“هادي” يُلقي خطابه الأخير في هيئة الأمم المتحدة
المساء برس – خاص /
توقعت مصادر مقربة من الحكومة الموالية للرياض والمقيمة فيها أن الخطاب الذي ألقاه الرئيس المنتهية ولايته عبدربه منصور هادي في الدورة الـ 72 للجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك قد يكون الأخير له أمام هيئة الأمم المتحدة كرئيس لما يوصف بـ”الشرعية” اليمنية.
المصادر أوضحت أن توقعاتها، جاءت بناءً على تحركات تقوم بها القيادة الإماراتية لإقناع السعودية والدول الداعمة لها بإنهاء صفحة “هادي”، لاسيما وان الأخير ما زال يناصبها العداء، حيث أصر هادي على تجاهل ذكر الإمارات في المحفل الدولي مخصصاً جُلّ شكره للنظام السعودي على ما تبذله وتقدمه لليمن، حسب قوله.
وتشير المصادر الى أن البديل الذي تعده الامارات بات محلّ قبول ورضا من قبل القيادة السعودية والامريكية، لاسيما وان حكومة ابوظبي قد تخلت عن دعم رئيس الوزراء الأسبق خالد بحاح، وجمّدت بعض أنشطة المجلس الانتقالي الجنوبي، بغية الوصول الى توافق على الشخصية الجديدة، والتي يتوقع مراقبون أنها قد تكون ممثلة برئيس حكومة هادي الحالي أحمد عبيد بن دغر، والذي حضي مؤخراً بدعم وتسهيلات إماراتية، والتي تحكم قواتها قبضتها في جنوب اليمن.
المراقبون رأوا أيضاً أن تعمّد هادي سياسة التجاهل للدور الاماراتي يكشف حجم الفجوة الآخذة بالاتساع بين الطرفين، مؤيدة فرضية أن يكون خطاب هادي هو الأخير له.
وكان بن دغر قد عاد من الرياض إلى مدينة عدن عشية عيد الاضحى المبارك، في الوقت الذي منعت فيه القوات الإماراتية فتح الأجواء في عدن للطائرة التي كانت ستقل هادي من السعودية إلى اليمن، رغم وصوله مع رئيس حكومته الى صالة المطار، قبل أن يعود بشكل مفاجئ إلى مقر إقامته بينما سُمح للأول بالعودة دون اعتراض إماراتي.
وبحسب مراقبين فقد استطاع النظام الاماراتي كسب رئيس حكومة هادي والذي بدوره بادله لغة المصالح التي تفهمها أبوظبي، وهذا ما أظهرته التحولات الاخيرة في علاقة الطرفين، حيث تلاشت لغة الانتقاد لسياسة القوات الاماراتية في جنوب اليمن من خطابات وتغريدات بن دغر والذي سُمح له أخيراً بالتنقل داخل مدينة عدن، قبل أن يبدأ بجولة له في محافظتي حضرموت والمهرة، منهياً فترة من العزلة والإقامة الجبرية داخل قصر المعاشيق.
هادي وخلال كلمته التي ألقاها مساء اليوم أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة، جدد شكره المستحق “للأشقاء في المملكة العربية السعودية”، داعياً الأمم المتحدة ومعها المجتمع الدولي إلى الاضطلاع بمسئولياتهم في اليمن من خلال ممارسة الضغط الفاعل على من وصفهم بـ”الانقلابيين” الذين يختلف معهم هادي من الناحية الفلسفية والعقائدية، حسب قوله.
وطالب هادي المجتمع الدولي والامم المتحدة الى وقف المساعدات عن اليمن، والبدء بإعادة الإعمار، مردفاً بالقول: “ندعو الأصدقاء والدول المانحة والمنظمات الدولية إلى تقديم الدعم العاجل لليمن والإيفاء بتعهداتها التي أعلنتها في مؤتمر جنيف للمانحين في أبريل ٢٠١٧ “.