اللجنة الثورية العليا توجه رسالة للإصلاح بعد التطورات الأخيرة
المساء برس – تقرير خاص/ اعتبرت مصادر سياسية في صنعاء أن ما ورد في بيان اللجنة الثورية العليا في الحفل الجماهيري الذي أقيم في محافظة تعز بمناسبة الذكرى الـ54 لثورة الـ14 من أكتوبر، رسالة سياسية واضحة لحزب الإصلاح وحكومة هادي التي باتت محاصرة داخل الرياض.
وقالت المصادر في حديث لـ”المساء برس”: “كان من الواضح أن البيان الذي تلي في محافظة تعز وما ورد فيه من الدعوة لسلام مشرف يقطع ذرائع العدوان وحوار بعيد عن أي تدخلات خارجية، تضمن رسالة واضحة لحزب الإصلاح وحكومة المنفى بعد ما تعرضوا له في محافظة عدن خاصة حزب الإصلاح الذي بات محاصراً في الرياض وجدة ولا يستطيع العودة إلى الشمال وفي الجنوب تعرضوا للطرد والقتل والاعتقال”.
وأضافت المصادر إن هذه الرسالة مفادها “أن صنعاء تفتح أبوابها لعودتكم ولحوار ندي يقودنا وإياكم إلى سلام مشرف لكل اليمنيين وبعيداً عن أي تدخلات خارجية التي لم تنتج سوى المزيد من التقسيم والمزيد من توغل المحتل في الأراضي اليمنية”.
وكانت اللجنة الثورية العليا قد دعت في بيانها من انضموا إلى صف التحالف إلى تلاقي وحوار يؤدي إلى سلام مشرف بعيداً عن التدخلات، وقطعاً للذرائع أمام التحالف وتدخله العسكري.
وأكد بيان الثورية العليا على أن “لا تنازل ولا تفريط للأراضي اليمنية المحتلة من قبل الإمارات والسعودية وأن هذه الارض يمنية الهوية وجذورها ضاربة في أصالة المجتمع اليمني من حوف إلى مران”، مضيفاً أن “مهمة اليمنيين اليوم هو مواجهة المحتل الجديد واجتثاثه”، لافتاً إلى أن “استمرار سيطرته على الارض اليمنية يدفع الشعب اليمني إلى تقديم ضريبة أكبر من دمائه وكرامته”.
وشهدت محافظة تعز حشداً جماهيرياً كبيراً هو الأول من نوعه منذ اندلاع الحرب على اليمن في مارس 2015م، بمناسبة ذكرى عيد ثورة 14 أكتوبر التي اندلعت عام 1963م لتحرير الجنوب الذي كان محتلاً حينها من قبل المملكة البريطانية.
وعلى الرغم من أن مدينة عدن شهدت ثلاثة احتفالات واحتشادات في وقت واحد في كل من المعلا وشارع مدرم والفعالية التي أقامتها حكومة هادي وحضرها رئيس وزرائه في الكلية العسكرية بعدن، إلا أن الحشود التي حضرت فعالية تعز التي نظم لها أنصار الله فاقت في أعدادها كل من حضروا في عدن مجتمعين.
وقال بيان الثورية العليا عن هذه المناسبة “إن ثورة الرابع عشر من أكتوبر هي ثورة كل أبناء اليمن، فعمقها الاستراتيجي كان العاصمة صنعاء، وإنه لمن المهم جداً أن يحرص كل يمني على حماية مكاسب هذه الثورة والدفع باتجاه استمراريتها كحالة شعبية ثقافية راسخة لأجيال قادمة نظراً لحجم المشروع الأمريكي”.
وأضافت “إن تلك الدماء الزكية التي سالت من قمم جبال ردفان وامتد دفئها ليروي كل قرية ومدينة في المحافظات الجنوبية لحري بنا تذكرها في كل لحظة واعتبارها عهدا في ذمة كل يمني غيور وشريف لا يخذله ولا يفرط فيه أمام أي من المغريات التافهة التي جُبِل الغزاة على التلويح بها أمام النفوس الضعيفة لتشكيل أدواتهم التي تساعدهم على تحقيق الاحتلال للشعوب”.
