صالح لم يعد يملك شيئاً من قوته العسكرية
المساء برس – متابعة خاصة/ في قراءة للوضع الذي يعيشه رئيس المؤتمر الشعبي العام علي عبدالله صالح، يرى المهتمون والمتابعون للأحداث الأخيرة أن صالح لم يعد يملك قوة عسكرية كما يدّعي، بما فيها قوات الحرس الجمهوري التي كان يقودها نجله أحمد.
ويرى تقرير تحليلي نشره موقع “إرم نيوز” إن الصراع بين جماعة أنصار الله وصالح لم يعد مقتصراً على الجوانب السياسية وإدارة شؤون البلد، بل امتد إلى الهيمنة العسكرية بعد أن سحبت الجماعة البساط من تحت صالح واستحوذت على القوة العسكرية التي كانت ما تزال موالية لصالح حتى بعد انتقال السلطة إلى عبدربه منصور هادي، وفي مقدمة تلك القوات “الحرس الجمهوري”.
ووفقاً لخبير عسكري صرح للموقع بهذا الشأن فإن المزيج الذي حدث بين المقاتلين التابعين للحوثي وعناصر الجيش التي انخرطت في القتال معها، خلق قوة عسكرية وعقائدية من خلال وجود الخبرات العسكرية التي يمتلكها الجنود النظاميين والعقيدة القتالية التي أتى بها المقاتلون القبليون الموالون للحوثيين.
وقال الخبير العسكري الذي رفض الكشف عن هويته، “في الأشهر الأولى للحرب خضعت القوات التي كانت موالية لصالح لدورات مكثفة من قبل الحوثيين بهدف تعزيز خبراتهم العسكرية، وتقديم جرع كافية من العقيدة الحوثية”، حسب الموقع.
ويضيف إن الخبرات القتالية في الحروب كانت منعدمة لدى مقاتلي الحوثي، وكانت قدرتهم تقتصر على التخفي والتمويه والقتال الفردي، لكنهم الآن أصبحوا أكثر قوة بسبب الموالين لهم من قوات الجيش الذي كان في الأساس موالياً لصالح ، مشيراً إلى أن الحوثيين غيروا عقيدة الجيش الموالي لصالح إلى عقيدة موالية لهم ولثقافتهم، من وجهة نظره.
لكن الكثير من المراقبين يخالفون في آرائهم ما أورده تقرير الموقع وما أورده الخبير العسكري، ويرى معظمهم أن جماعة أنصار الله لم تسعى إلى تغيير عقيدة الجيش، وأن انخراط أعداد منهم في القتال إلى جانب أنصار الله لا يعني أنهم أصبحوا تابعين للحركة، فهم عبارة عن قوات عسكرية ووظيفتها في كيان الدولة هي الدفاع عنها أثناء الحروب، وهذه الأحداث هي حرب بين اليمن ودول أخرى وهنا تأتي مهمة الجيش الذي كانت مهامه الروتينية أثناء السلم هي التواجد بشكل رمزي في المعسكرات للتدريب والمناوبة في مختلف الوحدات العسكرية والمنشئات، وفقاً لما يراه أحد الضباط في الجيش من محافظة الحديدة.
وفي تصريح خاص لـ”المساء برس” قال أحد ضباط الحرس الجمهوري الذي كان مرافقاً لأحد الشخصيات المهمة في عهد صالح إن ما حدث للقوات التي كانت موالية لصالح ونجله أنها “انقطعت بالتواصل معه ولم تعد مجبرة على تلقي الأوامر منه بعد أن غادر السلطة”، مشيراً إلى أن القيادات الوسطية التي كانت الصلة بين صالح وبين الآلاف من هذه القوات قد تم تغييرها بقيادات أخرى لا تدين بالولاء لصالح ولا لنجله.
وأكد الضابط ما قاله الخبير العسكري لموقع إرم نيوز، من أن صالح لم يعد لديه قوة عسكرية، لكنه نفى في الوقت ذاته أن تكون هذه القوات قد تحولت إلى قوة عسكرية خاصة بجماعة أنصار الله، وأضاف في حديثه لـ”المساء برس”: “صالح كان يظن أنه لا يزال بإمكانه استدعاء أي قوة عسكرية كان من تلك التي كانت موالية له، لكن في حقيقة الأمر فإن هذه القوات لا تشارك في العمليات العسكرية ومن يقاتلون في الجبهات هم اللجان الشعبية التابعين لأنصار الله، وهناك جنود ينتمون للجيش يقاتلون في الجبهات لكنهم لم يذهبوا بطلب من صالح بل تحركوا عن قناعة شخصية بضرورة الدفاع عن اليمن”.
وعن تبعية وولاء القوات العسكرية التي كانت سابقاً موالية لصالح يرى الضابط إن أحداث العامين الماضيين أثبتت لهؤلاء الجنود وقياداتهم أن “الفندم” – يقصد بالفندم علي عبدالله صالح – انتهى ولم يعد له أي دور، والآن عهد من يحكمون فعلياً، وهم أنصار الله، ويضيف “هذا يعني أن قناعتهم أنهم ليسوا جنوداً للحوثي حتى وإن كانت الدولة بيد الحوثي، فهم جنود للدولة ومن يقود هذه الدولة حالياً هو من يوجه لهم الأوامر، إذا افترضنا أن صالح الصماد دعا الجنود المنقطعين والجالسين في بيوتهم للحضور إلى معسكراتهم وألويتهم، وفي المقابل دعا علي عبدالله صالح نفس هذه القوات لعدم الاستجابة لصالح الصماد فإنه من الطبيعي أن تتبع هذه القوات والجنود صالح الصماد لأنه هو من يحكم الدولة، ولكنهم سيشترطون عليه أن يوفر لهم الرواتب مقابل ترك منازلهم والبقاء في معسكراتهم أو جبهاتهم.