وزارة الدفاع الأمريكية تعلن رسمياً تواجد قواتها في شبوة (صورة)
المساء برس – خاص/ أعلنت وزارة الدفاع الأمريكية، اليوم رسمياً أن قواتها الخاصة متواجدة داخل محافظة شبوة اليمنية جنوب الجزيرة العربية.
وقالت الوزارة على لسان المتحدث باسم البنتاغون جيف ديفيس أن هناك “قوات خاصة أمريكية تساعد الإماراتيين والقوات المحلية، في عملياتهم ضد تنظيم القاعدة بمحافظة شبوة”، مشيرة أن الهدف من هذه العمليات هو “تدمير قدرة القاعدة على شن عمليات إرهابية”.
وأوضح ديفيس في تصريح صحفي نقلته وكالة رويترز للأنباء، أن “مساعداتنا في المكان استمرار لما نقوم به منذ يناير»، مضيفاً أن «هذا يتضمن عدداً قليلاً جداً من القوات الأمريكية على الأرض، وهم هناك خصوصاً من أجل المساعدة في تدفق المعلومات”.
ويأتي التصريح الأمريكي بعد ساعات من دخول قوات “النخبة الشبوانية” المدعومة من الإمارات إلى مدينة عزان، ثاني أكبر مدن محافظة شبوة، والسيطرة عليها دون حدوث أي مواجهات مع تنظيم القاعدة، فيما أكدت مصادر خاصة في وقت سابق لـ”المساء برس” أن صفقة أبرمت بين تنظيم القاعدة وقيادات عسكرية موالية لهادي تم بموجبها انسحاب القاعدة دون أي مواجهة من شبوة مقابل منحهم الأمان والسماح بانتقالهم إلى محافظة مأرب والجوف.
وكشفت المصادر لـ”المساء برس” إن ما حدث في محافظة شبوة مؤخراً “كان مجرد مسرحية” وأن الهدف منها “نشر قوات النخبة الشبوانية في المحافظة بالكامل والسيطرة عليها وعلى المرافق الحكومية أبرزها المنشئات النفطية والغازية في المحافظة”، مشيرة إلى أن دخول النخبة الشبوانية مديريات عزان وحبان بالمحافظة لم يشهد أي مواجهات مسلحة بين القاعدة وتلك القوات.
ووفقاً للمعلومات الواردة في النخبة الشبوانية وصلت صباح اليوم منطقة العقلة النفطية بمديرية عرماء شمال المحافظة وتسلمت مبنى وبوابة شركة (OMV) النفطية، بالإضافة إلى انتشارها في مطار العقله وسط تحليق مكثف لطيران التحالف.
وكانت وسائل إعلام إماراتية منها وكالة الأنباء الرسمية “وام” قد أعلنت في وقت سابق أن قوات النخبة وبإسناد من قبل الجيش الإماراتي والقوات الأمريكية نفذت عملية نوعية ضد تنظيم القاعدة في محافظة شبوة، في حين لم تعلن وسائل الإعلام الرسمية الموالية لحكومة هادي ذلك.
ولعل ما يؤكد تصريحات مصادر “المساء برس” بشأن الاتفاق بين القاعدة وعسكريون في قوات هادي، ما شهدته المحافظة قبل نحو أسبوعين من الآن حيث انتشر تنظيم القاعدة في عدة أماكن وقام بتنفيذ عمليات هجومية استهدفت مسلحين موالين للإمارات من النخبة الشبوانية، وقد كان الظهور المفاجئ لتنظيم القاعدة في شبوة أتى بعد أن كان التنظيم قد هدأ واختفى لمدة عام ونصف، الأمر الذي قد يشير إلى وجود تنسيق بين ظهوره مؤخراً وبين دخول النخبة الشبوانية وانتشارها بحجة قتال التنظيم، وذلك بالنظر إلى تسارع الأحداث التي وقعت منذ أسبوعين، فمن انتشار التنظيم وتنفيذه عمليات هجومية ضد مسلحين موالين للإمارات، إلى تجهيز النخبة الشبوانية وتسليحها، إلى إعلان الإمارات لتنفيذ عملية نوعية ضد تنظيم القاعدة في شبوة، إلى دخول النخبة مديريتي عزان وحبان وغيرها من المناطق وإعلانها إنهاء التواجد لعناصر تنظيم القاعدة في ليلة وضحاها دون حدوث أي مواجهات بين الطرفين.
الجدير بالذكر أن اجتماعاً عقد في مقر شركة الغاز بلحاف جمع المندوب الإماراتي في حضرموت مع عدد من مشائخ وأبناء قبائل شبوة، قبل نحو أسبوع من الآن، وقد دار في اللقاء حديث مطول بشأن الجماعات الإرهابية و”دور قطر عبر حزب الإصلاح والإخوان المسلمين في زعزعة الأمن والاستقرار في اليمن خاصة في المناطق المحررة”، حسب ما تحدث به المندوب الإماراتي الذي أضاف أيضاً “ضرورة الوقوف إلى جانب من يقاتلون تنظيم القاعدة الذي يعمل لصالح حزب الإصلاح”.
لكن ووفقاً لما ورد من تسريبات بشأن هذا اللقاء فإن مشادات كلامية بين قبائل شبوة رفضوا ما أسموه “محاولة الإمارات فرض توجهاتها وأوامرها على قبائل شبوة”، وقالت مصادر حينها إن الخلاف شب بين الموالين للإمارات والمعارضين بسبب طرح المندوب الإماراتي مسألة تولي مهمة تأمين شركات النفط وأنابيبها لقوات النخبة.