حكومة صنعاء تفرج عن وثائق سرية عن الرئاسة والحكومة وتتيحها للإعلام
المساء برس – متابعة خاصة/ قال وزير الخارجية السعودي إن رئيس الوزراء اليمني أخبر السفير السعودي لدى اليمن أنه يمر بضائقة مالية، وقال بالحرف الواحد “أتمنى من سمو ولي العهد مساعدتي للخروج من الضائقة المالية التي أمر بها وعلى السعودية أن تعتبرني رجلها المخلص في اليمن.”
ورد ذلك في وثيقة رسمية أفرجت عنها السلطات في صنعاء وأتاحتها لوسائل الإعلام، حيث انفرد موقع “المراسل نت” بنشرها.
وقال الموقع إنه حصل على وثائق سرية للغاية يكشف عنها لأول مرة وتتعلق ببرقيات صادرة عن وزارة الخارجية السعودي بناء على اخباريات تصلها من السفارة السعودية بصنعاء بشأن التحركات السعودية لضمان مصالحها في اليمن عبر الرئيس ورئيس الحكومة والمسؤولين وغيرهم.
وتعود الوثيقة التي نُشرت إلى نوفمبر 2011م عقب التوقيع على المبادرة الخليجية والتي بموجبها أصبح عبدربه منصور هادي رئيساً للجمهورية ومحمد سالم باسندوة رئيساً للوزراء.
وتحت عنوان “سري للغاية وعاجل جداً” أرسل وزير الخارجية السعودي الراحل سعود الفيصل برقية إلى الملك السعودي الراحل أيضاً عبدالله بن عبدالعزيز يوضح فيها بعض المستجدات التي رفعها السفير السعودي بصنعاء لوزارة الخارجية.
وتتحدث الوثيقة عما جرى في لقاءين منفصلين جمعا السفير السعودي بعبدربه منصور هادي (قبل ان يتسلم السلطة رسميا وكان يمارس مهام رئيس الجمهورية) وكذلك رئيس الوزراء محمد سالم باسندوة.
ويطلع السفير السعودي وزير الخارجية أن هادي قال خلال اللقاء إنه يعول على دعم المملكة السعودية وخاصة دعم الملك للخروج من الأزمة التي عصفت باليمن خلال الشهور الماضية (احتجاجات الربيع العربي) وأنه يتمنى أن تتبنى المملكة مؤتمراً دولياً لدعم اليمن كون ذلك سيؤدي لتهدئة الشارع اليمني.
ووفقاً للبرقية، قال هادي إن أول زيارة له للخارج كرئيس ستكون إلى السعودية وأن المملكة لن ترى منه إلا الوفاء وهو مستعد للتعاون مع السعودي في كل الجوانب وخاصة الجانب الأمني.
وطلب هادي من السفير السعودي أن يبلغ ولي عهد المملكة آنذاك أن اللجنة العسكرية ستعمل على تنفيذ المبادرة الخليجية ولن يخرجوا عن الاستراتيجية التي تخدم المملكة واليمن وأن أي شيء يريده الملك وولي عهده سيكون عند حسن ظنهم.
كما أخبر هادي السفير السعودي أنه سيخرج عن خط الرئيس (علي عبدالله صالح) الذي قال إنه كان يبني علاقاته مع المملكة عن طريق شخصه فقط لأنه كان يعتقد أن أي شخص غيره يقيم علاقات معها بأنها مؤامرة.
وينتقل السفير السعودي لنقل تفاصيل لقائه مع رئيس الوزراء آنذاك محمد سالم باسندوة وتظهر الوثيقة أن الأخير قال “إن على السعودية أن تعتبرني رجلها المخلص في اليمن” وعلى غرار هادي قال باسندوة إن أول زيارة له للخارج ستكون إلى السعودية إذا كان ذلك مناسباً للقيادة السعودية.
ويقول باسندوة للسفير السعودي أن إيران حاولت الاتصال به وعرضوا عليه دعما مالياً لكنه لم يقبل رغم الظروف الصعبة التي يعاني منها شخصياً.
كما تعهد باسندوة أن يشيد بالسعودية وبالملك سخصياً في خطابه حين يؤدي القسم وقال باسندوة بعد ذلك “أتمنى من سمو ولي العهد مساعدتي للخروج من الضائقة المالية التي أمر بها”.
كما أبلغ باسندوة السفير السعودي أن اتباع علي عبدالله صالح قاموا باتلاف الوثائق في الوزارات التي أصبحت من نصيب المعارضة وفقاً للمبادرة كي لا يتم إدانتهم بقضايا فساد.
“المساء برس” يعيد نشر الوثائق كما وردت.