تأجيج قضية التربويين ورفع سعر الدولار وسعر القمح من يقف خلف كل ذلك؟
المساء برس – تقرير خاص/ في الآونة الأخيرة تحركت على الساحة اليمنية وتحديداً في مناطق التي تديرها حكومة الإنقاذ، عدة ملفات حقوقية وسياسية يغلب على بعضها طابع الحقوق المشروعة للمطالبة بها وبعضها تم استغلالها من بعض الأطراف السياسية في صنعاء لتأجيج الوضع.
يرى مراقبون أن العشرات من الشائعات تنتشر يومياً عبر مواقع التواصل الاجتماعي والمواقع الإخبارية “الصفراء” تحتوي على كم كبير من المعلومات الكاذبة وبعض المعلومات الصحيحة، ويضرب بعضهم مثلاً حول ذلك بالقول: “على سبيل المثال بعض المواضيع عن مرتبات المدرسين والإضراب يتم تداولها بشكل واسع إما كأخبار أو منشورات أو مقالات صحفية لكن اللافت هو احتواء هذه المواد على معلومات غير حقيقية واعتقد أن من يدير هذه الحملة من الشائعات هدفه استغلال بعض القضايا الشائكة في صنعاء وتوظيفها لصالح التحالف”.
ناشط سياسي آخر، أدلى بتصريح لـ”المساء برس” اعتبر فيه أن قضية مرتبات المعلمين مشروعة ومن غير المعقول أن يعودو للتدريس بدون أي مقابل، لكنه أضاف أيضاً: “هناك من يعمل على استغلال قضايا مرتبات المعلمين لتحقيق أهداف أخرى وهذا بدا واضحاً حيث يتم التركيز في كل ما ينشر حتى في المواقع الإخبارية، يتم التركيز على الحوثيين ولا يتم التطرق إلى الحكومة التي هي مناصفة بين الحوثيين والمؤتمر”.
واعتبر الناشط السياسي المقيم في صنعاء – رفض الكشف عن هويته – أن هناك عمل إعلامي مكثف هدفه تأليب الرأي العام ليس على المجلس السياسي ولا على حكومة الإنقاذ بل على الحوثيين دون غيرهم، مضيفاً أن “الغريب أن التعاطي الإعلامي لبعض الوسائل الإعلامية المحسوبة على طرف سياسي معين تتخذ نفس السياسة الإعلامية التي تتخاطب بها الوسائل الإعلامية المحسوبة على التحالف والتي تُدار من العاصمة السعودية الرياض والقاهرة، حتى بعض الناشطين السياسيين من المقيمين في صنعاء ومن المقيمين في الرياض والموالين للتحالف، نلاحظ أنهم يتفقون في توقيت تكثيف منشوراتهم وكتاباتهم ويتفقون في استخدام ألفاظ ومصطلحات معينة وحتى أنهم يركزون في توجيه الاتهام لطرف معين، وهذا يعرف إعلامياً بالحملة الإعلامية المظللة أو الهادفة إلى توجيه الرأي العام إلى قناعة معينة وهذا نوع من أنواع الحروب”.
ناشطو المؤتمر والتحالف “صوت واحد”
ونظراً لتبني بعض الناشطين السياسيين والصحفيين المنتمين لحزب المؤتمر لهذه الحملة، وتمريرهم بعض المصطلحات والمعلومات المغلوطة ضمن ما ينشرونه على وسائل الإعلام، فثمة من يرى أن تكثيف هؤلاء الناشطين لحديثهم حول قضية معينة في فترة زمنية محددة ليست مصادفة وهو ما ولّد انطباعاً أن ثمة من يعمل لصالح التحالف من داخل العاصمة صنعاء بهدف تأجيج الوضع ليس ضد منظومة الحكم في صنعاء ككل ممثلة بحكومة الإنقاذ الوطني على اعتبار أنها المسؤول الأول تجاه توفير الخدمات للمواطنين من بينها توفير مرتبات المعلمين لتفادي توقف العملية التعليمية، وبدلاً من ذلك يتم توجيه وتأليب الرأي العام ضد جماعة أنصار الله فقط.
