انقسام جديد في حزب المؤتمر الشعبي العام
المساء برس – خاص/ يشهد حزب المؤتمر الشعبي العام حالة من الانقسام غير المعلن في المواقف والتوجهات خاصة بعد الأحداث التي شهدتها العاصمة صنعاء بين الحزب وشريكه في السلطة انصار الله.
ولا يبدي العديد من قيادات الحزب مواقفهم تجاه الأحداث والأزمات التي عصفت بمكوني انصار الله والمؤتمر في أغسطس الماضي نظرا لوجود شكوك حول نوايا رئيس المؤتمر علي عبدالله صالح من ناحية ومدى القوة التي يستطيع صالح التحكم بها في حال تطور التأزم بين الحليفين الى صراع مسلح.. فالعديد من قيادات المؤتمر لم تعد ترى في صالح قويا بما يمكنه من التغلب على انصار الله كما انها لاترى وجود ضرورة لهذا الصراع أصلا وأن استفزازات المؤتمر أو بعض ناشطيه المؤثرين ليست في محلها وتهدف لإحداث بلبلة في الشارع اليمني.. وهو ما سيسبب إحراجا وتأثيرا على المئات من المحسوبين على المؤتمر من المناهضين للتحالف الذي تقوده السعودية ضد اليمن ومن المناهضين أيضا لدولة الإمارات ودورها في الجنوب.
ومن دون ذكر أسماء فإن قيادات في الحزب باتوا يرون في خطوات صالح الأخيرة سواء على مستوى البرلمان أو على مستوى الاتصالات الشخصية بالخارج أو الدفع باستفزاز الشركاء في صنعاء.. باتوا يرون في هذه الخطوات خطرا لا يهدد علي عبدالله صالح وحده بل يهدد كل من ينتمي للحزب خاصة الشخصيات البارزة التي لم تتورط بعلاقات مشبوهة بأطراف في التحالف.
وما يعيشه حزب المؤتمر اليوط شبيه بتلك اللحظات التي كان يعيشها منذ سنوات وتكررت أكثر من مرة بدءا بأحداث 2011 وليس انتهاء بأحداث أغسطس 2017.
ففي العام 2011 ومع أحداث الثورة الشبابية السلمية انقسم المؤتمر إلى ثلاث فئات: الأولى وقفت مع صالح قلبا وقالبا والثانية التزمت الصمت ومراقبة الأحداث من بعيد لرؤية من سيبقى إلى الأخير وينتصر والثالثة هي الفئة التي انشقت عن الحزب إما لإدراكها أن صالح وحزبه لن ينتصر وبالتالي حتمت عليها المصلحة قلب الموجة والبحث عن موطئ قدم في تيار الإخوان المسلمين وآل الأحمر الذين استطاعوا التسلق والهيمنة على مسار ثورة 2011.
وفي العام 2014 مع أحداث ثورة 21 سبتمبر التي قادها الحوثيون من صعدة إلى صنعاء انقسم حزب المؤتمر من جديد لثلاث فئات: الأولى وهي الغالبية التزمت الصمت لعدم فهمها ما يحدث وهل المطلوب منها تأييد أنصار الله الذين حاربهم المؤتمر ستة حروب أم رفضهم والثانية هي الفئة التي أعلنت ولاءها لهادي وحميد الاحمر وعلي محسن ورفضت تحالف صالح مع أنصار الله والثالثة وهي الأقل والتي كانت تفهم ما يهدف إليه صالح أيدت صالح ورفضت الانضمام إلى ما عرف في 24 أغسطس 2014 بالاصطفاف الوطني الذي كان أساسا ضد الحوثيين وصالح.
لم تنتهي الانقسامات في المؤتمر وتكررت في العام 2015 مع دخول دول خليجية ومن خلفها دول غربية خط الصراع في اليمن حيث انشقت قيادات هامة عن صالح وانضمت إلى معسكر الحلفاء ضد اليمن ومن ضمن هذه القيادات وأبرزها عبدالكريم الإرياني “عراب الدبلوماسية والسياسة الخارجية في عهد صالح”.
وأخيرا في أغسطس 2017 يواجه حزب المؤتمر انقساما جديدا على وقع التطورات التي شهدتها العلاقة بين مكوني السلطة في صنعاء “أنصار الله والمؤتمر بقيادة صالح”.. وهذا الانقسام لن يكون كغيره من الانقسامات التي شهدها المؤتمر سابقا.. فالجديد اليوم هو أن المنشقين أو الرافضين لتوجهات صالح وبعض قيادات المؤتمر لن يتخذوا هذه الخطوة بناء على المصالح الشخصية والتقلب في المواقف واختيار التحالف مع الأقوى.. بل سيتخذون هذه الخطوة لاقتناعهم التام بأنصار الله الحوثيين وتوجهاتهم وأهدافهم المعلنة.. وأبرز مثال على ذلك الانشقاق غير المعلن للعميد في الحرس الجمهوري قائد قوات التدخل السريع “حسن الملصي” الذي كان أحد أبرز القادة الموالين لصالح وفجأة أصبح قائدا للعمليات العسكرية لقوات صنعاء في الجبهات الحدودية حيث قتل هو ابنه هناك دفاعا عن اليمن بعد أن رفض عرضا مغريا من علي عبدالله صالح قبل وفاته بفترة بترك القتال مع أنصار الله والعودة إلى صنعاء لقيادة الحرس الجمهوري خلفا للواء علي الجائفي الذي قتل في غارة للتحالف استهدفت صالة عزاء كان الجائفي والمئات من القيادات في صنعاء متواجدون فيها.. وكان رد حسن الملصي لصالح الذي زاره في المستشفى بعد أن أصيب في الحدود وقال له “الحرب هذه ليست حربنا اترك الجبهة وارجع بانمسكك الحرس” كان رد الملصي بالقول “أنا مع أنصار الله والسيد عبدالملك الحوثي” فيعود صالح ويرد عليه “قد بردقوك اصحاب صعدة؟”.