هذا هو وضع جماعة “أنصار الله” الحقيقي قبل المفاوضات المقبلة
المساء برس – تقرير خاص/ رغم وجود مؤشرات قوية على أن هناك مساعي سعودية حقيقية للخروج من الحرب في اليمن وإيقاف نزيف الدم السعودي الذي يسال يومياً في الجبهات الحدودية إلا أنه يمكن القول أن المفاوضات القادمة والتي اقترب موعدها كثيراً تأتي والسعودية في أصعب مواقفها بالنظر إلى الظروف المحيطة بها في جولتي المفاوضات السابقتين في كل من جنيف والكويت.
وليس مستغرباً من السعودية أن تقبل بالجلوس إلى المفاوضات في أسرع وقت حتى وإن كان موقفها وموقف حلفاءها العسكري ضعيف جداً بالإضافة إلى موقفها السياسي أمام المنظمات الدولية والمالي أمام اقتصادها الذي اهتز بسبب ما أنفقته على هذه الحرب.
في المقابل تأتي المفاوضات المقبلة وجماعة “أنصار الله” في أزهى قوتها العسكرية والسياسية وهذا ما تؤكده المعطيات التي سنسردها لاحقاً، فالاهتزازات التي حصلت بين طرفي الحكم في صنعاء “أنصار الله والمؤتمر” لم تؤثر على حجم الجماعة بقدر ما عززت من ثقة المواطنين بهم، حتى من كانوا يراهنون على عودة “صالح” فقد تأكد لهم أن صالح لم يعد ذلك الرقم الذي كان يمثله في السابق، وفي الوقت الذي كانت فيه الشائعات التي تطلقها وسائل إعلام الإصلاح والوسائل الإعلامية الأخرى الموالية للتحالف بقصد إحداث شرخ بين الطرفين أو تقوية طرف ضد آخر لم تثمر، وانعكست إيجاباً بالنسبة لجماعة أنصار الله التي ازدادت ثقة 70% من اليمنيين بهم وبتعاظم قوتهم وبأنهم القوة الحقيقية الموجودة فعلياً على الأرض سواءً كانت تلك القوة متمثلة في مؤسسات الدولة بما فيها المؤسستين العسكرية والأمنية أو القوة غير الرسمية والمتمثلة باللجان الشعبية التي سدت الفراغ الأمني والعسكري.
سياسياً تأتي المفاوضات المقبلة وجماعة أنصار الله أقوى سياسياً من أي وقت مضى، فقد اكتسبوا تعاطفاً دولياً واستطاعوا إثبات وجودهم السياسي والدبلوماسي رغم العزلة التي سعى التحالف لفرضها عليهم.
كما تأتي المفاوضات المقبلة والجماعة لا زالت محافظة على استقلاليتها، فلم يخضع “أنصار الله” لإيران ولمطالبها التي تقدمت بها إلى قيادة الجماعة، والإيرانيون يعرفون ذلك جيداً ويعرفون أن ما قدموه لليمن لم يتعدَ سفينة محملة بقوارير المياه المعدنية، والتي اعتبرها مراقبون كُثر أنها كانت رسالة سياسية واضحة من إيران رداً على رفض “أنصار الله” لأي دور لإيران من شأنه أن يُفسَّر على أنه انتقاص من سيادة اليمن ولو بنسبة 1%.
أيضاً تأتي المفاوضات المقبلة بعد جهد مضنٍ بذلته السعودية وهي تبحث منذ عدة أشهر للخروج من الحرب على اليمن التي أنهكتها دون أهداف حقيقية، كان آخر هذه الجهود الوسيط تلو الآخر الذين أرسلهم محمد بن سلمان إلى العاصمة الإيرانية طهران لإبلاغ الإيرانيين أن السعودية مستعدة للتعاون من أجل إيقاف الحرب، وكانت المفارقة أن طهران ردت على وسطاء بن سلمان ومطالبهم بالاعتذار حيناً وبالتجاهل حيناً آخر، فيما كان آخر رد من طهران، وفقاً لما كشفته صحيفة “الأخبار” اللبنانية، بأن هذا “شأن يمني لا نستطيع التدخل فيه” داعين وسطاء بن سلمان لإبلاغه أن يتفاوض مباشرة مع صنعاء، حتى توصلت السعودية – ربما – إلى قناعة بأن إيران لا تستطيع فعلاً الضغط على “أنصار الله” وأن العلاقة بين الطرفين ليست كما صورتها لها الولايات المتحدة، ولهذا لجأت للحل الأخير “روسيا” رغم أنها العدو اللدود لحليف السعودية الأول “أمريكا”، حتى وصل بهم الحال أن يبلغ السعوديون الروس أثناء الزيارة التاريخية التي قام بها الملك سلمان، بأنهم يريدون وقف الحرب في أسرع وقت، وأن الولايات المتحدة هي من تطلب وتضغط عليهم الاستمرار فيها وتحقيق تقدم عسكري.
بحسب التقارير الدولية فإن العام 2017م كان الأكثر من حيث عدد الغارات التي شنها التحالف بهدف تحقيق تقدم عسكري يمكّن السعودية من إخضاع اليمن والضغط على أطراف صنعاء بعد أن دخلت الحرب عامها الثالث، ورغم التصعيد العسكري السعودي والإماراتي في مختلف الجبهات، والذي جاء بعد ضغوط أمريكية على السعودية تحديداً بضرورة حسم الحرب وتحقيق تقدم سريع، إلا أن هذا العام أيضاً هو نفسه الذي شهدت فيه القوة العسكرية لحكومة صنعاء بقيادة جماعة أنصار الله وحلفائها تطوراً عسكرياً لافتاً وتنامياً بشكل متسارع ومذهل، حسب وصف مراقبين يمنيين وعرب وغربيين.
