مسؤولان إعلاميان ألمانيان يرفعان شكوى ضد قنواتهما لعدم تغطية جرائم التحالف
المساء برس – خاص/ كشفت شكوى رفعها مسؤولان إعلاميان ألمانيان ضد قنواتهما الألمانية الرسمية لعدم تغطية جرائم التحالف، كشفت عن لوبي خفي يعمل لصالح التحالف السعودي داخل الإعلام الرسمي الألماني.
ورفع المدير السابق لقناة NDR في شمال ألمانيا “فريدهيلم كلينكهامر” والمدير السابق للأخبار المسائية ببرنامج “تاجس شو”، “فولكر بروتيجام”، شكوى ضد مجموعة قنوات (ARD) الألمانية الرسمية واتهماها بحجب المعلومات عن جرائم الحرب السعودية في اليمن.
وكتب كلينكهامر وبروتيجام في شكواهما التي رفعاها إلى رؤساء مجالس إدارات مجموعة القنوات “إن مسودة التقرير الذي أعدته الأمانة العامة للأمم المتحدة قد أعلن رسمياً بأن تحالف الحرب بقيادة السعودية والمدعومة من الولايات المتحدة وبريطانيا وغيرهما من المشاركين في التحالف، مسؤول عن قتل ما لا يقل عن 51% من الأطفال اليمنيين الذين قتلوا خلال الاثني عشر شهراً الماضية في عمليات القصف الجوي المصنفعة بأنها جرائم حرب”.
وأوردا كلينكهامر وبروتيجام في الشكوى، العديد من روابط التقارير الإخبارية التي نُشرت في وسائل الإعلام الدولية وتتحدث عن مسودة التقرير الأممي.
وقالا إنه رغم ذلك لم يتطرق برنامج “تاجس شاو” الإخباري التابع لمجموعة قنوات (ARD) ولم يبث أي خبر حول هذا الموضوع، واهتم بأخبار ذات إثارة وفضول كالكوارث والأخبار الجاذبة للعواطف والأوهام بينما تجاهل التركيز على الفهم السياسي لما يحدث، مضيفين: “مسودة التقرير للأمم المتحدة، التي ذكرناها آنفا، تم إعدادها بتكليف من مجلس الأمن ومن المحتمل أن يتسبب في وضع تحالف الحرب الحقير كما حدث في وقت سابق في العام 2016 على القائمة السوداء للدول التي تنتهك عمداً وجنائياً حقوق الأطفال في الحرب”.
وأشار الإعلامي فريدهيلم كلينكهامر إلى أن الأمين العام للأمم المتحدة السابق بان كي مون قد حذف اسم السعودية من القائمة السوداء لمنتهكي حقوق الإنسان، مضيفاً: “قال بان كي مون بعد ذلك إن المملكة العربية السعودية ضغطت عليه وكان بذلك قد وضح أنه مجرد دمية، ولكن هذه المرة لدينا الأمين العام أنطونيو غيتيريس وسنرى ما إذا كان هذا الأمين العام الجديد أفضل من سابقه من حيث قدرته على تحرير نفسه من القوة الإمبريالية، المتمثلة بالولايات المتحدة الأمريكية وقوة النفط السعودية”.
وأضاف كلينكهامر في شكواه بعضاً مما ورد في مسودة تقرير الأمم المتحدة، ثم تحدث عن صمت مجموعة قنوات ARD قبل عام وصمتها اليوم، مضيفاً: “تدين المعلومات المطروحة في التقرير كل من الولايات المتحدة الأميركية و”شركاء القيادة” في برلين بالتورط الكبير لحكومة ألمانيا الاتحادية وغيرها من الشركاء السلبيين بارتكاب جرائم حرب خطيرة لم يتحدث عنها مطلقا السعوديون البغيضون، الشركاء الأقوياء لأنجيلا ميركل في الشرق الأوسط. إن ما يحدث من حجب للأخبار في قنوات ARD يسيء لإدارة التحرير بتهمة حجب وتحريف الأخبار. كما أن في ذلك خرق خطير للمبادئ التوجيهية واللوائح التي تضمنتها المعاهدة الحكومية لقناة NDR”.
وختم الإعلاميان الألمانيان السابقان شكواهما لرؤساء مجالس إدارة قنوات البث NDR بمطالبتهم أن يرفضوا من الآن وصاعداً التوجيهات بعدم نشر أخبار لا تتوافق مع ما يمليه “المغرضين”، مضيفين: “كل امرئ يفعل ما يروق له. والقرار قراركم، لكنكم لا تريدون ذلك بالتأكيد لأن ذلك سيترتب عليه الكثير من العمل بالنسبة لكم، لقد أصبحت مجموعة قنوات ARD المثال الحكومي الأطلسي الإخباري المنحاز والدعائي المتعفن الذي لا يعرض سوى ما ترغب به جمهوريتنا”.
ويرى مراقبون أن يكون اللوبي اليهودي العامل في مجموعة القنوات الرسمية الألمانية هو من يقف خلف الضغط لعدم نشر الأخبار التي تسيء للتحالف الذي تقوده السعودية ضد اليمن، فيما يرى آخرون أن تكون السعودية ذاتها قد استخدمت ضغوطها على المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل وعلى المسؤولين السياسيين وأصحاب القرار في ألمانيا لعدم تغطية الأخبار في اليمن، مقابل صفقات تجارية بين السعودية وألمانيا.