بعد أن باع بلاده: اتفاق خليجي على إنهاء دور الإصلاح تماماً في اليمن
المساء برس – تقرير خاص/ يرى مراقبون أن التجمع اليمني للإصلاح بات يواجه حرباً علنية من قبل الإمارات والسعودية يواجه حزب التجمع اليمني للإصلاح حرباً شرسة ففي الوقت الذي دعمت فيه أبوظبي الحراك الجنوبي المؤيد للانفصال كانت علاقتها بالإصلاح متسمة بالتحفظات الكثيرة بمبرر الانتماء لتنظيم الإخوان المسلمين.
وعقب الأزمة الخليجية بين السعودية والإمارات من جهة وقطر من جهة ثانية تحول التعاطي الإماراتي العدائي مع الإصلاح إلى المجاهرة وأدى ذلك بالنتيجة، إلى توتر العلاقة أكثر وبالذات مع الرئيس المنتهية ولايته عبدربه منصور هادي الذي يعد الإصلاح من أكثر الداعمين والمحيطين والمتحكمين به وبقراراته، والأزمة الخليجية هي ذاتها التي قسمت حزب الإصلاح بين مؤيد لمقاطعة قطر ومعارض لها.
ويرى محللون سياسيون في صنعاء إن المعطيات الأخيرة بشأن حزب الإصلاح والمتمثلة بإقصائه في تعز ومحاولة الإمارات سحب البساط من تحته، كونه المسيطر تقريباً على كل شيء، وأيضاً التطورات الأخيرة في الجنوب والتي كان آخرها اقتحام أمن عدن الموالي للإمارات لمقراته وإحراقها واعتقال قياداته هناك، ومؤخراً أحداث مأرب التي تصاعدت فيها أصوات لبعض القبائل المدعومة إماراتياً للمطالبة برحيل القيادات الإصلاحية المسيطرة على كل شيء في مأرب، كل تلك المعطيات يراها المحللون أنها تنبئ بوجود اتفاق سعودي إماراتي على إنهاء دور الإصلاح في اليمن كلياً.
ويقول المحللون في أحاديث متفرقة لـ”المساء برس” إن السعودية باتت تبحث أكثر من أي وقت مضى عن طريقة للخروج من الحرب في اليمن التي أغرقتها وكلفتها ما لم يكن متوقعاً وما لم تضعه في حسبانها سواءً على المستوى البشري من جنودها الذين يقتلون يومياً في حدودها الجنوبية أو حتى على المستوى الاقتصادي الذي بدأ بالتهاوي نتيجة التكلفة الباهضة التي تتكبدها الميزانية السعودية لتمويل حربها ضد اليمن.
ويضيف المحللون أيضاً: “لم تعد السعودية هي الفاعل الرئيسي في اليمن حالياً فبالكاد تتفرغ هي لحماية حدودها التي عجزت عن استعادة بعض المناطق الاستراتيجية التي يسيطر عليها الجيش اليمني، وباتت الإمارات هي الفاعل الرئيس وتقريباً هي التي تدير العمليات العسكرية للتحالف في اليمن بما فيها عمليات المناطق الشمالية بدليل أن الطائرة التي تم إسقاطها في الجوف كانت إماراتية وهذا يعني أن الأخيرة لا تدير فقط المعارك جنوباً بل أيضاً تديرها شمالاً في مأرب والجوف والجبهات الحدودية بين صعدة والسعودية بدليل أيضاً أن المقاتلين في تلك الجبهات من المرتزقة هم من أبناء المحافظات الجنوبية ويقودهم القيادي السلفي الموالي للإمارات هاشم السيد”.
بالعودة إلى وضع حزب الإصلاح حالياً في اليمن كقواعد تنظيمية وسياسياً كحليف لدول التحالف التي تقود حرباً ضد اليمن فإن الحزب بات يواجه حرب وجود، فإما أن يكون أو لا يكون، ووفقاً للمعلومات الواردة من مصادر يمنية في العاصمة السعودية الرياض فإن اتفاقاً شبه مؤكد قد تم بين كل من محمد بن سلمان ومحمد بن زايد باستبعاد حزب الإصلاح نهائياً من المشهد السياسي تماماً.
وأشارت المصادر في تصريح خاص لـ”المساء برس” إن السعودية بدأت تضيق الخناق على قيادات حزب الإصلاح المتواجدة في الرياض وجدة والمشاركة في حكومة هادي، مؤكدة في الوقت ذاته أن قيادات الإصلاح الآن بدأت بالبحث عن تصاريح لجوء سياسي إلى كل من تركيا وقطر ولكن دون فائدة.
ومؤخراً أكدت مصادر صحفية خليجية أن السعودية وضعت القيادي البارز في حزب الإصلاح عبدالمجيد الزنداني تحت الإقامة الجبرية ومنعته من السفر والتنقل في أي مكان في السعودية باستثناء الانتقال إلى المدينة المنورة، بالإضافة إلى ما أصدرته هيئة كبار العلماء في السعودية من بيان هاجمت فيه جماعة الإخوان المسلمين واعتبرتها مع تنظيمي داعش والقاعدة في خانة واحدة، ما يعني أن السعودية أيضاً بدأت في ضرب القاعدة الدينية للحزب وقياداته التي باتت عبئاً ثقيلاً على السعودية.
في الوقت الذي لا يبدو فيه وجود أي مشكلة من استمرار التحالف العسكري ضد اليمن بالنسبة للإمارات فإن السعودية تريد التخلص من الإصلاح المتواجد داخل أراضيها وتسعى لإعادته إلى اليمن تمهيداً لإعلان انسحابها من الحرب، في مقابل ذلك ترفض الإمارات بشدة هذا التوجه، فهي لن تقبل بوجود الإصلاح في السلطة.
ويرى مراقبون أن كل المعطيات تؤكد أن السعودية تريد وبقوة أن تنسحب من حرب اليمن على اعتبار أن دورها انتهى وستكتفي بدعم حلفائها على الأرض فقط، أي أنها تسعى للخروج من حرب اليمن بينما تستمر الحرب الداخلية بين أنصار الله وحلفائهم ومليشيا الإصلاح وقوات هادي، لكن المعضلة تكمن في عدم قبول الإمارات بتواجد الإصلاح مطلقاً على الأرض ولهذا يسعى الطرفان “السعودية والإمارات” لإنهاء أي دور للحزب تماماً حتى تقبل الإمارات بعودة حكومة هادي إلى عدن لإدارة البلاد من هناك بدون أي وجود للإصلاح، كون ذلك بالنسبة للإمارات سيسهل لها التحكم بهادي وحكومته كيفما شاءت بدون أي معارضة إصلاحية.
ويتفق الوسط السياسي في صنعاء بأن الإصلاح يواجه أكبر تحدٍ منذ نشوئه في اليمن، وهو تحدي الوجود، كما يعتبرون تعاطي الإمارات والسعودية مع الإصلاح بشكل عدائي مؤخراً أنها نهاية طبيعية لكل “عميل” يخون بلده، حسب وصف قيادات في سلطة صنعاء، مشيرين أيضاً إلى أن “الفصائل الجنوبية الموالية للإمارات ستجد ذات المصير فلا يمكن أن تستمر الإمارات في الوثوق بمن خان بلده، وستتخلص منهم في أي لحظة ثم تأتي بغيرهم”.
اشترك بقناة التليجرام ليصلك كل جديد