معلومات كارثية كشفتها الصحافة البريطانية عن عمليات واشنطن السرية في اليمن

المساء برس – خاص/ تضاعف عدد الضربات الأمريكية الجوية السرية في اليمن في عهد الرئيس الأمريكي الحالي دونالد ترامب مقارنة بآخر عام حكم فيه سلفه باراك أوباما، وفقاً لإحصائيات جديدة.

وكشفت صحيفة “الجارديان” البريطانية في تقرير نشرته أمس الأول وترجمه “المساء برس” إن عدد الضربات الجوية الأمريكية السرية في اليمن ارتفع إلى أكثر من الضعف في العام 2017م ليصل إلى 93 مقارنة مع 40 ضربة سرية في العام الماضي، وفقاً للأرقام الصادرة عن مكتب الصحافة الاستقصائية الذي يتتبع عمليات الطيران والطائرات الأمريكية في باكستان وأفغانستان والصومال واليمن.

ووفقاً للصحيفة فإن التقارير الصادرة أفادت أن ما لا يقل عن 30 مدنيا قتلوا حتى الآن هذا العام، بينهم 10 أطفال، نتيجة لعمليات سرية للولايات المتحدة في اليمن، على الرغم من أن الأرقام التي سجلتها التقارير لم يبلغ عنها رسمياً الجيش الأمريكي. وقد توفي معظم هؤلاء المدنيين في غارة واحدة نفذتها القوات البحرية الأمريكية في منطقة يكلا وسط اليمن أواخر يناير الماضي وقتل خلالها ضابط أمريكي.

وأضاف التقرير إن الولايات المتحدة تنفذ حاياً ضربة واحدة على الأقل كل يومين، مضيفة “وإذا استمر المعدل حتى نهاية السنة، فإنه سيمثل زيادة بمقدار خمسة أضعاف في الغارات الجوية في جميع أنحاء البلد”.

ويستند تقرير مكتب الصحافة الاستقصائية “ريبريف” إلى مقابلات أجراها فريق المكتب مع مواطنين محليين وتقارير صحفية عن العمليات الأمريكية في اليمن.

ويُتهم ترامب بتعديه قواعد “التعدي” التي وضعها أوباما للحد من الخسائر في صفوف المدنيين والحد من الظروف التي تنفذ فيها الولايات المتحدة عمليات عسكرية ضمن مكافحة الإرهاب في بلدان مثل اليمن، كون الولايات المتحدة ليست في حالة حرب.

“بريطانيون في اليمن يقدمون معلومات استخبارية”

وقال تقرير “ريبريف” ان هناك ادلة متزايدة على الدعم البريطانى للعمليات الأمريكية فى اليمن وغيرها. من ضمن هذه الأدلة “تقارير صحفية عن قواعد بريطانية توفر معلومات استخبارية ودعم عملياتي لضربات الطائرات بدون طيار، وموظفين بريطانيين متواجدين على الأرض في اليمن يقدمون المعلومات الاستخبارية لاختيار الأهداف وتوجيه ضربات الطائرات بدون طيار”.

ووصف تقرير “ريبيريف” التصعيد في الضربات الجوية الأمريكية في اليمن بأنه يستوجب التحرك لـ”دعوة للاستيقاظ” وطالب الحكومة البريطانية بنشر توجيهاتها السرية للعاملين البريطانيين المشاركين في ضربات الطائرات بدون طيار الأمريكية.

“ترمب زاد من حالة عدم الاستقرار في اليمن بسبب ضرباته”

ونقلت الصحيفة عن نائب مدير مكتب الصحافة الاستقصائية “كاتي تايلور” إنه ومنذ أن تولى ترمب منصبه “أطلق وابلاً من الضربات على اليمن في خرق فاضح للقانون الدولي، مما أسفر عن مقتل عشرات المدنيين وجعل دولة هشة كاليمن تصبح غير مستقرة بشكل أكبر من قبل”.

وأضاف “كاتي”: “إن الضربات السرية التي تقتل الأطفال في بلدان لا نكون فيها في حالة حرب لن تفعل شيئاً لجعل العالم أكثر أمناً، ومن المخجل أن تقدم المملكة المتحدة الدعم التشغيلي لهذا البرنامج الضار والكارثي، ويجب على حكومة المملكة المتحدة أن تنشر على وجه السرعة توجيهاتها السرية – أو ما يسمى بسياسة الاستهداف المشتركة – وأن تشرح دور بريطانيا في حرب ترامب السرية في اليمن”.

“بريطانيا تقدم المعلومات وأمريكا تضرب”

وقال النائب العمالي في البرلمان البريطاني، ورئيس المجموعة البرلمانية الحزبية على الطائرات بدون طيار ووزير الدفاع “الظل” السابق “كلايف لويس” إن الرئيس الأمريكي ترمب خطط لمنح الـ(سي آي إيه) صلاحيات أوسع لإدارة عمليات ضربات الـ”درونز”، مطالباً بلاده بأن عليها تقديم ضمانات للبرلمان بعدم توفير معلومات استخبارية لواشنطن، تجعل المملكة المتحدة “بريطانيا” متواطئة بارتكاب مجازر إنسانية بسبب عمليات لم تقم هي بتنفيذها”.

وأوردت الصحيفة في تقريرها إنه من غير المعروف حتى اللحظة كم هي عدد الضربات الجوية الأمريكية التي نفذتها الطائرات بدون طيار في اليمن عام 2017، مشيرة إلى أن اللجنة المشتركة لحقوق الإنسان في بريطانيا أثارت مؤخراً مخاوف قوية بشأن مشاركة المملكة المتحدة في برنامج القتل الأمريكي بالاستهداف المباشر، واصفة عمل بريطانيا وأمريكا في اليمن بعبارة “إن أجهزة المخابرات البريطانية تعمل “في قفاز” مع الولايات المتحدة”.

وتجري المجموعة البرلمانية من جميع الأحزاب البريطانية حالياً، تحريات حول كيفية عمل المملكة المتحدة مع حلفائها وشركائها في التحالف الدولي لمكافحة الإرهاب فيما يتعلق باستخدام الطائرات بدون طيار، ومن المتوقع أن تقدم المجموعة توصيات بشأن الشفافية والمساءلة بحلول نهاية العام الجاري.

وأضافت الصحيفة إن الحكومة البريطانية تلقت دعوات للإجابة حول دور المملكة المتحدة في الضربات الجوية السرية في اليمن ونشر المعلومات المتعلقة بهذا الدور، ورداً على تلك الدعوات قالت وزارة الدفاع البريطانية “إنها ترفض ولن تعلق على العمليات السرية أو المسائل الاستخباراتية”.