موالون للتحالف قصفوا أطفال تعز للهروب من تشكيل لجنة تحقيق دولية
المساء برس – تقرير خاص/ قتل 12 مدنياً معظمهم من النساء والأطفال بسبب غارة جوية للتحالف الذي تقوده السعودية ضد اليمن استهدفت سيارة في منطقة حريب القراميش بمحافظة مأرب.
يأتي ذلك بعد يومين فقط من مقتل 3 أطفال وإصابة 10 آخرين مساء الجمعة بقذيفة مدفع هاوزر استهدفت حي شعب الدبا شرق محافظة تعز.
وفيما قالت مصادر محلية في تعز لوسائل إعلام موالية للتحالف إن القذيفة أطلقتها قوات صنعاء، نفت مصادر قيادية في جماعة أنصار الله استهدافها حي شعب الدبا، مؤكدة في تصريح صحفي عدم إطلاق قواتها أي قذائف باتجاه المناطق الآهلة بالسكان وأنها لا تستهدف سوى المواقع التي تتواجد فيها الجماعات المسلحة الموالية للتحالف.
وفي الوقت الذي يتبادل فيه الطرفان الاتهامات بارتكاب مجازر بحق المدنيين تقدمت الحكومة الموالية للرياض بشكوى إلى الأمم المتحدة ضد جماعة “أنصار الله”متهمة إياها باستمرار قصف المدنيين في تعز، لكن الأمم المتحدة ذاتها تتهم الحكومة الموالية للرياض والتحالف الموالي لها بارتكاب أكبر المجازر بحق المدنيين في اليمن ودعت إلى ضرورة إجراء تحقيق دولي شفاف، وهو ما اعترضت عليه الحكومة الموالية للرياض.
وقبل يومين من الاستهداف الذي طال الأطفال بـ”شعب الدبا” في تعز، كشفت كل من كندا وهولندا النقاب عن مسودة قرار يدعو إلى تشكيل لجنة تحقيق مستقلة لضمان “محاسبة مرتكبي الإنتهاكات والتجاوزات، بما في ذلك الذين ربما يرتكبون جرائم حرب وجرائم في حق الإنسانية”. وأيدت دول كثيرة المسودة التي تقع في ثلاث صفحات عندما التقى الدبلوماسيون لبحث إجراء تعديلات.
وأكد المندوب الصيني، خلال الإجتماع الذي قاطعته دول عربية تؤيد مشروع قرار مضاد تقوده السعودية، وقال المندوب الصيني في تصريح صحفي إن بلاده تتفق مع هذه التحركات بما في ذلك تشكيل لجنة تحقيق دولية لتشجيع الحل السياسي للأزمة اليمنية.
وعقب كشف هولندا عن مسودة المشروع، أعلنت حكومة هادي الموالية للرياض رفضها تشكيل أي لجان تحقيق دولية بشأن الانتهاكات في اليمن، وبدلاً من ذلك طالبت مجلس حقوق الإنسان بإصدار قرار يدعم اللجنة الوطنية للتحقيق التابعة لها، وقامت اللجنة التي شكلها “هادي” بإصدار عدد من التقارير حول حالات الإنتهاكات، وسط اتهامات لها بتجاهل جرائم “التحالف” الذي تقوده السعودية في اليمن، وعدم الإشارة إليها في كافة الوقائع المسجلة ضد مدنيين.
ويربط مراقبون بين استهداف أطفال تعز الجمعة الماضية وبين التحركات التي أجراها وزير حقوق الإنسان في الحكومة الموالية للرياض محمد عسكر والتي أتت لمنع استصدار قرار ملزم بتشكيل لجنة تحقيق دولية، حيث التقى عسكر وزير الخارجية الهولندي، بيرت كوينـديرس، ومارس ضغوطاً دبلوماسية عليه لسحب مشروع هولندا بإجراء تحقيق مستقل وبدلاً عن ذلك دعم مشروع قرار يدعم اللجنة الوطنية.
كما دعا عسكر وزير الخارجية الهولندي إلى تعزيز أنشطة اللجنة ومساعدتها وبناء قدراتها لتحقيق نتائج أفضل بعيداً عن الدعوات لتشكيل لجان دولية.
كما يربط المراقبون علاقة ما حدث في محافظة تعز بالدعوات الأممية المتزايدة في الفترة الأخيرة بضرورة تشكيل لجنة تحقيق دولية مستقلة للتحقيق في جرائم الانتهاكات ضد الإنسانية وجرائم الحرب في اليمن، بالنظر إلى ما تضمنته تقارير أممية عدة بحدوث انتهاكات تسبب فيها التحالف العسكري الذي تقوده السعودية في اليمن.
ولا يستبعد المراقبون أن يكون استهداف الأطفال متعمداً من قبل المسلحين الموالين للتحالف بغرض تقديم هذا الاستهداف كحجة تستخدمها الحكومة الموالية للرياض لزيادة الدفع بعدم تشكيل لجنة تحقيق دولية، مشيرين إلى أن الحملة الإعلامية التي شنها ناشطون موالون للتحالف وحكومة هادي كانت لافتة للانتباه من حيث استعدادها بمجموعة من الهاشتقات التي انتشرت على موقع التغريد العالمي تويتر، بشكل سريع، ما يشير إلى أن ثمة استعداد للحملة بالتزامن مع تحركات لحكومة هادي ومندوب السعودية في الأمم المتحدة لعرقلة مساعي المفوض السامي لحقوق الإنسان في الأمم المتحدة زيد بن رعد الحسين، لتشكيل لجنة التحقيق الدولية.