ماذا حدث قبل إقالة “المقدشي” بأيام.. وهل خان التحالف؟
المساء برس – خاص/ بعد أن صدر قرار إقالة اللواء محمد المقدشي رئيس الأركان الموالي لقوات هادي والتحالف لوحظ وجود ارتياح كبير من قبل السياسيين والناشطين والمهتمين من المنتمين لحزب الإصلاح والإخوان المسلمين، وكان ذلك الارتياح متوقعاً نظراً لدرجة حدة الخلافات بين المقدشي وقيادات عسكرية ومدنية موالية للإصلاح، وذلك نظراً لتقاطع المصالح وتعارضها بين الطرفين.
لكن كان اللافت هو وجود اهتمام بهذا الشأن من قبل السياسيين والناشطين الجنوبيين بالمقدشي وقرار إقالته أكثر من القوى الأخرى التي يختلف معها المقدشي وينافسها في ميدان الغنائم التي يتحصل عليها الموالون للتحالف من السعودية على رأسها أموال المرتبات ونفقات الجبهات والأسلحة التي يتم الحصول عليها في سبيل استمرار المعارك ضد أنصار الله الحوثيين وقوات الجيش التابع لحكومة الإنقاذ بصنعاء.
قبل إقالة المقدشي بأيام تمكن الحوثيون من الحصول على خطة اقتحام صنعاء التي كانت تتزامن مع إحداث أعمال عنف وفوضى داخل العاصمة، بهدف إشغال الحوثيين وحلفائهم عن التصعيد العسكري في جبهة نهم.
ومثل كشف الخطة العسكرية للاقتحام ضربة قاصمة للتحالف الذي ظل يعد لهذه الخطة أكثر من ثلاثة أشهر وبعد أن تم التوقيع على الخطة من قبل قيادة التحالف، تمكنت الاستخبارات في صنعاء من اختراق قوات هادي حتى تمكنت من الخطة العسكرية بكافة تفاصيلها.
تفاصيل الخطة
سيشرف عليها اللواء اسماعيل حسن زحزوح المعين من قبل هادي قائداً للمنطقة العسكرية السابعة.
وتقضي الخطة بتوزيع عدة ألوية عسكرية على أربعة محاور هي: محور الميمنة، محور الوسط، محور الميسرة، ومحور الاحتياط.
* محور الميمنة:
يقود الهجوم العميد الركن/ محمد غالب السوادي
عدد قوات المحور: 2000 مقاتل
المهمة العسكرية: السيطرة على جبل الحمراء وتبة القناصين وتبة السلطان والضبوعة والوصول إلى مفرق قطبين حتى مفرق أرحب.
* محور الوسط:
يقود الهجوم العميد الركن/ محمد عبدالله العذري.
عدد قوات المحور: 2500 مقاتل.
المهمة العسكرية: السيطرة على منطقتي الصافح الأعلى والصافح الأسفل وجبل الكحل وجبل المحجر، حتى الوصول إلى مفرق أرحب والالتقاء بمحور الميمنة.
* محور الميسرة:
يقود الهجوم العميد الركن/ خالد حسين السميني
عدد قوات المحور: 2000 مقاتل
المهمة العسكرية: السيطرة على التباب السود وكوكبان وصولاً إلى منطقة المديد.
* محور قوة الاحتياط:
يقود المحور وعملياته العسكرية العميد الركن/ أحمد صالح البحشن
عدد قوات المحور: 1500 مقاتل
المهمة العسكرية: تنفيذ هجوم تالي “نسق ثاني”، أي بعد تنفيذ المحاور الثلاثة السابقة هجومها يبدأ هجوم هذا المحور، ومهمته السيطرة على نقيل بن غيلان.
وكانت قيادة التحالف وقعت على بدء تنفيذ الهجوم وفقاً للخطة فور استكمال توزيع القوة وتموينها بالسلاح والذخيرة، ووفقاً للموقع الذي نشر الخطة فإن الهجوم كان مخططاً له أن يبدأ خلال أيام عيد الأضحى المبارك.
