المناهج والعملية التعليمية.. خفايا ورقة الضغط السياسية التي يملكها المؤتمر
المساء برس – خاص /
يبدو قطاع التعليم في طريقه نحو التسييس، في ظل إصرار بعض الأطراف في صنعاء على إقحامه في اللعبة السياسية كورقة ضغط على الشركاء في المجلس السياسي وحكومة الانقاذ الوطني، الأمر الذي يهدد مسار العملية التعليمية في المناطق الخاضعة لجماعة”أنصار الله” و”المؤتمر الشعبي العام” بعد نجاح استمرار العملية التعليمية على مدى ثلاثة أعوام.
وزارة التربية والتعليم إستنكرت الحملة الإعلامية التي تستهدف العملية التربوية والتعليمية، وتحاول إيقاف استمرارها.
وأضافت في بيان لها رصده موقع “المساء برس” أن “الثقة بالغة بالمعلمين والمعلمات الأفذاذ واستشعارهم حجم المسئولية الملقاة على عاتقهم”، مطالبه منهم “الاستمرار في صمودهم لما يخدم أبنائنا وبناتنا جميعاً وعدم التفاتهم لتلك الأصوات النشاز التي لا تنحاز للوطن وإنما لمصالح ضيقة وآنية، وبعد شعورها باليأس من نجاح هذه الخطوة التي راهنوا عليها، اتجهت إلى تبني حملة إعلامية كاذبة ومغرضة تتنافى مع قيم ديننا الإسلامي الحنيف وتضر بالمصلحة الوطنية العليا، وتتناقض مع الأخلاق الفاضلة التي يجب أن تتسم بالمصداقية والحرص على أن يسمو التعليم ويرقى فوق كل ما عداه، باعتباره مسئولية قومية لايجوز التعرض لها أو التحريض ضدها “.
البيان فند الإدعاءات التي شنتها بعض المواقع الاخبارية المحسوبة على مكونات حزبية تشارك في العملية السياسية وحكومة الانقاذ،والتي تحاول تشويه خطوات تصحيح المنهج الدراسي، التي اتخذت قبل نحو عام ونصف من الآن عبر اللجنة العليا للمناهج التي لم يطرأ عليها اي تغيير أو تبديل في اعضائها المعينين من عهد النظام السابق، كما دعا البيان وسائل الإعلام وناشطوا مواقع وسائل التواصل الاجتماعي أن يكونوا على قدر المسئولية وأن “لا تجرهم أهوائهم إلى إلحاق الضرر بأبنائنا وبناتنا ومستقبلهم”، كما دعت الوزارة في بيانها جميع المعلمين والمعلمات “إلى الالتحاق بمدارسهم واستكمال صمودهم قبيل النصر الموعود والقريب بإذن الله”، مؤكدة على جميع أولياء أمور الطلاب والطالبات أهمية مواصلة أبنائهم لتعليمهم و”عدم تصديق ما تتبجح به المواقع الإعلامية التي تخدم العدوان الغاشم في تحقيق مبتغاه وأهدافه”.
“حملة من الداخل ضد وزارة التربية”
وكانت الأيام الأخيرة قد شهدت حملة في مواقع التواصل الاجتماعي وبعض المواقع الإخبارية لتغيير المناهج الدراسية وتم تعزيز هذه الأخبار بصور لكتب قيل إنها من المناهج الدراسية التي أعدتها جماعة “أنصار الله”.
وفيما يبدو أنها إشارة إلى نقابة المهن التعليمية الموالية لحزب المؤتمر، كشف وكيل وزارة التربية والتعليم لقطاع المناهج أ.د/ محمد السقاف في تصريح صحفي أن من يحرض اليوم “عبر القنوات الاعلامية ومواقع التواصل الاجتماعي والصحف عن وجود تغيير وتحريف وإطلاق التهم والمتاجرة الاعلامية والسياسية الرخيصة لإثارة وتأليب الشارع على الوزارة والمجلس السياسي وحكومة الانقاذ، هم نفس الابواق والاشخاص الذين كانوا مجرد أداة للنظام السعودي” حسب وصفه، مضيفاً أن ما يجري تداوله من صور لصفحات على أنها من المناهج بعد تعديلها غير صحيحة أبداً وأنه “تم فبركتها لكسب المزيد من الأصوات ضد عملية التعديل”.
وقال السقاف إن ما يتم تداوله في المواقع الإخبارية ووسائل التواصل الاجتماعي لا أساس له من الصحة وأن تطوير المناهج لم تكن كما يتم الآن الترويج له، كاشفاً في الوقت ذاته أن عملية التطوير في المناهج والتي بدأت منذ عام ونصف العام لا تزال حبيسة الأدراج ولم يتم طباعة أي كتاب من الكتب المدرسية في أي صف دراسي حتى الآن.
