حوار خطير لـ”علي محسن” ملغم برسائل تهديد للتحالف
المساء برس – تقرير تحليلي – خاص/ أجرت مجلة خليجية صادرة من الإمارات حواراً مع الجنرال علي محسن الأحمر نائب الرئيس المنتهية ولايته عبدربه منصور هادي.
وفي الحوار المنشور في شهرية “آراء حول الخليج” تعمّد علي محسن تمرير عدة رسائل مبطنة للتحالف توحي بتهديد ضمني بإمكانية اللجوء إلى تفاوض مع الحوثيين مباشرة والبحث معهم ومع حلفائهم عن حل لإنهاء الوضع الذي تعيشه اليمن، مثل هذا التهديد وغيره ورد في أربع رسائل ضمن حوار علي محسن نوردها بتحليل منطقي في الآتي:
الرسالة الأولى:
قال محسن إنه ما من خيار سوى إنهاء الانقلاب بشتى الوسائل، مضيفاً “وبالطرق التي يختارها الانقلابيون أنفسهم”، وفي اختيار نائب هادي لهذه اللفظة إشارة واضحة الدلالة إن معسكر “الشرعية” من الممكن أن يقبل بما يطرحه أنصار الله من رؤية للحل حتى وإن كلف ذلك تقديم تنازلات لا ترضي أو قد تغضب دول التحالف من هادي وسلطته.
وما يؤكد صحة ذلك هو ما أعقبه محسن من حديث عن هذه الطرق حيث حصرها بين خيارين لا ثالث لهما “إما بتحكيم العقل والمنطق وتغليبهم المصلحة الوطنية على الشخصية وبهذا يكونوا قد ضمنوا لهم مستقبلاً أفضل وهذا مستبعد وفقاً للمعطيات الحالية، أو بوقوفهم أمام اليمنيين والإقليم والخارج الرافض لانقلابهم وهم بذلك خاسرون لا محالة ومهزومون”.
ومن الواضح أن تعمّد الجنرال محسن وضع خيار “الحوار” هو الأول كتلميحات أنها الأقرب والأكثر واقعية، وصحيح أنه قال عن هذا الخيار أنه “مستبعد وفقاً للمعطيات الحالية” إلا أن تعمّد ذكر هذا الخيار أولاً يعد في مفهوم السياسة والرسائل السياسية والدبلوماسية المشفرة يعد إيذاناً أو إشعاراً لمن أراد محسن أن تصلهم الرسالة – أي السعودية – بأنهم ماضون نحو هذا الخيار ويقبلون به.
الرسالة الثانية:
من الغريب أن رجلاً عسكرياً كـ”محسن الأحمر” يترك الحديث عن الشأن العسكري ويتجه إلى الحديث عن الفكر والثقافة ويتعمّد التركيز عليها وإيصال رسالة أنها أخطر من التهديد العسكري.
ففي حديث محسن عن الوضع الحالي، تحدث في سطر ونصف عن الجانب العسكري وفي ثلاثين سطراً توجه بالحديث عن “الخطر الفكري للحوثيين”، حسب وصفه، وفيما يتمثل هذا الخطر وأساليبه وتعمد التركيز على كيف أنه يتوسع بشكل كبير، لينتهي به الحديث إلى أن يقول إن “الخطر الفكري وتهديده أكبر من التهديد العسكري” وأيضاً قوله: “وأجدها فرصة للتنويه إلى هذا الخطر قبل فوات الأوان والدعوة إلى الحد منه ووقفه، فهو أكثر تأثيرًا من الحروب العسكرية التي تعتبر لحظية ووقتية بينما الفكر الإرهابي الأعوج ومعالجته يعتبر معركة دائمة لا يزال يعاني منها الجميع، الإقليم والعالم ويدفع ثمنها باهظًا بشكل يومي”.
ومن وجهة نظر محللين سياسيين قالوا معلقين على هذه الجزئية “يقصد محسن بهذا الكلام أن إنهاء الحرب والقبول ببقاء الحوثي أفضل لكم يا سعوديين من استمرارها لأن استمرارها يعني استمرار بقاء الحوثيين وبالتالي استمرار التغذية الفكرية والثقافية الصادرة منهم باتجاه الشعب والتي من خلالها يكسب الحوثي تعاطف أكثر كل يوم ويكسب حلفاء أكبر وتزداد قوته بشكل أكبر”.
وربما يرى الأحمر أن احتواء الحرب والقبول ببقاء الحوثيين وإشراكهم في السلطة سيحد من دورهم الفكري المناهض للسعودية لأنه سيكون حينها محكوماً بشراكة ولن يكون متفرداً بالسلطة ومتفرداً بالخطاب التوجيهي الذي يكسبه الآن كل يوم حلفاء أكثر ومؤيدين أكثر، كلما طال أمد الحرب وكلما زاد القتل في صفوف المدنيين من الجو.
الرسالة الثالثة:
حين أجاب نائب هادي على سؤال المفاوضات غير المعلنة – وبالمناسبة من غير المستبعد أن يكون محسن هو من طرح السؤال للمحاور ثم أجاب عنه – قال محسن عن هذه الجزئية “لا يوجد حالياً أي حوار ثنائي لكن نرى ونسمع أن هناك جسور تمتد هنا وهناك خلف الكواليس فإذا كانت تخدم المصلحة العامة يمنياً وإقليمياً ودولياً فنتمنى لها التوفيق”.
ولعل قول محسن “لكن نرى ونسمع أن هناك جسور تمتد خلف الكواليس” بمثابة رسالة للسعودية أيضاً وربما هذه المرة للإمارات التي من المحتمل أن تكون طرفاً في هذه المفاوضات من دون السعودية، وبالتالي فقد تكون رسالة تهديد للسعودية أكثر منها إشعاراً فقط.
الرسالة الرابعة:
كانت هذه الرسالة هي الأخيرة وقد وردت في الجزئية الثانية من إجابة سؤال المفاوضات غير المعلنة، عندما قال الجنرال “إذا كانت – أي المفاوضات خلف الكواليس – تخدم المصلحة العامة يمنياً وإقليمياً ودولياً فنتمنى لها التوفيق”.
ولعل من الواضح أن الجنرال يقصد بها أنهم موافقون على ما يجري خلف الكواليس، وهذا يعني بدون شك أنها رسالة تهديد أخرى للسعودية مفادها أنهم مستعدون للذهاب إلى اتفاق مع صالح أو الحوثي لإنهاء الحرب.
كما قد يكون لها مدلول آخر وهو التمهيد وتهيئة الرأي العام لخطوات قادمة قد يكون السيناريو الأبرز لها هو التوصل إلى اتفاق نهائي.