تعز بانتظار حمام دم انتقاماً لمن أغتيلو.. الإصلاح يعود بزي “الأمن الخاصة”
المساء برس – تقرير خاص/ يجزم الكثير من المراقبين أن اغتيال القيادي في ميليشيات “أبي العباس” الموالي للإمارات “معاذ نعمان” المسيطر على قلعة ومنطقة القاهرة بمدينة تعز في نفس الوقت الذي كانت فيه قيادات عسكرية موالية لهادي تحتفل بتخريج دفعات من قوات الأمن الخاصة استعداداً لتوزيعها على المدينة، لم يكن محظ صدفة، بل كان ذلك مقصوداً بهدف إيصال رسالة من الإصلاح لحلفاء الإمارات في تعز بأن الحزب ومسلحيه سيعودون من جديد.
ويرى المراقبون أن عملية اغتيال أحد القياديين التابعين للقيادي السلفي الموالي للإمارات عادل عبده فارغ المعروف بـ”أبي العباس” كانت بمثابة إطلاق الرصاصة الأولى التي أعلن من خلالها مسلحو حزب الإصلاح بدء انتقامهم ممن كان يقف خلف عمليات الاغتيال التي طالت العشرات من المسلحين الموالين للإصلاح داخل المدينة وخارجها، حسب المراقبين.
صباح الخميس دشنت “قوات الأمن الخاصة ” الموالية لحكومة بن دغر والمحسوب معظم قادتها على حزب الإصلاح، مرحلة الإنتشار الأمني الأولى فيما وصفتها بـ”المديريات المحررة في تعز”، وكان ذلك أثناء حفل اقيم صباح الخميس بمنطقة الخيامي بمديرية المعافر غرب تعز، بالتزامن مع عرض عسكري وعمليات قتالية استعراضية لوحدات رمزية من تلك القوات.
وقد مثل حضور الحفل وفداً من حكومة هادي ممثلاً بنائب رئيس الوزراء وزير الخدمة المدنية عبدالعزيز جباري، ووزير الإدارة المحلية عبدالرقيب فتح، وحضور القيادات العسكرية والأمنية بالمحافظة دلالة رمزية حاول مسلحو الإصلاح استغلالها كرسالة أرادوا إيصالها لأبي العباس مفادها أن هذه القوات تتبع القوات الحكومية التي يديرها الإصلاح.
ومن وجهة نظر أخرى فإن من سيقف في وجه هذه القوات سيعتبر متمرداً على “شرعية هادي والحكومة”، وهو ما حاول إيصاله بشكل غير مباشر العميد جميل القدسي قائد القوات الخاصة بتعز في كلمة ألقاها أثناء الحفل حيث قال “إن هذه الوحدات أنشأت لأول مره من أبناء تعز، بعد حدوث الانقلاب، فأتت هذه الوحدات بتوجيه من الرئيس هادي، وهي عبارة عن وحدات نوعية قتالية جاهزة لتنفيذ مهامها على أكمل وجه”.
وثمة من يرى أن هذه القوات التي تم تشكيلها مؤخراً، بدلاً من استدعاء القوات السابقة التي تم تسريحها بشكل غير مباشر، سوف تنصدم “شاءت أم أبت” بمليشيات أبي العباس، ولعل العمليات الاستعراضية في قتال الشوارع وحرب العصابات الخارجة عن القانون التي نفذتها القوات أثناء الحفل دليل على ذلك.
وما يعزز هذا الرأي ما قاله العقيد هشام الأصبحي رئيس عمليات القوات الخاصة، والذي قال “إن هذه الوحدات ستقوم بالانتشار كمرحلة أولى في المديريات المحررة ، وفق خطة أمنية مدروسة، لاستتباب الأمن في مدينة تعز”، مضيفاً: “إن القوات الخاصة سوف تتستلم عدد من المباني والمنشأت لمؤسسات الدولة لحمايتها وفقاً لتوجيهات نائب رئيس الوزراء عبدالعزيز جباري، وبالاتفاق مع القيادات العسكرية”.
ولا يستبعد مراقبون أن تكون هذه الوحدات هي ذاتها الجماعات المسلحة المتعددة والتي كانت منتشرة في مختلف أحياء مدينة تعز وكل فصيل أو جماعة مسلحة تتخذ لها اسماً يعبر عنها ومقراً رئيسياً لها، وجميعها كانت تابعة لحزب الإصلاح تحت مسمى المقاومة.