حكـــم العسكـــر والمشائخ “أ.د. حسن مجلي”
المساء برس – وما يسطرون – أ.د. حسن علي مجلي*
حكـــم العسكـــر والمشائخ وغياب الوطنية، وضمور الحكمة والواقعية
بادئ ذي بدئ نؤكد لمجاذيب الجمهورية والثورة اننا ضد الحكم الامامي والرجعية ولكن ما ذا كان البديل في اليمن؟!
حدث انقلاب 26 سبتمبر 1962م الذي جرى بقيادة مجموعة من الضباط ومشائخ القبائل يعاضدهم عدد من الرأسماليين الطفيليين تقليداً لانقلاب 23 يوليو 1952م في مصر.
وبسبب ظروف اليمن وتدخل كل من المملكة السعودية الرجعية الوهابية ومصر الثورية آنذاك مع الانقلاب وضده، فقد فتح (صندوق المصائب) على مصراعيه لتخرج منه كل الشرور، كان أخطرها هو العدوان السعودي الأمريكي على اليمن الذي بدأ في 26 مارس 2015م ولا زال مستمراً حتى الآن.
لقد فتح الانقلاب العسكري المشائخي في 26/9/1962م الباب للضباط واعوانهم من مشائخ القبائل كي يخوضوا مغامرة الانقلابات عاماً بعد عام، وقد أدى الاقتتال بين الضباط الانقلابيين ومشائخ القبائل وأعوانهم من السياسيين أمثال (النعمان) و (الزبيري) إلى مقتل أو اغتيال عدد منهم واحداً إثر الآخر وعلى أيدي بعضهم البعض.
أدخل عدد من الانقلابيين مبدأ (العصابة) السرية المستندة إلى الاغتيالات كوسيلة للحكم بالاضافة الى الاستعانة بالأجنبي.
ووفق مبادئ الاغتيال اتخذ عدد من الحكام الانقلابيين تصفية شركائهم واحداً بعد الآخر، وسيلة للاستمرار في الحكم بعد الاستيلاء على السلطة.
إن غياب الحكمة والواقعية وشيوع الارتزاق والفوضى والفساد والتساهل مع الخونة والتغاضي عن التمويل الخارجي لهم وخلط الوظيفة العامة بالتجارة الخاصة والحزب الحاكم بالدولة من الاسباب الرئيسية التي قادت إلى العدوان على اليمن وتدمير وقتل شعبه واحتلال أرضه.
أستاذ القانون – جامعة صنعاء
المستشار القانوني والمحامي أمام المحكمة العليا
عضو اتحاد المحامين العرب