الحوثي: مهما كان دور البعض لإخضاع الجنوب للاحتلال لابد من ثورة لتحريره
المساء برس – متابعة خاصة/ قال زعيم جماعة أنصار الله عبدالملك الحوثي إن على الشعب اليمني التحرك ضد الاستعمار الجديد والاحتلال البغيض الذي هو احتلال لصالح أمريكا بأقنعة عربية تتقدم فيها الإمارات العربية المتحدة في الجنوب إلى جانب النظام السعودي.
وقال الحوثي في حوار أجرته معه صحيفة (26 سبتمبر) الناطقة باسم الجيش اليمني في أول عدد لها بعد استئناف إصدارها في العاصمة صنعاء، قال إن المناطق الجنوبية والمحافظات الجنوبية تعاني من “احتلال”، وأن من المفترض أن تكون عملية الاحتفال بذكرى ثورة 14 اكتوبر تمثل “حالة دافعة لمواجهة هذا المحتل لا أن تكون في ظله”، مشيراً إلى أن “من السخرية أن تكون حالة الاحتفالات هذه في ظل المحتل وتحت راية المحتل هذا يبعث على الغرابة والتعجب!! ويحول المسألة إلى مسألة مفرغة من مضمونها ومن دلالاتها وكأنها فعالية عادية تقام تحت راية المحتل الجديد”.
وأكد زعيم أنصار الله على أن ما يجري اليوم في الجنوب “تحت راية المحتل هناك” لا يمثل كل أبناء الجنوب، مضيفاً: “لا يزال هناك الكثير من الإخوة المواطنين في الجنوب الأحرار ومستائين جداً من الاحتلال القائم”، معتبراً أن مشاكل الماضي ساهمت إلى حد كبير “في التهيئة لهذا الاحتلال وفي تكبيل البعض هناك من التحرك ضد الاحتلال نتيجةً للإرث الماضي المشحون بالمشاكل والمعبأ بكثير من التعقيدات التي أنتجت ظروفاً صعبةً ومعقدة في الواقع الجنوبي مهدت لهذا الاحتلال”.
وعلق الحوثي على الحالة التي يعيشها أبناء المحافظات الجنوبية ووجود بعض الفئات المؤيدة للاحتلال الإماراتي للمحافظات الجنوبية، علق بالقول: “قد تتماهى بعض الفئات، بعض الشخصيات وقد تساهم ادوار بعض الجهات لإخضاع الشعوب في مراحل معينة لحالة الاحتلال ولكن يصل الجميع في النهاية إلى قناعة راسخة بضرورة التحرر وضرورة الثورة، التحرر الذي لا يأتي إلا من خلال ثورة ولا يأتي بالمجان ولا يأتي برغبة وموافقة من قبل المحتل ما لم يكن مضطراً”.
وقال زعيم الجماعة إن الممارسات من قبل الضباط الإماراتيين والسعوديين كمسؤولين أساسيين ومتحكمين بالوضع واضحة هناك “سواءً بالمطارات أو الموانئ أو المباني الحكومية أو الشأن العام هناك بمعنى أن من الواضح لدى أي مواطن هناك في الجنوب أن الذي يحكم فعلياً مناطق الجنوب هم أجانب، وأن الذي يتحكم بالوضع هم الأجانب”.
وكشف عبدالملك الحوثي عن طبيعة العلاقة الضباط الإماراتيين في الجنوب وبعض المسؤولين الموالين للتحالف قائلاً إن “البعض من هؤلاء المسؤولين حتى ممن لهم صفات ومسميات كبعض الوزراء مثلاً يوقفهم ضابط إماراتي أحياناً وقد يصل بالبعض إلى سجنهم أو إخراجهم أو إرغامهم على الذهاب من عدن”، مضيفاً إن “عبدربه بنفسه أحياناً لا يؤذن له بالدخول وأحياناً لا يؤذن له بالتنقل فيما لو أتى من منطقة إلى أخرى”.
ولفت زعيم أنصار الله إلى أن الأجنبي بات اليوم يتحكم بكل تفاصيل الأوضاع هناك، كاشفاً في الوقت ذاته عن توجهات للإمارات ومن خلفها إلى تثبيت تواجدها على المدى الطويل في المناطق الاستراتيجية وجعلها قواعد انطلاق بالإضافة إلى ما يخططون له من عمليات نهب للثروات على رأسها الثروة النفطية ونهب الثروات الطبيعية في جزيرة سقطرى التي وصل بهم الأمر إلى أن ينهبوا حتى الأحجار.
وعن الحل الانسب للقضية الجنوبية قال الحوثي “الحل للقضية الجنوبية يجب أن يكون ضمن توافق في البلد بين المكونات الرئيسية لهذا البلد، ونحن قلنا في مرحلة ماضية يجب أن يكون حل القضية الجنوبية حلاً عادلاً لا يكون فوق العدل, ولا تحت العدل, فليس من الصحيح طرح خيارات لا صلة لها بجوهر المشكلة وتقدمها كمعالجات وحلول ولا يناسب أيضاً أن تكون هناك مساع لظلم الأخوة في الجنوب وانتقاص من حقوقهم والإصرار لتجاهل جروح الماضي التي حلت بهم”.
وفيما يتعلق بقضية التجنيد الذي قامت به السعودية والامارات في المناطق الجنوبية واستخدامهم كحرس وجنود يحمون الحدود السعودية والقتال ضد قوات صنعاء، قال قائد أنصار الله: “بالتأكيد هذا واحد من أهداف قوى الاحتلال احتلال الأرض والسيطرة على البشر وتحويل البشر إلى مجرد فئات مستغلة وكباش فداء في محارق قوى العدوان لتنفيذ أجندة قوى العدوان في أي منطقة، وهذا من أكبر الشواهد على أن كلاً من النظام السعودي والإماراتي لم يأت إلى الجنوب حسب قولهم لتحرير الجنوب ولاستقلال الجنوبيين وانفصالهم عن بلدهم اليمن وإنما له أهداف أخرى هي احتلال الأرض واستعمار البشر واستغلالهم والتحكم بهم ثم من ضمن هذا الاستغلال الذهاب بهم ليكونوا وقوداً لحروبه العدوانية هنا أو هناك ولو لم يأتوا بهم إلى الحدود لذهبوا بهم إلى مناطق أخرى من المحتمل أن يذهبوا بهم وبغيرهم ممن ينضمون إلى صفهم ويستجيبون لهم إلى محارق في مناطق أخرى”..