للجنوبيين: بين ثمني الحرية والاستسلام.. تونس مثالاً
المساء برس – وما يسطرون – يحيى محمد/
حين استسلم التونسيون للاحتلال الفرنسي مطلع القرن الماضي كانوا يعتقدون أنهم بذلك سيحافظون على دمائهم “حقناً للدماء كما نسمع هذه الأيام”؛ لكنهم دفعوا ثمناً باهضاً حين استخدمتهم فرنسا للقتال معها في الحرب العالمية الأولى “كمرتزقة”، حيث أخذت فرنسا أكثر من 80 ألف مرتزق من التونسيين للقتال معها في الحرب العالمية الأولى.
بلغ عدد القتلى من التونسيين في معارك فرنسا ضد أعدائها أكثر من القتلى الفرنسيين أنفسهم، فلأنهم “مرتزقة” كان يتم تقديمهم في الصفوف الأمامية، وكان الفرنسيون يحاولون قدر المستطاع حماية جنودهم وجعل المقاتلين المرتزقة دروعاً لهم.
في واحدة فقط من المعارك التي خاضتها فرنسا في الحرب العالمية الأولى قتل أكثر من 1200 مرتزق من التونسيين المقاتلين في صفوف القوات الفرنسية وهو عدد يفوق أضعافاً مضاعفة عدد القتلى من الجنود الفرنسيين أنفسهم “أصحاب الحرب”.
لو قاوم التونسيون الاحتلال الفرنسي لبلادهم لكانت خسارتهم من الجنود لن تتجاوز ما خسروه في معركة واحدة فقط من تلك التي خاضتها فرنسا ضد أعدائها.
ما قيمة أن تُقتل مدافعاً عن بلادك من المحتلين مقابل أن تقتل مدافعاً عن بلاد من يحتل بلدك؟.
أيهما أفضل: “أن يُقتل 10 جنود للدفاع عن بلادهم؟ أم أن يُقتل 100 (جندي مرتزق) للدفاع عن بلاد من يحتل أرضهم؟”.. هل أدركتم الآن كيف أن ثمن الاستسلام أكبر بكثير من ثمن الحرية؟!
اليوم في اليمن.. ما يحدث لأبناء المحافظات الجنوبية هو نفسه ما حدث لأبناء تونس الذين قتلوا وهم يدافعون عن فرنسا، فيما كانت فرنسا تحتل بلادهم، تماماً كالذي يحدث في اليمن يقتل أبناء المحافظات الجنوبية دفاعاً عن السعودية وحدودها، فيما التحالف الذي تقوده السعودية يحتل مدننا الجنوبية، ومثلما كانت فرنسا تدفع بالمرتزقة التونسيين إلى الصفوف الأمامية حتى تحمي جنودها قدر المستطاع، تدفع السعودية بالمرتزقة اليمنيين إلى الصفوف الأمامية حتى لا يكون القتلى من جنودها.
نصيحة.. لا تسترخصوا دماءكم كما استرخص الآخرون دماءهم للقتال في اليمن، فكان مصيرهم الوقوع في مصيدة ميدي.
من صفحة الكاتب على الفيس بوك