وضع خطير في الجنوب وتوتر بين القبائل والإمارات بسبب القوات الأمريكية
المساء برس – تقرير خاص/ قالت مصادر محلية بمحافظة لحج إن حالة من التوتر غير المعلن تسود العلاقات بين القبائل الجنوبية المختلفة والقوات الإماراتية بسبب تزايد أعداد القوات الأمريكية المشاركة في عمليات التحالف ضد تنظيم القاعدة.
وقالت المصادر في حديث خاص لـ”المساء برس” إن الوضع الذي تشهده المحافظات الجنوبية خطير جداً وينذر بنشوب صراع مسلح بين العناصر المسلحة التي شكلتها ومولتها الإمارات وبين القبائل الرافضة للتواجد الإماراتي، لافتة إلى أن سبب هذا التوتر هو استياء القبائل من تزايد أعداد القوات الأمريكية التي تعتبر القبائل تواجدها في الجنوب غير مبرر وأن “ذريعة قتال تنظيم القاعدة أكبر كذبة”.
وأضافت المصادر أن قيادة القوات الإماراتية تجري حالياً عدة لقاءات بالقبائل الجنوبية كلاً على حدة من أجل كسب ولائها وتهدئتها وإقناعها أن التواجد الإماراتي والأمريكي لا يستهدف القبائل إنما يستهدف محاربة التطرف والإرهاب وملاحقة عناصر القاعدة، حسب ما تسرب من نتائج إحدى اللقاءات الأخيرة التي عقدت في محافظة عدن بمقر قيادة القوات الإماراتية.
وأشارت المصادر أن اجتماعاً مؤخراً ضم ممثلين عن قبائل الصبيحة واخرين من قيادة قوات التحالف بعدن وأن الاجتماع كان مخصصاً للتوصل إلى اتفاق بين الطرفين في قضية مقتل الشاب سعيد بهاء الدين على يد عناصر من الحزام الأمني قبل أيام.
وأوضحت المصادر أن الاتفاق انتهى بحجز القيادي في الحزام الأمني وتشكيل لجنة للتحقيق وانسحاب رجال الصبيحة من عدن وإعادة هيكلة الحزام الأمني لمحافظتي عدن ولحج.
ولفتت المصادر أن اللقاء تطرق إلى مواضيع أخرى منها انطباع بقية قبائل الصبيحة عن الدور الإماراتي في الجنوب، وعمّا يقال بشأن إشراك قوات أمريكية في القتال مع القوات الإماراتية والقوات المحلية المشكلة بتمويل ودعم إماراتي ضد تنظيم القاعدة، وإمكانية تهدأتهم.
وتعقد قيادة القوات الإماراتية المتواجدة في عدن جنوب اليمن بحضور المندوب الإماراتي لقاءات متعددة هذه الأيام مع مشائخ قبليين وقادة عسكريين جنوبيين موالين للتحالف معظمهم من المعارضين للحكومة الموالية للرياض.
وكانت قيادة القوات الإماراتية في مقرها بعدن قد التقت قبل أيام بعدد من عسكريي ومشائخ قبائل يافع، وكانت قد عقدت قبل ذلك عدة لقاءات مع قبائل ردفان وقبائل من الضالع كلاً على حده.
ويرى مراقبون أن اللقاءات التي يعقدها الإماراتيون مع القبائل الجنوبية تهدف إلى نقل الصراع إلى العمق الجنوبي، حيث تسعى الإمارات إلى تغذية أطراف قبلية وسياسية من قبائل الضالع ولحج مقابل استبعاد قبائل شبوة وأبين التي تمثل بالنسبة للقوات الإماراتية عائقاً أمامها لرفضها تواجد قوات أجنبية في أراضيها، ولهذا فالقوات الإماراتية ترى أن تدعم قبائل موالية لها للوقوف في وجه القبائل الرافضة للتواجد الإماراتي والقوات الأمريكية في مناطقها، وفقاً لمراقبين محليين.
وفي تقرير لموقع “ميدل ايس مونيتور” تحدث فيه عن الأوضاع في المحافظات الجنوبية ونتائج الحرب التي شنتها القوات الإماراتية ضد معاقل تنظيم القاعدة في محافظتي شبوة وأبين، يكشف التقرير إن تأسيس “النخبة الشبوانية” بمبادرة من حكومة الإمارات، أوجد انقساماً في صفوف مشائخ قبائل شبوة، حيث اجتمع عدد منهم بمندوبين عن القوات الإماراتية في منطقة بلحاف على الساحل الجنوبي لليمن، وأبدوا استعدادهم للقتال تحت لواء الإمارات، بدوافع مالية واقتصادية، فيما عبّر 65 من شيوخ المنطقة في اليوم نفسه عن رفضهم الانضواء تحت تحالف يضم الإمارات والولايات المتحدة، داعين إلى مواجهة القوات المدعومة من قبل الدولتين على خلفية مقتل أحد أبناء عائلة العولقي في غارة أمريكية، ورفضهم للتدخل الخارجي.