مصادر بشبوة تكشف بالتفصيل عن صفقة بين القاعدة والتحالف
المساء برس – خاص/ كشفت مصادر خاصة في محافظة شبوة عن صفقة جرى الإعداد لها منذ الأسبوع الماضي بين القوات الإماراتية وتنظيم القاعدة في محافظة شبوة عن طريق قيادات عسكرية يمنية موالية للرئيس المنتهية ولايته عبدربه منصور هادي.
وقالت المصادر إن الصفقة تتعلق بالأحداث الجارية حالياً في محافظة شبوة والتي شهدت انتشاراً مفاجئاً لقوات النخبة الشبوانية المدعومة إماراتياً في المحافظة وتسلمها لمقار حكومية من ضمنها مقرات نفطية مهمة، بالتزامن مع إعلان الإمارات تنفيذها عملية عسكرية في محافظة شبوة تهدف لتطهير المحافظة الغنية بالنفط والغاز من عناصر تنظيم القاعدة.
المصادر أكدت أنه جرى الاتفاق مع قيادات تنظيم القاعدة في محافظة شبوة على الانسحاب بشكل هادئ من محافظة شبوة بعد أن يتم الإعلان عن عملية عسكرية في شبوة لمحاربة تنظيم القاعدة وإنهاء تواجده في المحافظة، وأضافت المصادر أن الاتفاق قضى بعدم خوض أي مواجهات مع قوات النخبة الشبوانية، مقابل منح هذه القيادات مع مسلحيها الأمان وترتيب انسحابها إلى محافظتي مأرب والجوف.
وأوضحت المصادر خلال تصريحها لـ”المساء برس” إن ما حدث في محافظة شبوة “كان مجرد مسرحية” بهدف نشر قوات النخبة الشبوانية في المحافظة بالكامل والسيطرة عليها وعلى المرافق الحكومية أبرزها المنشئات النفطية والغازية في المحافظة، مشيرة إلى أن دخول النخبة الشبوانية مديريات عزان وحبان بالمحافظة لم يشهد أي مواجهات مسلحة بين القاعدة وتلك القوات.
ووفقاً للمعلومات الواردة في النخبة الشبوانية وصلت صباح اليوم منطقة العقلة النفطية بمديرية عرماء شمال المحافظة وتسلمت مبنى وبوابة شركة (OMV) النفطية، بالإضافة إلى انتشارها في مطار العقله وسط تحليق مكثف لطيران التحالف.
والنخبة الشبوانية هي قوات شكلتها القوات الإماراتية من المدنيين من أبناء محافظة شبوة ودعمتها بالسلاح والسيارات العسكرية الخفيفة.
ولعل من الجدير بالذكر أن نتطرق إلى ما حدث في مقر شركة بلحاف الغازية والنفطية من اجتماع بين قبائل وأبناء شبوة مع المندوب الإماراتي في حضرموت، وقد دار في اللقاء حديث مطول بشأن الجماعات الإرهابية و”دور قطر عبر حزب الإصلاح والإخوان المسلمين في زعزعة الأمن والاستقرار في اليمن خاصة في المناطق المحررة”، حسب ما تحدث به المندوب الإماراتي الذي أضاف أيضاً “ضرورة الوقوف إلى جانب من يقاتلون تنظيم القاعدة الذي يعمل لصالح حزب الإصلاح”.
لكن ووفقاً لما ورد من تسريبات بشأن هذا اللقاء فإن مشادات كلامية بين قبائل شبوة رفضوا ما أسموه “محاولة الإمارات فرض توجهاتها وأوامرها على قبائل شبوة”، وقالت مصادر حينها إن الخلاف شب بين الموالين للإمارات والمعارضين بسبب طرح المندوب الإماراتي مسألة تولي مهمة تأمين شركات النفط وأنابيبها لقوات النخبة.
وكانت وسائل إعلام إماراتية منها وكالة الأنباء الرسمية “وام” قد أعلنت في وقت سابق أن قوات النخبة وبإسناد من قبل الجيش الإماراتي والقوات الأمريكية نفذت عملية نوعية ضد تنظيم القاعدة في محافظة شبوة، في حين لم تعلن وسائل الإعلام الرسمية الموالية لحكومة هادي ذلك.
ولعل ما يؤكد تصريحات مصادر “المساء برس” بشأن الاتفاق بين القاعدة وعسكريون في قوات هادي، ما شهدته المحافظة قبل نحو أسبوعين من الآن حيث انتشر تنظيم القاعدة في عدة أماكن وقام بتنفيذ عمليات هجومية استهدفت مسلحين موالين للإمارات من النخبة الشبوانية، وقد كان الظهور المفاجئ لتنظيم القاعدة في شبوة أتى بعد أن كان التنظيم قد هدأ واختفى لمدة عام ونصف، الأمر الذي قد يشير إلى وجود تنسيق بين ظهوره مؤخراً وبين دخول النخبة الشبوانية وانتشارها بحجة قتال التنظيم، وذلك بالنظر إلى تسارع الأحداث التي وقعت منذ أسبوعين، فمن انتشار التنظيم وتنفيذه عمليات هجومية ضد مسلحين موالين للإمارات، إلى تجهيز النخبة الشبوانية وتسليحها، إلى إعلان الإمارات لتنفيذ عملية نوعية ضد تنظيم القاعدة في شبوة، إلى دخول النخبة مديريتي عزان وحبان وغيرها من المناطق وإعلانها إنهاء التواجد لعناصر تنظيم القاعدة في ليلة وضحاها دون حدوث أي مواجهات بين الطرفين.