كما أوضح السقاف إن تعديل المناهج لم تكتمل بعد لكن هناك مناهج جاهزة للطباعة، مضيفاً “حتى الآن لم نستطع طباعتها نظرا لعدم توفر موازنة طباعة تضمن وصول الكتاب لكل طالب وما كان مخصصاً من دعم لطباعة الكتاب المدرسي تم سحبه من المانحين بضغوط من امريكا بحجة ان تبقى الكتب دون تطوير وتطبع الكتب السابقة على الرغم ان الكتب تم مناقشتها صفحة صفحة من اعضاء اللجنة العليا للمناهج ووافقت عليها وأقرتها للطباعة”.
وأشار السقاف أن عملية تعديل المناهج تضمنت “التصحيح او التصويب اللغوي والعلمي والطباعي لجميع الكتب وإزالة بعض الفقرات التي تثير التعصب المناطقي والسياسي والتطرف والإسقاط المذهبي المتعمد والذي فيه سب وإساءة مبطنة وظاهرة في كتب التربية الاسلامية والقران الكريم والاجتماعيات واللغة العربية من الصف الاول حتى الثالث الثانوي وعرضت التعديلات على اللجنة العليا للمناهج، المشكلة من سابق، وتم اقرار الكثير منها وتم تأجيل البعض منها حتى يستقر وضع البلد”.
وفي خطوة هامة تضمنت عملية تغيير وتطوير المناهج إزالة ما كان يعتبر تمجيداً للحروب، حيث يقول السقاف “تغيير او تطوير المناهج اصبحت ضرورة ملحة لعدة أسباب منها أنها تتضمن تمجيداً للحروب كحرب صيف ٩٤ في الجنوب والتي تسمى في المناهج (حرب الردة والانفصال) وغيرها من المصطلحات وتمجيد للحروب الستة الظالمة على صعدة وبعض المحافظات على اثرها وفيها تحريض وتأليب ضد الآخر”.
وأضاف السقاف أن من ضمن الأسباب التي دفعت الوزارة إلى تعديل المناهج “أنها تضمنت أحكاماً لا تراعي التنوع المذهبي في اليمن منها وصف المولد النبوي بالفتنة والبدعة”.
وتعقيباً على بيان وزارة التربية والتعليم أدان رئيس نقابة المهن التعليمية والتربوية عايش أبو لحوم البيان مؤكداً استمرار نقابته بدعوة الاضراب، احتجاجا لعدم صرف المرتبات لعشرة أشهر على التوالي.
“نقابة المهن والضرب من تحت الحزام”
وكانت النقابة العامة للمهن التعليمية والتربوية قد أعلنت نهاية يوليو الماضي الإضراب الشامل في المدارس التربوية بمختلف المحافظات، احتجاجا على عدم صرف مرتبات التربويين لأكثر من عشرة أشهر على التوالي.
وأشارت النقابة في بيان لها أن الاضراب سيستمر حتى تسليم رواتب المعلمين.
مراقبون أوضحوا أن اعلان النقابة للاضراب الشامل لا علاقة له بالمطالبة بصرف رواتب المعلمين، وانما الهدف منه استخدام ورقة التعليم للضغط السياسي وتحقيق مكاسب حزبية بعيدا عن ظروف المعلمين واحتياجاتهم.
وأشار المراقبون أن التوظيف السياسي للعملية التعليمية تؤكد ما وصل اليه الحال من التأزم في التباينات لدى شريكي الحكم في صنعاء ،والتي اتسعت بعد اتخاذ المجلس السياسي الاعلى لقرارات تعينات في قطاعي القضاء والمالية، الامر الذي استدعى المؤتمر الشعبي الذي يسيطر على النقابة العامة للمهن التعليمية والتربوية لممارسة الضغط والتهديد بوقف العملية التعليمية، معللين ذلك بان المعلمين كغيرهم من موظفي الدولة لم يستلموا اي رواتب من قبل عام تقريباً متسائلين لماذا تثار قضية الرواتب حالياً؟.
“تحريض مباشر ودعوات لوقف التدريس”
وكان ناشطون في مواقع التواصل الاجتماعي قد شنوا حملة تشويه على وزارة التربية والتعليم، وطالبوا بالنزول الى الشارع للاعتراض على خطط تصحيح المناهج الدراسية التي اعتمدتها اللجنة العليا للمناهج التربوية وبمشاركة اكاديميين هم نفسهم من أعدوا المناهج الدراسية السابقة.
معلمون في محافظة صنعاء أوضحوا لـ”المساء برس” أنهم تلقوا دعوات من قبل النقابة لرفض الحضور الى المدارس التي يعملون بها ، مقرين بوجود ما يشبه التحريض السياسي خلال الايام القليلة الماضية من قبل ناشطين وتربويين في مواقع التواصل الاجتماعي ،لاسيما”الفيسبوك والواتس أب”،تحثهم على الامتناع عن العمل ،وتطالبهم بالترويج بين الناس لاخبار تشويه المناهج الدراسية ووزارة التربية والتعليم.