السعودية تهجّر قبائل جنوب المملكة خوفاً من تحالفهم مع الحوثيين
المساء برس – خاص/ كشفت معركة القوات اليمنية في جيزان والتي انتهت بالسيطرة على معسكر الجابري عن ما اتخذته السلطات السعودية من إجراءات بحق القبائل في جيزان أثناء الحرب، والتي وصلت إلى التهجير بالقوة وسجن العديد من أبناء القبائل لرفضهم ترك قراهم ومزارعهم.
وتشير المعلومات الواردة إلى أن النظام السعودي قام خلال العامين الماضيين بتهجير القبائل في جيزان ومنعهم من البقاء في أراضيهم وترك قراهم ومزارعهم ومصادر عيشهم على وقع الضغوطات التي تلقوها من النظام السعودي، الذي وعدهم بمنحهم تعويضات فورية مقابل خروجهم من قراهم.
وتكشف المعلومات الواردة بأن النظام السعودي يتخوف من حدوث تحالفات بين أنصار الله الحوثيين والقبائل في جيزان وفتح الطريق أمام مقاتلي أنصار الله والجيش اليمني للتوغل داخل الأراضي السعودية باتجاه جيزان، الأمر الذي دفعها إلى إخلاء عشرات القرى جنوب جيزان إما بالقوة أو بالإغراءات وقطع الوعود بمنحهم تعويضات سخية، ومؤخراً قام النظام السعودي بسجن العشرات منهم لمعارضتهم علناً ممارسات الإخلاء ومماطلة السلطات السعودية في دفع التعويضات.
ومع بداية الحرب على اليمن وبدء الهجوم من قبل القوات اليمنية على الحدود السعودية الجنوبية واحتلال المواقع العسكرية، تمكن مقاتلوا أنصار الله من الدخول إلى العديد من المواقع العسكرية والتقدم باتجاه وسط جيزان بدون وجود أي عوائق من المواطنين والقبائل في جيزان، الأمر الذي دفع بالسعودية إلى تهجير قبائل جيزان خوفاً من تحالفها مع أنصار الله ضد القوات السعودية نظراً للعلاقات المتوترة بين تلك القبائل والنظام السعودي منذ نشأته بسبب المعتقد الديني والمذاهب التي تنهجها قبائل جنوب المملكة وعدم خضوعها لقبول الوهابيين وتبني أفكارهم، كون معظم تلك القبائل ينتمون للمذهب الشافعي والاسماعيلي وبعضهم من المكارمة.
وبالإضافة إلى ذلك تتخوف السعودية من احتمالية حدوث هذا التحالف خاصة بعد الاتفاق الذي تم بين أنصار الله وقبائل جيزان في العام 2010م بعد الحرب السادسة التي خاضها نظام الرئيس الأسبق علي عبدالله صالح بمشاركة القوات السعودية ضد مقاتلي الحركة، حيث وقع الحوثيون اتفاقيات مع قبائل جيزان لحفظ حسن الجوار وعدم التعرض لأي طرف، بالإضافة إلى وجود علاقات مصاهرة وتزاوج بين قبائل جيزان وقبائل صعدة، الأمر الذي يجعل ارتباط قبائل جيزان بمحافظة صعدة أكثر من ارتباطها بالنظام السعودي.
وتعاني قبائل جنوب المملكة من التهميش من قبل السلطات السعودية، حيث يسعى النظام السعودي إلى فرض الوهابية المتشددة دينياً على كل مواطني السعودي رغم اختلاف وتباين تلك القبائل في ديمغرافيتها ومذاهبا، ومنذ نشأة النظام السعودي يتلقى قبائل شمال المملكة وجنوبها لمعاملات سيئة من الأجهزة الأمنية والسلطة المذهبية الوَهَّـابية التي دفعت برجال الدين من الوهابيين المقربين من السلطة بالإفتاء بتكفيرهم ومحاربتهم علناً، فضلاً عن معاملتها لمواطني جنوب المملكة وشمالها الشرقي كمواطنين من الدرجة الثالثة وإهانتهم في أقسام الشرطة ونقاط المرور والمُؤسّسات الخدمية الحكومية.