ما وراء عودة بحاح باتهامات خطيرة والكشف عن الأرقام التي يحتفظ بها ولماذا الآن؟
المساء برس – تقرير خاص/ اتهم رئيس الوزراء السابق في حكومة المنفى خالد محفوظ بحاح الرئيس المنتهية ولايته وحكومته الحالية بنهب مئات الملايين من الدولارات من عائدات نفط المسيلة خلال عام واحد.
وقال بحاح المحسوب على دولة الإمارات في تغريدة نشرها على حسابه بموقع التغريد العالمي “تويتر”: “الشرعية نهبت ما قيمته سبعمائة مليون دولار من نفط المسيلة حضرموت خلال عام”، وأضاف بحاح إن هذا النهب لا يزال مستمراً مضيفاً بنهبها أيضاً مبلغ أربعمائة مليار ريال يمني وهذا موثق، حيث كتب “ولازال.. بالإضافة إلى أربعمائة مليار ريال يمني (موثق)”.
وتأتي هذه التغريدة بعد يوم واحد فقط من نشره تغريدة تتعلق بقوائم الجيش حيث قال بحاح “إن قوائم الجيش بلغت أربعمئة وخمسة وعشرين ألف عسكري”، مقارناً نظام حكم الرئيس اليمني السابق، علي عبد الله صالح بحكومة هادي الحالية، بقوله: “فسدتم في غضون أشهر مقابل فساد 33 عاماً من سلطة سلفكم”.
وكان بحاح قد شن هجوماً قبل عدة أيام على حكومة بن دغر ووصف تصريحات الأخير التي ألقاها خلال حفل ذكرى ثورة 26 سبتمبر في عدن والتي قال خلالها أنه يجري الترتيب حالياً لإدماج التشكيلات المسلحة غير النظامية ضمن قوات “الشرعية”، وصفها بحاح بأنها تُسرع من عملية تشكيل وإعلان المجلس العسكري الجنوبي التابع للمجلس الانتقالي، في إشارة تهديد لما قد يقدم عليه بن دغر من دمج للتشكيلات المسلحة الموالية للإمارات ضمن القوات التابعة لهادي، وأن هذه الخطوة قد تلقى ردوداً عسكرية مباشرة.
كما لم يستبعد بحاح، في تلك التغريدة، أن يؤدي تشكيل المجلس العسكري إلى ما وصفها بـ”هروب ما تبقى من شرعية مهترئة”.
وكان بحاح قد اختفى عن المشهد السياسي خلال الفترة الماضية منذ إقالته من منصب رئيس الجمهورية ورئيس الوزراء في أبريل 2016، واستمر هذا الغياب حتى اليوم سوى من زيارة واحدة قام بها إلى مدينة المكلا عاصمة حضرموت وكان في استقباله قيادات عسكرية ومدنية وفريق إعلامي في مطار الريان الذي وصل إليه رغم أنه كان مغلقاً ولايزال حتى اليوم ويخضع للجنود الإماراتيين.
وقد كتب بحاح حينها في صفحته على الفيس بوك قائلاً “عدنا إلى حضرموت عبر مطار الريان الذي ستعاوده الحياة من جديد بفضل الله ثم جهود السلطات المحلية وقوات التحالف بقيادة المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات العربية المتحدة، فتشغيل مطار الريان خطوة مهمة ستنعكس بالإيجاب على الجوانب الإنسانية والاقتصادية والخدمية في المحافظة والبلاد بشكل عام، وستخفف من معاناة المسافرين والوافدين”.
وقد أثارت عودته وتصريحاته آنذاك جدلاً واسعاً في المدن الجنوبية وجرى الحديث عن احتمالية تهيأته مجدداً لتولي منصب رفيع في الحكومة الموالية للتحالف، لكن بحاح غادر المكلا مرة أخرى إلى الإمارات وبقي فيها ولم يعد إلى اليمن حتى اليوم وخلال الأيام القليلة الماضية ظهر بحاح في الواجهة حيث شارك في ندوة سياسية في العاصمة الأردنية عمّان.
وتجدر الإشارة أن تغريدة بحاح الأخيرة هي الرابعة على التوالي والتي فيما يبدو أنه ينوي نشر سلسلة تغريدات متواصلة تتضمن الكشف عن أرقام ومعلومات تكشف فساد الحكومة الموالية للتحالف في إطار الحرب بين الموالين للإمارات والموالين لحزب الإصلاح والسعودية.
وحتى اللحظة لا تزال المواقف السياسية النخبوية متباينة في تفسيراتها لتصريحات ومعلومات بحاح التي يكشفها يوماً بعد آخر والهدف من ورائها في هذا التوقيت تحديداً، ويقول البعض إن تلك التصريحات تأتي في إطار الحرب التي يشنها الأخير على خلفه احمد عبيد بن دغر بعد التقارب الذي وقع بينه وبين الإماراتيين، والذين يرى فيهم بحاح أنهم باتوا أقرب إلى بن دغر منه، وأنهم يرون فيه رجلاً يمكن من خلاله تحقيق مصالحهم في الجنوب دون أن يتسبب ذلك بصدام مباشر مع قوات هادي والإصلاح.
فيما يرى آخرون أن ما يقوم به رجل الإمارات الأول جنوب اليمن “خالد بحاح” مخطط ومدروس “وهو دور يؤديه بحاح حسب ما هو محدد ومرسوم له في سياق ترتيبات سياسية قادمة في اليمن تنتهي باستبعاد هادي وحكومته وحزب الإصلاح والبحث عن حل سياسي يجمع قيادات الجنوب من حلفاء الإمارات مع سلطة الأمر الواقع في الشمال المتمثلة بحكومة الإنقاذ (جماعة أنصار الله وحزب المؤتمر الشعبي العام)”.