تصريحات لـ”صالح” لن ينساها الحوثيون “وتسببت بوقوعه في شراكهم”
المساء برس – خاص/ في قراءة سريعة لمواقف رئيس المؤتمر الشعبي العام علي عبدالله صالح، واستعراض خطاباته ولقاءاته خلال الفترة من مارس 2015 وحتى أغسطس 2017م يجد المتابع أن صالح لم يكن واقفاً ضد التحالف لأنه يشن حرباً ضد اليمن، والحقيقة هي أن صالح وقف ضد التحالف لأن الأخير اعتبر صالح عدواً له، فيما لو كان صالح بالنسبة للتحالف، صديقاً وحليفاً كان الوضع سيختلف تماماً وهذا ما تؤكده مواقف صالح المتقلبة وتصريحاته في مختلف اللقاءات والحوارات التي أجراها منذ الفترة التي سبق وأشرنا إليها.
هذه التصريحات لم تمر عبر حلفائه الحوثيين مرور الكرام، ففي الوقت الذي كان يستخدم صالح الغمز واللمز والرسائل المشفرة للتحالف، كان يعتقد أن حلفائه “أنصار الله” لا يملكون من الحذق والنباهة ما يمكنهم من قراءة ما بين السطور التي يتقصد صالح الإشارة إليها في معظم خطاباته، بينما على الجانب الآخر “جانب أنصار الله” كان يتم وضع سؤال وعلامة استفهام لكل كلمة كانت تخرج من فم صالح، وليس ذلك فقط بل إنهم يضعون في الاعتبار كل ما يوجهه صالح من رسائل للخارج أو الداخل عبر أشخاص آخرين إما إعلاميين أو ناشطين من حزبه “المؤتمر”.
فيما يلي نستعرض أبرز التناقضات والمواقف التي اتخذها وصرح بها صالح منذ بداية العمليات العسكرية للتحالف ضد اليمن وحتى الأزمة الأخيرة التي ظهرت للعلن بين مكوني أنصار الله وحزب صالح “المؤتمر”.
“صالح لا يقاتل في الجبهات”
في الأيام الأولى لعاصفة الحزم ظهر صالح في خطاب متلفز ودعا أنصار الله وتنظيم القاعدة والتحالف إلى وقف العمليات العسكرية والعودة إلى الحوار، وكانت تلك رسالة ضمنية من صالح للتحالف أنه لا يشارك في العمليات العسكرية، وأنه لا يزال محتفظاً بقواته الموالية له في الحرس.
“صالح مستعد أن يكون جواداً غير خاسر للسعودية”
في نفس الخطاب قال أيضاً إن السعودية تراهن على جواد خاسر، وكان يقصد بذلك “هادي”، فيما المغزى من ذلك رسالة مشفرة للتحالف مفادها “أنتم تراهنون على هادي ليخلصكم من الحوثي، أنتم تراهنون على الشخص الخطأ، والشخص الذي يمكنه فعل ذلك هو أنا، أنا من يستطيع تخليصكم من الحوثي”.
“يعترف أن أنصار الله هم من يقاتلون هادي”
وفي مقابلة تلفزيونية لقناة الميادين قال صالح إن “أنصار الله” هم من يقاتلون هادي والدواعش، مضيفاً أنه لو كان هو من يقاتل “لكانت تغيرت الموازين تماماً هم يعرفون من هو علي عبدالله صالح” كانت الرسالة المشفرة من هذه العبارة هي أن النظام السعودي إذا أراد أن يحقق شيئاً في اليمن فليس هناك سوى قوة وحيدة تستطيع فعل ذلك “قوة علي عبدالله صالح”.
“صالح وأنصاره يقاتلون في كل الجبهات”
في لقاء تنظيمي لحزب المؤتمر برئاسة صالح وفي الكلمة التي ألقاها، قال إن أنصاره من المؤتمريين يشاركون في المعارك ضد التحالف في كل الجبهات.