عسكرياً تأتي المفاوضات المقبلة وجماعة “أنصار الله” في أزهى قوتها، فاليوم حضر رئيس المجلس السياسي صالح الصماد حفل تخرج دفعة عسكرية جديدة أطلق عليها “الصادقون مع الله” وجرى تخريجها وتجهيزها وتدريبها في المنطقة العسكرية السابعة بمحافظة البيضاء بحضور وزير الدفاع اللواء محمد العاطفي ورئيس هيئة الأركان العامة اللواء الركن محمد الغماري ومحافظ المحافظة علي المنصوري.
سبق تخرج هذه الدفعة بيومين فقط تخرج دفعة عسكرية أخرى في المنطقة العسكرية الثالثة، وقبلها بأسبوع تخرج أكبر دفعة عسكرية منذ بداية الحرب على اليمن في مارس 2015م حتى الآن والتي كان قوامها (3) آلاف مقاتل دفعة واحدة ومن مختلف التخصصات في المنطقة العسكرية الرابعة.
ومنذ مطلع العام 2017م وحتى الآن شهدت القوات العسكرية لحكومة الإنقاذ بصنعاء تخريج 42 دفعة عسكرية متعددة المهام القتالية والتخصصات العملياتية.
كما تأتي المفاوضات المقبلة وقد وصلت قوات صنعاء التي يتشكل معظمها من أفراد “اللجان الشعبية” الذين هم في الأصل رجال وشباب القبائل اليمنية المناهضة لقوات هادي والتحالف، هذه القوات وصلت إلى شرق وشمال المخا واستعادت مواقع عسكرية مهمة جداً في لحج والضالع وشبوة والجوف، كما تأتي المفاوضات ولا زالت القوات اليمنية متمركزة في مواقعها العسكرية داخل الأراضي السعودية التي تسيطر عليها منذ عامين.
فيما يلي رصد للمناورات والدفعات العسكرية التي تخرجت منذ بداية العام الحالي وحتى اليوم، وفقاً لرصد موقع “الخبر اليمني” الموالي لحكومة هادي:
يناير
10 يناير: تخرج دفعة من قوات الحوثي (اللجان الشعبية) في عمران.
11 يناير: تخرج دفعة من المقاتلين من مقاتلي قبائل الحيمة.
15 يناير: مناورة عسكرية “فجر الإنتصار” وتخرج دفعة مقاتلين ضمن حملة “أشداء”.
16 يناير: تخرج دفعة “عشاق الشهادة في جبهتي حرض وميدي.
21 يناير: تخرج دفعة عسكرية من مقاتلي قبائل الرجم محافظة المحويت.
22 يناير: مناورة عسكرية وتخرج دفعة مقاتلين في أحد مواقع التدريب.
26 يناير: تخرج دفعة من المقاتلين والمتخصصين في عمليات القنص وهندسة الألغام.
فبراير
3 فبراير: تخرج دفعة من المقاتلين في أحد مواقع التدريب.
مارس
3 مارس: تخرج دفعة من المقاتلين من محافظة حجة.
7 مارس: تخرج دفعة مقاتلين من محافظة حجة.
أبريل
10 أبريل: تخرج دفعة من المقاتلين من أبناء ريمة.
16 أبريل: تخرج دفعة من المقاتلين من مديرية رازح محافظة صعدة.
21 أبريل: تخرج دفعة عسكرية وتنفيذ مناورة عسكرية “البأس الشديد” محاكاة لمعركة الساحل.
28 أبريل: تخرج دفعة الفتح القتالية بمهارات قتالية متقدمة.
29 أبريل: تخرج دفعة من قوات المهام الصعبة، وإقامة مناورة في المناسبة.
مايو
1 مايو: مناورة عسكرية تحاكي معركة الساحل.
4 مايو: تخرج دفعة من دورة عسكرية وتنفيذ مناورات ” صبر في الحرب، صدق عند اللقاء”.
8 مايو: تخرج دفعة وتنفيذ مناورة “التأهب لعملية الرد”
15 مايو: تخرج دفعة عسكرية وتنفيذ مناورة ” لا للإرهاب الأمريكي”.
19 مايو: تخرج دفعة عسكرية، وتنفيذ مناورة عسكرية تحت شعار “البأس اليماني في مواجهة الإرهاب الأمريكي”
23 مايو: مناورة عسكرية تحت شعار “عباد الرحمن”
30 مايو: مناورة عسكرية في الإقتحام باسم “الشهيد/ نقيب الغرباني”
يونيو
1 يونيو: تخرج دفعة قتالية ومناورة عسكرية حملت اسم الشهيد ” المدرب/ هاني الشامي”.
6 يونيو: مناورة عسكرية تحاكي اقتحامات مواقع التحالف.
9 يونيو: تخرج دفعة من المقاتلين في محافظة حجة وحملت اسم “الشهيد/ ابو محمد النعمي”.
سبتمبر
11 سبتمبر: تخرج دفعة من دورة “الولاء للإمام علي” وإقامة مناورة بالمناسبة.
28 سبتمبر: تخرج دفعة عسكرية من دورة “21 سبتمبر”.
أكتوبر
5 أكتوبر: تخرج دفعة بحرية وتنفيذ مناورة في الساحل اليمني.
17 أكتوبر: تخرج دفعة “البنيان المرصوص” والتي تضم 3000 مقاتل.
21 أكتوبر: تخرج دفعة قتالية من المنطقة العسكرية الثالثة.
25 أكتوبر: تخرج دفعة “الصادقون مع الله” في المنطقة العسكرية السابعة.
اشترك بقناة التليجرام ليصلك كل جديد