اعتقلوه وقطعوا جنود صنعاء وهم أحياء أمام عينيه ثم تركوه مجنوناً
المساء برس – خاص/ بدأ الأمر بذبح الجنود أمام عينيه، وهو حالياً يرقد في إحدى مصحات الأمراض النفسية، في العاصمة صنعاء، وهو على هذه الحالة منذ أكثر من عامين.
بدأت القصة عندما كان الشاب العشريني (ع ع س) يقود سيارة التاكسي في شوارع مدينة تعز، قبل أن يتوقف أمام جنديين ينزفان، فقام بإسعافهما الى مستشفى الثورة، وهناك كانت الفاجعة بانتظاره.
أدخل الشاب، مع الجريحين الى غرفة الطوارئ العامة بالمستشفى، وقبل أن يهّم بالمغادرة، إذ بملثمين مدججين بالسلاح، يستوقفاه ويقتاداه مع الجنديين الجريحين الى خارج المشفى، حيث تم نقلهم الى (مدرسة باكثير) معقل التنظيم الارهابي، في حي الروضة، التي يتقاسم فيها النفوذ فصيلي كتائب ابو العباس، وكتائب الموت الفصيل المتشدد لحزب الاخوان.
هنالك، وفي البدروم، بدأت رحلة الموت البطيء، على يد ملثمين يحملون سكاكين وفؤوس، حيث طلب من أحد الجنود، ان يجثو على ركبتيه، فأخرج أحدهم فأسه فضرب بها احد ذراعيه، أمام مرأى زميله وسائق التاكسي، ثم قام ملثم آخر بقطع رأس الجندي، ووضعه بين يديهما، قبل ان يأمر بقية رفاقه بتقطيع الجثة الى أوصال صغيرة، بينما أنشغل هو بتهديد (ع ع س) بسكينه التي تقطر دماً، ليفقد الاخير وعيه من هول الموقف.
بعد رحلة تعذيب طويلة مع (ع ع س)، تم تقديم الجندي الجريح ليرقد فوق دماء سابقه، وحينها لحق بزميله بذات الطريقة، فيما أجبر السائق على متابعة المشهد وسط تهليل وتكبير الملثمين.
بعد انتهاء حفلة الذبح للجنديين الاسيرين الجريحين التابعين لجماعة أنصار الله، ربط (ع ع س) في مسرح الجريمة، وأوصدت أبواب البدروم عليه، وبعد يومين من جلسات التعذيب، ترك المسلحون سائق التاكسي بعد أن ظهرت عليه علامات الهذيان والهلوسة، ويبدو أن المسلحين اعتقدوا أن السائق فقد عقله ولم يعد من بقاء احتجازه فائدة، فتركوه، وقبل ذلك كان الأطباء في مستشفى الثورة، يوم الاعتقال، قد أخبروا المسلحين أن سائق التاكسي لا علاقة له بالجنود وأنه مجرد مسعف لهم لا أكثر ولا أقل.
عاد(ع ع س)، الى حارته القريبة من معسكر القوات الخاصة، بجسد هزيل، ووجه شاحب، لسانه ينطق بكلمات محدودة هي “غطوني، خبوني، عيذبحوني، عيقتلوني، غلقوا الابواب”.
مع عودة (ع ع س)، بدأت رحلة عذاب أخرى للأسرة التي نُصحت من أطباء نفسيين، بالسفر به الى صنعاء، وفيها أدخل (ع ع س)، الى احدى المصحات النفسية، وها هو سينهي عامه الثاني فيها، من رحلة الإرهاب النفسي والعصبي، دون أي مؤشرات إيجابية، أمام والديه المتعبين والمرهقين بحثاً عن إكسير دواء لابنهم الشاب، الميت الحيّ.
تقول أسرة (ع ع س) لـ”المساء برس” إنه وإضافة إلى فقدانه لعقله فقد أصيب بحالة نفسية تؤثر بين الحين والآخر على صحته التي تأثرت بسبب نوبات الخوف والذعر والتي تسببت بإصابته بأمراض في الكبد.
وتقول أسرته أيضاً إن: “(ع ع س) ليس الوحيد الذي يتعرض لما تعرض له من قبل الجماعات الإرهابية التي تسمي نفسها “المقاومة” في تعز، فهناك الكثير الذين تم اعتقلتهم “المقاومة” واختفوا نهائياً حتى اليوم، وعدد قليل منهم تم العثور عليهم وقد فقدوا عقولهم ولم يعودوا يعرفون شيئاً، وبعض الذين اختفوا وتبين أنهم معتقلون لدى المقاومة تم العثور عليهم وهم جثث مقطعة وموضوعة داخل أكياس ويتم رميها إما في السائلة أو أماكن تجميع القمامة أو مناطق مهجورة وبعيدة عن السكان”.