“صالح ضد الإعلان الدستوري”
وفي نفس الحوار مع قناة الميادين قال صالح أيضاً إنه ضد الإعلان الدستوري الذي أعلنه الحوثيون بعد هروب الرئيس المنتهية ولايته عبدربه منصور هادي من صنعاء بفترة وجيزة.
“صالح يقبل بالإعلان الدستوري ويشارك في السلطة”
فيما كان صالح يرفض الإعلان الدستوري لأنصار الله، إذ به فجأة يقبل بالدخول معهم في شراكة سلطوية تم بموجبها تشكيل المجلس السياسي الأعلى وحكومة الإنقاذ.
“صالح مع اللجان الشعبية والثورية”
وفي حوار “الميادين” قال صالح إنه مع اللجان الثورية والشعبية وأنه وحزبه يرفضون فقط الإعلان الدستوري.
“صالح يصف اللجان الشعبية بالمليشيا”
في أحد خطاباته الأخيرة وصف صالح اللجان الشعبية التي تولت المهام الأمنية والعسكرية في المدن التي يسيطر عليها أنصار الله، وصفها بـ”المليشيا”.
“صالح يشيد باللجان الشعبية ويؤكد استعداده لرفد الجبهات”
في آخر خطاب لصالح “24 أغسطس بميدان السبعين في ذكرى تأسيس حزب المؤتمر”، وبعد أن أصدرت اللجان الشعبية بياناً تهديداً بشكل مباشر له بسبب وصفه لها بـ”المليشيا”، أشاد صالح في السبعين باللجان الشعبية وكرر المديح لدورها طوال خطابه الذي لم يتجاوز 6 دقائق فقط، وآخر تناقض لصالح كان في نفس الخطاب حيث قال إنه وحزب المؤتمر مستعد لرفد الجبهات بالمقاتلين، في حين له خطاب في اجتماع تنظيمي مصغر، أشرنا إليه سابقاً، أكد فيه “مشاركة أنصاره بفاعلية بالقتال في كل الجبهات ضد العدوان”.
“إعلام صالح يصف الحوثيين بتجار الحروب لرفضهم تسليم الحديدة”
بعد فترة طويلة من تشكيل الحكومة عاد صالح “البراجماتي مجدداً” إلى وضعه الطبيعي، وكان من ضمن الخطة هي تقديم مجلس النواب الذي يتبع أعضاؤه حزب المؤتمر، لمبادرة تقضي بتسليم كافة الموانئ البحرية والجوية للأمم الأمتحدة مقابل إيقاف الحرب وصرف المرتبات، وقدم البرلمان مبادرته وبعث بها إلى روسيا ورفض الحوثيون المبادرة لاعتبارها تفريطاً في السيادة اليمنية على الموانئ وخيانة لدماء “الشهداء” واستسلاماً لرغبات دول التحالف، وبعد ظهور الخلاف بشأن المبادرة بدأ إعلام صالح بمهاجمة الحوثيين لرفضهم المبادرة ووصفهم بـ”تجار الحروب” وأنهم برفضهم للمبادرة لا يريدون إنهاء الحرب.
“صالح يرى مصلحته مع الإمارات”
مؤخراً بدأ بالبحث عن خطوط اتصال مع دول التحالف بشكل سري، وكانت الإمارات هي الدولة التي فتحت له هذا الباب وجرت تفاهمات بين الطرفين أبرز عناصرها الانقلاب على تحالفه مع أنصار الله في صنعاء، وإشراكه وحيداً في التسوية السياسية المقبلة مقابل أن تسمح التسوية السياسية باستمرار هيمنة السعودية والإمارات على اليمن والإفراج عن أمواله المودعة خارج البلاد وحمايتها، وكذا عودة نجله أحمد المقيم في الإمارات إلى الحكم، وفقاً لتقارير صحفية أوروبية.