الزيدية ليست شيعية “مطهر تقي”
المساء برس – وما يسطرون – مطهر تقي/ في سبعينيات و ثمانينيات القرن الماضي إبان الثورة الإيرانية بقيادة الخميني ضد حكم الشاه ظهر بقوة مفهوم التشيع السياسي فالساسة و وسائل الإعلام المؤيدة للثورة الخمينية يعتبرون ثورة الخميني (معتنق المذهب الإثنى عشري) ثورة إسلامية ستعيد للإسلام قوته ضد الإستكبار العالمي بقيادة أمريكا و ضد الأنظمة الإسلامية المؤيدة للأمريكان و بالمقابل تصدى لالئك و وسائل إعلامهم ساسة و انظمة يهاجمون الثورة الفاريسة العنصرية و مذهبها الإثنى عشري المتطرف ضد غالبية المسلمين السنة فحدث الشق العميق بين المسلمين و قد ظهر ذلك جليا في صراع المصالح الشيعية الإثنى عشرية و السعودية الوهابية في العدوان الغاشم على شعبنا اليمني و تحت ذريعة عودة الشرعية و وقف المد الإيراني في اليمن بقيادة الحوثيين الروافض.
و ما يهمنا هنا هو المفهوم السياسي المتداول على ألسنة الإعلاميين و الساسة ( لدول العدوان و مؤيديهم ) من أن الزيدية هم جزء من الشيعة الروافض المؤيدين للإثنى عشرية و للسيطرة الإيرانية على اليمن.
فإذا ما تعرفنا إلى المفهوم اللغوي لكلمة التشيع فهي تعني المحب أو المحبين للنبي و آله و هذا يعني بالتأكيد أن كل المسلمين هم شيعة فمن من المذاهب الإسلامية لا يحب و يقدر و يحترم و يجل النبي و آله الطيبين الطاهرين؟ و يكفي المسلمين أنهم يصلون على النبي و على آله الطيبين الطاهرين في كافة صلواتهم… ثم أن الإمام زيد رضي الله عنه كان من خيرة الأئمة الطيبين الطاهرين الذين اثروا الفكر الإسلامي بالإجتهاد العظيم و سجل أعظم موقف ضد إنحراف الخليفة هشام إبن عبدالملك و حكمه الظالم و سجل موقف عظيم كذلك ضد غلاة الشيعة المتعصبين من الخوارج الذين إلتفوا لنصرته ولكنه عارضهم حين سألوه عن موقفه من أبو بكر و عمر رضي الله عنهما فقال لا أقول فيهما إلا خيرا و ما سمعت أحد من أهلي تبرأ منهما و حين إشتد جدالهم معه قال لهم إذهبوا فأنتم الرافضة.
و قد كان رضي الله عنه موضع غضب غلاة الشيعة و موضع غضب الأمويين كذلك فالغلاة خذلوه و الظلمة قتلوه(في ٢٥محرم ١٢٢ه)… و ظل فقهه منارة للعقل و الوسطية و حبه لآل البيت و الصحابة واضح وضوح الشمس و رؤيته للحكم و السياسة بين الفاظل و المفظول عادلة و بعيدة عن التعصب و يكفي الإمام زيد بن علي و مذهبه العقلاني الوسطي أنه الأقرب إن لم يكن المتطابق مع فقه السنه (المذاهب الأربعة) و يختلف مع الإثنى عشرية لدرجة أنها لا تعترف بإمامته و إمامة والده أيضا فقد جعل مصدره بعد القرآن كافة الأحدايث النبوية الصحيحة المروية من آل البيت و غيرهم من الرواه و كان إجمالا رضي الله عنه الأقرب في سياسته إلى سياسة جمهور المسلمين يجمع كلمة المسلمين و لا يفرقها أو يتعصب ضد بعضها… إن شخصيته و مذهبه بإختصار رمز للإمام العادل لكافة المسلمين و مذهبه منارة علم يهتدي بها كل مسلم و من اي مذهب كان.
و خلاصة القول فالزيدية بعيدة عن المفهوم السياسي الضيق المتداول اليوم عن التشبع المتطرف الذي يحاول غلاة السياسة الدينية جرها إلى خظم الصراع السياسي الإيراني الإنتهازي و الوهابي المعتدي الذي يجتهد كل منهما لجعل اليمن مسرح للصراع المذهبي بإدعائات باطلة هدفها إثارة الفرقة بين المذهب الشافعي و الزيدي و غطاء سياسي قبيح لدعوة أولئك الغلاه الذين يدعون من جوار الكعبة المشرفة للجهاد ضد الروافض و يدعون الله كذلك أن يهلك المجوس الكفرة من اليمنيين….فلا حول و لا قوة إلا بالله و أسال الله أن يجنب اليمن شر التعصب و الدعوات السياسية الضالة أيا كانت طبيعتها و يجمع اليمنيين على كلمة سواء لما فيه خير و أمن و سلامة اليمن.
و الله من وراء القصد ١٧/١٠/٢٠١٧