أبرز تناقضات علي عبدالله صالح.. “ضد العدوان أم ضد من يهدد مصالحه؟”
المساء برس – خاص/ كشفت الأزمة الحادة التي عصفت بمكوني أنصار الله والمؤتمر “حليفي السلطة في صنعاء” عن ملفات وقضايا هامة تتعلق برئيس المؤتمر علي عبدالله صالح وقيادات حزبه وكانت هذه الملفات غائبة عن الرأي العام، بل إنها كانت غائبة أيضاً حتى عن الصحفيين والنخب السياسية.
وقد لفتت الأحداث الأخيرة التي شهدتها العاصمة صنعاء بين حليفي السلطة، الانتباه والتساؤل “هل كان صالح طوال فترة الحرب التي شنها التحالف بقيادة السعودية على اليمن، واقفاً ضد الحرب على اليمن أم ضد من يهدد مصالحه؟!”.
بالنظر إلى الحرب التي شُنت ضد اليمن من قبل التحالف تحت مبرر استعادة شرعية الرئيس المنتهية ولايته عبدربه منصور هادي، فإن هذه الحرب بالنسبة لصالح ورموز حزبه تعتبر تهديداً لمصالحهم، وبالتالي فإن وقوفه ضدها ليس لكونها “عدواناً على اليمن” كما يقول، بل لأنها استهداف لمصالحه التي ستنتهي.
قراءة المواقف والخطابات والخطوات التي اتخذها صالح منذ إعلان السعودية والولايات المتحدة بدء تنفيذ عملية عسكرية ضد اليمن في الـ26 من مارس 2015م، تؤكد وتكشف مدى التقلبات والتناقضات التي جسدت الرجل البراغماتي الأول في اليمن.
“صالح لا يقاتل في الجبهات”
في الأيام الأولى لعاصفة الحزم ظهر صالح في خطاب متلفز ودعا أنصار الله وتنظيم القاعدة والتحالف إلى وقف العمليات العسكرية والعودة إلى الحوار، وكانت تلك رسالة ضمنية من صالح للتحالف أنه لا يشارك في العمليات العسكرية وأن من يقاتلون في عدن ومدن الجنوب هم الحوثيون.
“صالح مستعد أن يكون جواداً غير خاسر للسعودية”
وقال أيضاً في نفس الخطاب إن السعودية تراهن على جواد خاسر، وكان يقصد بذلك “هادي”، وهي إشارة واضحة الدلالة، فيما المغزى منها هو أن السعودية تراهن على هادي وسلطته للقضاء على أنصار الله، ورهانها على هادي خاسر، وهي رسالة واضحة وموجهة للسعودية أراد صالح أن يقول لها “أنتم تراهنون على هادي ليخلصكم من الحوثي، أنتم تراهنون على الشخص الخطأ، والشخص الذي يمكنه فعل ذلك هو أنا، أنا من يستطيع تخليصكم من الحوثي”.
“يعترف أن أنصار الله هم من يقاتلون هادي”
وفي مقابلة تلفزيونية لقناة الميادين قال صالح إن “أنصار الله” هم من يقاتلون هادي والدواعش، نافياً وجود أي علاقة له في المعارك التي يخوضها الجيش اليمني ضد قوات التحالف، كما قال إن له علاقات مع ضباط وجنود في وحدات الحرس الجمهوري لكنهم يأتمرون بأوامر “أنصار الله”، مضيفاً أنه لو كان هو من يقاتل “لكانت تغيرت الموازين تماماً هم يعرفون من هو علي عبدالله صالح” وهنا تأتي رسالة صالح المشفرة التي قصد إرسالها للسعودية وهي أن النظام السعودي إذا أراد أن يحقق شيئاً في اليمن فليس هناك سوى قوة وحيدة تستطيع فعل ذلك “قوة علي عبدالله صالح”.
“صالح ضد الإعلان الدستوري”
وفي نفس الحوار قال صالح أيضاً إنه ضد الإعلان الدستوري الذي أعلنه الحوثيون بعد هروب الرئيس المنتهية ولايته عبدربه منصور هادي من صنعاء بفترة وجيزة.
“صالح مع اللجان الشعبية والثورية”
وفي الحوار ذاته قال صالح إنه مع اللجان الثورية والشعبية وأنه وحزبه يرفضون فقط الإعلان الدستوري.
“صالح وأنصاره يقاتلون في كل الجبهات”
أعقب ذلك لقاء تنظيمي لحزب المؤتمر برئاسة صالح وفي الكلمة التي ألقاها، قال إن أنصاره من المؤتمريين يشاركون في المعارك ضد التحالف في كل الجبهات.
“صالح يقبل بالإعلان الدستوري ويشارك في السلطة”
فيما كان صالح يرفض الإعلان الدستوري لأنصار الله، إذ به فجأة يقبل بالدخول معهم في شراكة سلطوية تم بموجبها تشكيل المجلس السياسي الأعلى وحكومة الإنقاذ.
“صالح يرى مصلحته مع الإمارات”
بعد فترة طويلة من تشكيل الحكومة عاد صالح “البراجماتي مجدداً” إلى وضعه الطبيعي، حيث بدأ بالبحث عن خطوط اتصال مع دول التحالف بشكل سري، وكانت الإمارات هي الدولة التي فتحت له هذا الباب وجرت تفاهمات بين الطرفين أبرز عناصرها الانقلاب على تحالفه مع أنصار الله في صنعاء، وإشراكه وحيداً في التسوية السياسية المقبلة مقابل أن تسمح التسوية السياسية باستمرار هيمنة السعودية والإمارات على اليمن والإفراج عن أمواله المودعة خارج البلاد وحمايتها، وكذا عودة نجله أحمد المقيم في الإمارات إلى الحكم، وفقاً لتقارير صحفية أوروبية.
“إعلام صالح يصف الحوثيين بتجار الحروب لرفضهم تسليم الحديدة”
وكان من ضمن الخطة هي تقديم مجلس النواب الذي يتبع أعضاؤه حزب المؤتمر، لمبادرة تقضي بتسليم كافة الموانئ البحرية والجوية للأمم الأمتحدة مقابل إيقاف الحرب وصرف المرتبات، وقدم البرلمان مبادرته وبعث بها إلى روسيا ورفض الحوثيون المبادرة لاعتبارها تفريطاً في السيادة اليمنية على الموانئ وخيانة لدماء “الشهداء” واستسلاماً لرغبات دول التحالف.
“صالح يصف اللجان الشعبية بالمليشيا”
في أحد خطاباته الأخيرة وصف صالح اللجان الشعبية التي تولت المهام الأمنية والعسكرية في المدن التي يسيطر عليها أنصار الله، وصفها بـ”المليشيا”.
“صالح يشيد باللجان الشعبية ويؤكد استعداده لرفد الجبهات”
في آخر خطاب لصالح “24 أغسطس بميدان السبعين في ذكرى تأسيس حزب المؤتمر”، وبعد أن أصدرت اللجان الشعبية بياناً تهديداً بشكل مباشر له بسبب وصفه لها بـ”المليشيا”، أشاد صالح في السبعين باللجان الشعبية وكرر المديح لدورها طوال خطابه الذي لم يتجاوز 6 دقائق فقط، وآخر تناقض لصالح كان في نفس الخطاب حيث قال إنه وحزب المؤتمر مستعد لرفد الجبهات بالمقاتلين، في حين له خطاب في اجتماع تنظيمي مصغر، أشرنا إليه سابقاً، أكد فيه “مشاركة أنصاره بفاعلية بالقتال في كل الجبهات ضد العدوان”.