من مقر العمليات المشتركة في عدن هذا ما حدث بين “الإماراتيين والسودانيين”
المساء برس – تقرير خاص/ كشفت مصادر خاصة في محافظة عدن عن صراع وخلافات كبيرة تصاعدت مؤخراً بين القيادة العسكرية الإماراتية المتواجدة جنوب اليمن وتتخذ من مدينة عدن مقراً لها وبين كبار الضباط السودانيين المشاركين في العمليات العسكرية التي تقودها السعودية والإمارات ضد مقاتلي الجيش واللجان التابعة لحكومة الإنقاذ بصنعاء.
وقالت المصادر في حديث خاص لـ”المساء برس” إن الخلافات بين الإماراتيين والسودانيين بلغت حدتها، مضيفة أنه في إحدى الجلسات في مقر العمليات المشتركة في المجمع الحكومي بعدن “صاح أحد الضباط السودانيين وهو في حالة هستيريا أمام ضباط كبار إماراتيين بالقول: استشهد علينا 450 جندي و20 ضابط في اليمن وكمان ما ترحمونا..”.
وكانت مصادر عسكرية جنوبية قد أفادت في وقت سابق لـ”المساء برس” أن القوات الإماراتية تتعامل مع المقاتلين اليمنيين والسودانيين الذين يقاتلون في صفوفها، بشكل مهين، مضيفين إن القوات الإماراتية تدفع بأبناء المناطق الجنوبية والقوات السودانية في الصفوف الأمامية دون أن يتم إطلاعها على التفاصيل الجغرافية للمناطق التي يتم توجيههم إليها لقتال قوات صنعاء.
وتعد القوات السودانية أكثر من خسرت من جنودها في اليمن حيث كشف قائد قوات الدعم السريع في الجيش السوداني، الفريق محمد حمدان حميدتي إن 412 من القوات السودانية قتلوا بينهم 14 ضابطاً خلال المعارك في اليمن.
وأضاف “حميدتي” في حوار مع صحيفة “الجريدة” السودانية في عددها الصادر الاثنين الماضي، “أن قوات الجيش السوداني شاركت بفعالية وتمكنت من تحرير مناطق في اليمن، إلى جانب القوات اليمنية والسعودية والإماراتية والبحرينية في غالبية 40 جبهة قتال”.
وفيما لم يذكر القائد العسكري “حميدتي” حجم الخسائر في صفوف الجرحى السودانيين، يتوقع مراقبون أن يكونوا أضعاف عدد القتلى الذين أعلن عنهم رسمياً.
وفي أواخر يونيو الماضي، زار الرئيس السوداني عمر البشير، قبور عدد من الجنود السودانيين الذين قتلوا في الحرب التي تقودها السعودية على اليمن ودفنوا في مقابر البقيع بالمدينة المنورة، في حين اعتبر مراقبون دفن الجنود السودانيين خارج أراضيهم دليل على حجم الخسائر الهائلة في صفوف القوات البشرية السودانية المشاركة في اليمن.
وبثت وحدة الإعلام الحربي التابعة لقوات الجيش التابع لحكومة الإنقاذ في يونيو الماضي، مشاهد تظهر قتلى عسكريين سودانيين إلى جانبهم هويات عسكرية، ودبابات وآليات سودانية مدمرة خلال المعارك العنيفة التي شهدتها جبهة ميدي بمحافظة حجة شمال غرب اليمن.
وفي أواخر أغسطس الماضي هبطت طائرة شحن في مطار عدن كان على دفعات جديدة من الجنود السودانيين، وأفادت مصادر محلية حينها أنه تم نقل الجنود على متن عربات عسكرية من المطار إلى مقرها في خور مكسر.
ولا يعرف حتى اللحظة كم عدد القوات السودانية المشاركة في العمليات العسكرية في اليمن غير أنها تعتبر أكبر قوات عسكرية غير يمنية من حيث العدد وأكبر قوات غير يمنية أيضاً تعرضت لخسائر بشرية كبيرة.