) وتكلفة المشروع يتجاوز(خمسمائة مليار دولار جزء منها تتحمله المملكة وجزء آخر يوضع للاكتتاب (وبالتالي يكون هذا هو المسوغ لوجود تجار أمريكيين مساهمين في المشروع والحقيقة أنهم ليسوا سوى غطاء لإسرائيل).
وربط الموضوع باليمن أن المشروع أساساً هو بالشراكة مع إسرائيل من وراء الكواليس حتى الآن، ولهذا كانت تأكيدات السعودي أنور عشقي الذي له صله وثيقة بإسرائيل أنه لا يمكن أن تستقر المنطقة وتتطور ولا يمكن لمشروع جسر النور -الرابط بين اليمن وجيبوتي من جهة وبين القارتين الآسيوية والافريقية من جهة أعم- أن ينفذ إلا بشروط، منها إسقاط الجمهورية الإسلامية الإيرانية، وتأمين خط الملاحة البحري وبالأخص باب المندب، ما يعني “السيطرة على باب المندب” لأنه من المستحيل حسب ظنهم أن ينجح المشروع في ظل دولة يمنية قوية ويسيطر عليها أنصار الله لأن ذلك سيكون تهديدا كبيرا لتجارة السعودية وإسرائيل المتمثلة في مشروع مدينة نيوم وبالشراكة مع مصر والأردن.
ويجدر الملاحظة إلى أن المشروع تم التخطيط له من حيث الموقع ليكون بعيدا عن اليمن، وقدرات اليمن الصاروخية، وبهذا تتضح الصورة الكاملة لحقيقة العدوان على اليمن والحيلولة دون وجود يمن مستقل قوي ومناوئ للمشروع الأمريكي الإسرائيلي في المنطقة عبر وكلائهم الجدد (محمد بن سلمان ومحمد بن زايد، الذين تم الاعداد والتخطيط الجيد لهما لوصولهما إلى رأس السلطة في بلديهما).
كما تجدر الإشارة إلى أن مشروع جسر النور الرابط بين اليمن جيبوتي قد تم تجميده عمليا أو تأجيله إلى ما بعد السيطرة الكاملة على اليمن.
ولأن هذا تعذر عليهم بسبب فشلهم في السيطرة الكاملة على اليمن، هاهم اليوم يتجهون نحو بناء جسر نيوم الرابط بين السعودية ومصر وسيكون أيضا عبر جزيرتي تيران وصنافير اللتين تنازلت مصر عن ملكيتهما للسعودية وسيكون الجسر لربط القارتين الأفريقية والآسيوية عبر ممر بري ومنه إلى البحر الأبيض المتوسط الرابط بين القارات الثلاث. هذه هي الصورة الكاملة بشكل مختصر لما يحدث في منطقة الشرق الأوسط.