منفذوا عمليات الاغتيال في الجنوب نُقلوا إلى “أبوظبي” سرياً
المساء برس- متابعة خاصة/ كشف تقرير صحفي عن مصير منفذي عملية اغتيال الشيخ السلفي عبدالرحمن بن مرعي العدني والذي اغتيل أواخر فبراير من العام الماضي في منطقة الفيوش بمحافظة الجوف.
وأورد التقرير الذي نشره موقع “العربي” إن قتلة الشيخ العدني والذين تم إلقاء القبض عليهم في حينه، أثناء فرارهم بعد الحادثة مباشرة، قام الحاكم العسكري الإماراتي الذي كان متواجداً في عدن حينها باستلام عناصر المجموعة، وقام بإرسالهم مباشرة، وفي اليوم نفسه، إلى العاصمة الإماراتية أبو ظبي، عبر طائرة حربية خاصة بشكل سري، كما نقل الموقع عن “مصدر موثوق” تأكيده إن ملف القضية تم إخفاؤه بشكل نهائي حتى اليوم.
ونقل التقرير عن المصدر عدم استبعاده أن يكون القتلة معتقلين في سجون سرية داخل الأراضي الإماراتية، أو سجون إماراتية خارج حدودها كتلك التي تملكها في إحدى دول القرن الإفريقي، كما لم يستبعد أن تكون الاستخبارات الإماراتية هي من قامت بتصفيتهم نهائياً في أبوظبي لإخفاء ملف القضية وإخفاء أي دليل يشير إلى تورط الإمارات بالوقوف خلف عمليات الاغتيال التي تمت في المحافظات الجنوبية.
وبحسب مراقبين، فإن الشيخ العدني كان أحد الأشخاص الذين أرادت الإمارات التخلص منهم. وعلى الرغم من أن العدني أحد المشائخ السلفيين المعروفين في الجنوب، إلا أن بقاءه، وفقاً للحسابات العسكرية الإماراتية، قد يمثل عقبة أمام مشروعهم المعتمد أساساً على استخدام سلفيين مقربين و«موثوقين» لتنفيذ مشروعهم في التمدد والنفوذ، وسحب البساط من تحت السلطات المحلية والحكومة الموالية للرياض.
ويرى صحفيون مقربون من الجماعة السلفية في اليمن إن الجهة التي أمرت بقتل حسين قماطة، مدير أمن رصد في يافع، هي الجهة عينها التي أمرت باغتيال الشيخ عبد الرحمن العدني، وهي نفسها التي تقف خلف سلسلة الإغتيالات التي طالت شخصيات بارزة في عدن، وأن سلسلة الاغتيالات التي طالت شخصيات الشيخ عبدالرحمن العدني وغيره هي اغتيالات سياسية تتحملها الأجهزة الأمنية الحاكمة في عدن في الوقت الراهن.
استناداً إلى ذلك يسترجع التقرير الصحفي الأحداث التي شهدت مركز “دار الحديث” الذي كان يديره الشيخ السلفي، فقبل اغتيال العدني بشهر واحد كان المركز قد شهد أعمال فوضى وشغب وصدام مع أهالي المنطقة بسبب اعتزام الأخيرين بناء مسجد آخر لا يخضع لإدارة المركز.
وقال التقرير إن تطور الأحداث آنذاك ووصولها إلى قيادتي محافظتي عدن ولحج، كشف أن ثمة صراعاً آخر يُدار عن بعد، له علاقة بحسابات سياسية ومستقبلية أخرى، ولم تكن قصة بناء المسجد إلا غطاءً أو باباً للتمهيد للتخلص من الشيخ العدني نهائياً.
كما أضاف الموقع في تقريره إنه حصل على تسجيل صوتي للشيخ عبد الرحمن “قبل اغتياله بشهر تقريباً، تحدث فيه عن زيارة محافظ عدن حينها، عيدروس الزبيدي، ومدير الأمن، شلال شايع، ومحافظ لحج، ناصر الخبجي، ومدير أمن لحج، عادل الحالمي لمركز “دار الحديث”، وقال إنهم يقفون إلى جانب المركز”، كما تحدث الشيخ العدني أيضاً عن أن هناك من “يمرر مؤامرات لدار الحديث، وهناك من يناوئنا ويعادينا أشد العداوة، وفشلوا في الوصول إلى ما يريدون من إسقاط المركز، وحين فشلوا لجأوا إلى زرع الفتن والفوضى في صفوف المركز”.
وبشكل عام فإن ثمة إجماع في الشارع الجنوبية بشأن العلاقة بين القوات الإماراتية ومسلحي تنظيم القاعدة، ويقول البعض إن “عناصر التنظيم عملت خلال العامين الماضيين لخدمة القوات الإماراتية، “من خلال تنفيذ عمليات اغتيال وتصفيات لشخصيات جنوبية بارزة بسبب مناوءتها للقوات الإماراتية، واستمرار التواجد الإماراتي من ناحية، والدور الذي لعبته مؤخراً فيما يتعلق بالسواحل والجزر اليمنية من ناحية ثانية”.
كما يربط مراقبون بين تورط القوات الإماراتية جنوب اليمن بتهريب قتلة الشيخ عبد الرحمن العدني إلى أبوظبي، وبين تصفية عدد من المعتقلين من قيادات تنظيم “القاعدة” في محافظة أبين قبل عدة أيام على أيدي قوات “الحزام الأمني” المدعومة إماراتياً بقيادة عبد اللطيف السيد، مشيرين إلى أن الهدف من كلتا العمليتين واحد، وهو إقفال أي ملفات أمنية كانت تلك القيادات إما على اطلاع بأسرارها، أو عناصر رئيسية فاعلة في بعض عملياتها الأمنية غير القانونية، والتي من ضمنها عمليات الإغتيال في الجنوب المقيدة ضد مجهولين.