كما جاء في بيان اللجنة الثورية: “إن ما يحز في نفس كل يمني غيور وشريف أن نحتفل وللعام الثالث على التوالي بذكرى ثورة طردت الاحتلال البريطاني في ظل خضوع عدد من محافظات بلدنا لهيمنة المحتل الإماراتي والسعودي برعاية أمريكية إسرائيلية”.
وبات الوضع في المحافظات الجنوبية أكثر سوءاً من أي وقت مضى، حيث لم يعد يحظى أبناء المحافظات الجنوبية بأي خدمات عوضاً عن مشاريع الخارج التي تريد تنفيذ رغباتها في استغلال ثروات الجنوب وموقعه الاستراتيجي خدمة لمصالحها مستغلة عدداً من الشخصيات الجنوبية التي يرى البعض أنها مخدوعة ولا تدرك ما هي الرغبات الحقيقية للدول الكبرى والإمارات.
وقد عبر ناشطون جنوبيون عن الأوضاع في المحافظات الجنوبية مؤخراً، مبدين استياءهم الشديد ومحذرين أبناء المحافظات الشمالية من الوقوع في نفس الخطأ الذي وقع فيه الجنوبيون حين سلموا أرضهم للإمارات.
ودعا الناشط والصحفي البارز فتحي بن لزرق أبناء المحافظات التي تديرها حكومة أنصار الله والمؤتمر إلى عدم التفريط في شبر واحد من الأرض اليمنية والقتال للدفاع عنها حتى “بالملاعق” والدفع حتى بالنساء والأطفال للقتال من أجل أرضهم حتى لا يصبح حالهم مثل حال أبناء المحافظات الجنوبية.
وقال بن لزرق في منشور على صفحته بالفيس بوك تحت عنوان “#لا تسلموا – أرضكم – فتندمون” وأثار ضجة كبيرة في صفوف أبناء المحافظات الجنوبية خصوصاً “دافعوا عن أرضكم لكي لايصبح لكم مصير بائس مثل مصيرنا، قاتلوا حتى آخر رجل منكم ولو انتهى الرجال وانقرضوا، اخرجوا الأطفال والنساء للدفاع عن أرضكم.. حاربوا بالملاعق والسكاكين والفؤوس وان وصل الأمر إلى الهزيمة فسلموهم ارض بلا سكان، احرقوا كل مافيها وانتحروا وسلموها لهم لاحقاً”.
وأضاف بن لزرق قائلاً: “أود ان أخبركم بأن لدي نصيحة قيّمة أتمنى ان تسمعوها جيدا وكثيرا ونصيحتي هي (لاتسلموا أرضكم وأمركم مثلما فعلنا نحن) وأصبحنا (نادمين).. لاتسلموا أرضكم لا لشرعية ولا لغيرها لكي لا تصبحوا نادمين”.
وقال بن لزرق أنه ورغم معاناة المواطنين في الشمال إلا أن أمرهم لا يزال بأيدي يمنية، مضيفاً بالقول: “أما نحن فقد ضعنا بين رئيس ممنوع من العودة وفصائل متناحرة وعبث بكل “شيء” وقضية جنوبية ضاجعوها حتى تكاد تفقد (عذريتها)”.
وعاد بن لزرق للتأكيد على عدم تسليم أبناء المناطق الشمالية أرضهم لأحد قائلاً: “من (عدن) اكتب إليكم وأقول لكم.. لاتسلموا أرضكم لأحد، حافظوا على كرامتكم شامخة عزيزة، غالية ولاتصدقوا خرافة (الأراضي المحررة) واعلموا ان لافرق بيننا وبينكم فنحن جائعون، متعبون، منهكون، معذبون، مدمرون لكن أرضكم لاتزال بيدكم أما نحن فإنهم سيسوقوننا صوب حرب (أهلية) وكل طرف يدعم طرف بالعتاد والسلاح”.