كيف ولماذا التقى السيد الحوثي والزعيم صالح..؟!!
المساء برس – وما يسطرون – عبدالفتاح حيدرة/ سأبدأ بنتيجة اللقاء قبل ان اتحدث عن حيثياته وتحليل ما دار في اللقاء، إذ في هذه الايام بالذات وفي هذه المرحله تتوحد قلوب وعقول كل اليمنيين وتمتلئ فرحاً، وتزداد معنويات هذا الشعب وتتضاعف مئات المرات في حالتين، الاولى في حالة قيام رجال الجيش واللجان بعملية عسكرية تؤذي العدو السعودي والاماراتي، او يقومون بعملية تقدم وسيطرة على معسكرات العدو السعودي في جبهات الحدود، والحالة الثانية هي حالة لقاء السيد عبدالملك والزعيم صالح واتفاقهما على مواجهة العدو السعودي ومرتزقته وحلفائه..
اللقاء اليوم الذي تم بين السيد والزعيم كان ناتجاً عن قلق حقيقي، بسبب عدد من الإشكاليات بين المؤتمر وانصارالله، وهي إشكاليات كنت أراها وكتبت ذلك أنها اشكاليات صحية، ستؤدي في النهاية إلى كشف الكثير من المتورطين في تأجيج هذه الاشكاليات وتحويلها إلى صراع بين المؤتمر وانصار الله..
لكن ما يهم في هذا اللقاء هو الاتفاق الأخلاقي الصريح والواضح المقيد بالإلتزام السياسي في مواجهة العدوان السعودي، والإلتزام السياسي أيضاً على تفعيل مؤسسات الدولة ومنها المؤسسة العسكرية والامنية والقضاء والاجهزة الرقابية..
بالتأكيد كان لدى الزعيم اشياؤه الخاصة طبعاً حول وضعه الشخصي وأبنائه واقربائه، التي مكنته من الحصول على نصف ساعة وأكثر من الإختلاء بالسيد عبدالملك لوحدهما، واعتقد ان الزعيم حصل على تطميناته من السيد عبدالملك حول وضعه الشخصي وابنائه واقربائه، وخاصة بعد حادثة المصباحي، بعد ان حصل على التطمينات أصلاً من سرعة ترتيب اللقاء بالسيد عبدالملك والاستجابة لهذا اللقاء.
الرئيس صالح الصماد أثبت مرة أخرى أنه رئيس يمني لكل اليمنيين وأنه يعمل بروحية وعقل ومنطق أهمية وضرورة توحيد الجبهة الداخلية لمواجهة العدوان، ودعم ومساندة الجيش واللجان الشعبية في الجبهات وتفعيل مؤسسات الدولة..
لم يتطرق المؤتمر أو صالح للحديث أو التلميح إعلامياً او فيسبوكياً للتطمينات المؤتمرية المقدمة لانصارالله مثلما بادر السيد عبدالملك بتقديم التطمينات مباشرة، لكن واضح جداً ان انصار الله والمجلس السياسي مكتفيين بتطمينات المؤتمر التزامه وقيادته أخلاقياً وسياسياً في دعم ومساندة الجبهات وتفعيل مؤسسات الدولة والقضاء والاجهزة الرقابية..
اللقاء بحد ذاته يمثل صفعة “بقفا” العدو السعودي ومرتزقته والخونة والعملاء، والمستفيدين في الداخل من ذلك الصراع، بالتأكيد يوجد مستفيد من كل صراع، بسبب انشغال الأطراف بالصراع ونسيان التوجهات الداخلية، لذلك كان هذا اللقاء ايضاً بمثابة توجيه لكل يمني، بأن ابحثوا عن الغاضب والمشكك في تكتيك هذا اللقاء، حينها ستجدوا المستفيد من خلق صراع بين المؤتمر وانصار الله لتعرفوا أصل الصراع أصلاً!.
هذا اللقاء بمثابة فلترة للصدق والوفاء، وقلة قليلة هي التي سوف تنجو من الظروف الصعبة في هذه المرحلة، والبعض سوف يقرر ان يتحول إلى مسخ بشري..!
بعد هذا اللقاء سوف نجد كثيرين جداً يشبهون الكرة، يتحركون في الاتجاه الذي تحدده أقدام اللاعبين، من بين هؤلاء سوف نجد من يبكون ومن يفرحون لما يحدث بين المؤتمر وانصار الله، ويتجاهلون تماماً ما يحدث من بطولات وتضحيات يقوم بها المقاتلون اليمنيون في الجبهات، ويتعمدون أن يلهوا الناس بالصراع بين المؤتمر وانصار الله حتى لا تخرج هذه البطولات والتضحيات لتكون دافعاً للجميع في دعم ومساندة الجبهات..
بعد هذا اللقاء سوف نجد من يولولون على الرواتب والأمن والنظام والثورة القديمة والجديدة والثوابت وينسون تماماً ان هناك حرباً على اليمن من تحالف لأكبر ترسانة مال وسلاح وإرهاب وإعلام في العالم وأكثر من 12 جبهة داخلية كل دولة وكل جبهة تريد ان تحتل اليمن وكل جبهة تريد ان تدخل بسواطيرها إلى صنعاء، وان هؤلاء المولولون ليسو سوى دمى يحركها أصحاب المصالح التي تخدم العدو عبر وسائل الإعلام لا أكثر..
شخصياً سوف أبقى ملتزماً بمبادئ وسقف يمنيتي المتوافقة مع أي تقارب وتصالح بين المؤتمر وانصار الله لتوحيد الجبهة الداخلية في مواجهة العدوان، وواعياً بآخر محددات من خطاب السيد عبدالملك الأخير حتى اسمع خطابه القادم والذي سوف نسمعه قريباً جداً..