قبل كشف الحوثيين عن حصولهم على خطة اقتحام صنعاء عسكرياً، كانت أطراف موالية للتحالف تشن هجوماً كبيراً على محمد المقدشي، وكان الهجوم يتمحور حول علاقته بصالح وتورطه بتحديد إحداثيات خاطئة تهدف لتضليل التحالف، كما كانت معظم الاتهامات أنه من يقف خلف عرقلة عمليات التقدم الميداني لقوات التحالف، وأنه مستفيد من استمرار العمليات العسكرية بدون تقدم، بل إن بعض الناشطين السياسيين الجنوبيين اتهموه علانية أنه من يقف خلف تسريب المعلومات العسكرية إلى قوات صنعاء.
حاول المقدشي الرد على الهجوم الذي شن عليه في وسائل التواصل الاجتماعي عبر مجموعة من التغريدات التي نشرها المركز الإعلامي للجيش عشية عيد الأضحى، وهو نفس اليوم الذي نُشرت فيه الخطة العسكرية لاقتحام صنعاء، وحاول المقدشي إظهار قواته أنها في أتم الاستعداد لكافة العمليات القتالية في أي وقت، وأنها بصدد اللمسات الأخيرة لاستكمال تحرير باقي المناطق الواقعة تحت سيطرة “الانقلابيين” وأن القوات العسكرية التي بناها المقدشي جاهزة ومدربة ومسلحة بأعلى الإمكانيات.
بعد إقالة المقدشي بدأ الحديث عن الخطة العسكرية لاقتحام صنعاء وأن رئاسة الأركان هي من تقف خلف تسريب الخطة، ولا تزال الشكوك حول المقدشي الذي تمت إقالته بناءً على طلب مباشر من الإمارات وضغط كبير على هادي لتنفيذ هذا المطلب، أنه متورط بمهام استخبارية لصالح قوات صنعاء.
وقبل عيد الأضحى تداول ناشطون معلومات حول الضربة الجوية لقوات التحالف على منازل المواطنين في فج عطان بالعاصمة صنعاء، وأوقعت ضحايا في صفوف المدنيين معظمهم من الأطفال والنساء، وكان الحديث أن هذه الضربة هي تمهيد لما سيتم اتخاذه بشأن المقدشي، ومن المحتمل أن تكون تلك الضربة هي المبرر لإقالة المقدشي كون الإحداثيات التي تضعها رئاسة الأركان خاطئة وتصيب المدنيين، في حين كانت هناك أسباب أخرى تتعلق بالتموين العسكري والتسليح ومعلومات أخرى وصلت إلى قيادة التحالف وضعت المقدشي في موقف محرج أمام السعودية.
ما يهم في الأمر هو أن السعودية وقيادة التحالف كانت تعلم بالفساد الحاصل في رئاسة الأركان وتعلم بوجود أسماء وهمية في صفوف الجيش والسعودية تصرف مرتباتها شهرياً للمقدشي كما أنها كانت تعلم أن المقدشي يتاجر بالسلاح الذي تقدمه السعودية لقواته وتعلم أنه يتاجر بكميات النفط والغاز التي تقدمها السعودية مجاناً لقوات هادي كتموين عسكري، ومع ذلك لم تتخذ قرار إقالته إلا بعد أن تم تسريب الخطة العسكرية لاقتحام صنعاء التي ظلت تعدها السعودية لأشهر ووافقت عليها قيادة التحالف مؤخراً لتنفيذها هذه الأيام، وهو الأمر الذي أوجع التحالف بقوة، ومن البديهي أن التحالف لا يريد كشف هذه الحقيقة حتى لا يصبح موقفه مخجلاً أمام مؤيديه، لأن ذلك سيعد بمثابة الاعتراف بفشله ونجاح خصومه من الحوثيين وحلفائهم في المجالين العسكري والاستخباري.