الناشط في الحزب الاشتراكي “عمر محمد” يؤكد أن هناك حملة يتم تنفيذها ضد الاستقرار في صنعاء وأن إثارة قضية مرتبات المعلمين وتدشين الإضراب وشائعات تعديل المناهج كلها تهدف لضرب صنعاء من الداخل، ويضيف “هناك من يسعى لعرقلة الحكومة فيما يخص معالجة قضية المعلمين، وحتى لو تمكنت الحكومة من التغلب على هذه المشكلة، فسوف نشهد بعد رفع المعلمين لإضرابهم وبدء مزاولة عملية التدريس، سنشهد نقابات أخرى تنفذ نفس الخطوة ومن المحتمل أن يصل الوضع إلى العصيان المدني وسيتم هذا طبعاً عبر مسؤولين إداريين سيدعون للإضرابات والوقفات الاحتجاجية وهذا مخطط غير واضح المعالم حتى اللحظة لكن ما هو مؤكد هو أن هناك عمل مرتب ومدروس لضرب صنعاء من الداخل بأي وسيلة”.
ضرب اقتصاد صنعاء من الداخل
مؤخراً ارتفع بشكل مفاجئ سعر الصرف للدولار مقابل العملة اليمنية، ولم يجد مسؤولون اقتصاديون التقاهم “المساء برس” في صنعاء، أي تبرير لهذا الارتفاع، لكن أحدهم قال إن ارتفاع أسعار سعر الصرف بشكل مفاجئ ليس طبيعياً، لافتاً أن هناك من يقف خلف هذا الإجراء ولا يستبعد أن تكون أطراف في صنعاء على ارتباط بدول التحالف الذي تقوده السعودية هي من تدير هذه الحملة التي تستهدف ضرب الاقتصاد المحلي بهدف إضعاف خصوم آخرين.
المصدر الاقتصادي لفت أيضاً إلى تزامن ارتفاع سعر الدولار بارتفاع سعر مادة القمح قائلاً: “لماذا يرتفع سعر القمح في هذه الأيام من السنة ويتزامن هذا الرفع مع ارتفاع سعر الدولار؟، نحن متأكدون أن من يقف خلف رفع سعر الدولار هو نفسه من يقف خلف رفع سعر مادة القمح” مشيراً إلى أن سعر القمح عالمياً انخفض بنسبة 1% بينما في اليمن ارتفع بنسبة 10% ما يعني أن هناك حملة منظمة لضرب حكومة الإنقاذ والمجلس السياسي من الداخل.
مهمة الأمن القومي والسياسي
في هذا الصدد تحدث مصدر اقتصادي آخر رفض الكشف عن اسمه بالقول: “لا نستطيع التصريح بأي معلومات حتى الآن لكن ما يمكن قوله هو أن المهمة اليوم باتت مهمة أمن وطني وقومي وسياسي، يجب على أجهزة الأمن السرية كالأمن القومي والسياسي التحرك فوراً هناك من يعبث بالاقتصاد بهدف ضرب الصف الوطني المناهض للعدوان، بعد أن فشلوا في احداث شرخ بين أنصار الله والمؤتمر، هناك من ينفذ مخطط خدمة للعدوان مقابل ضمان بقائه”.
التعليم في تعز لا يتم الحديث عنه
على الرغم من أن الكارثة في تعز أكبر إلا أنه لا يتم التطرق إليها إعلامياً لا من قريب ولا من بعيد، هكذا يتحدث أحد التربويين في صنعاء لـ”المساء برس”، يضيف أيضاً: “في تعز كل المدارس خاضة لسيطرة المسلحين الإصلاحيين وجماعة أبو العباس وجماعة تنظيم الدولة وتنظيم القاعدة ولم يتم تسليم أي مدرسة حكومية حتى اليوم، لماذا لا يتم الحديث عن هذه المصيبة، الطلاب يدرسون فقط المدارس الخاصة التي يملكها قيادات في حزب الإصلاح بينما الفقير لا يستطيع أن يلحق أبناءه في هذه المدارس فيضطر للانتقال والنزوح من تعز إلى إب أو ذمار أو صنعاء لكي يتمكن من إدخال أبنائه وبناته المدارس الحكومية”.
ويرى مراقبون أن تركيز الحملة على صنعاء وعدم الحديث عما يحدث في تعز يؤكد أن الهدف ليس إيجاد حل للمعلمين وأن صنعاء تواجه حملة شرسة تتورط فيها أطراف من الداخل وهو ما يمكن ملاحظته فقط من مراجعة سريعة لكل ما نشر في الآونة الأخيرة من كل طرف في مختلف الوسائل الإعلامية المجتمعية والتقليدية.