الحوثيون وصالح تمكنوا من سحب خيوط اللعبة و”المعركة لا زالت مستمرة”
المساء برس – خاص/ في الوقت الذي كانت تنتظر فيه دول التحالف حدوث انشقاق بين حليفي صنعاء (أنصار الله والمؤتمر) القوتين الأبرز ضد دول التحالف بكل ترسانتها العسكرية المتطورة، يفاجئ رئيس المجلس السياسي صالح الصماد والرئيس اليمني الأسبق علي عبدالله صالح التحالف الذي تقوده السعودية بخروجهما معاً وتنفيذهما زيارة مشتركة لمعسكرات تدريب المقاتلين.
حركة سياسية لها ما لها من أبعاد عسكرية ومعنوية، يرى فيها مراقبون أنها ضربة موجعة في الصميم سددها تحالف صنعاء ضد دول التحالف، في إطار الحرب الباردة التي لا يستخدم فيها السلاح وأدوات الضغط الاقتصادية.
ومن الطبيعي والبديهي أيضاً أن الزيارات الميدانية المشتركة لرئيس المجلس السياسي الأعلى صالح الصماد والرئيس السابق علي عبدالله صالح لعدد من المواقع العسكرية، والتي تزامنت مع إطلاق صاروخ باليستي متطور ومحلي الصنع من نوع (بركان H-2) طويل المدى نحو منشآت نفطية في مدينة ينبع الصناعية الاستراتيجية شمال غرب مدينة الرياض، قد استطاعت صنعاء عبر ذلك إيصال رسالة واضحة ومفهومة يدركها عامة الشعب في اليمن والسعودية.
وباختصار أراد أنصار الله “الحوثيين” وعلي عبدالله صالح القول لدول التحالف ومن خلفها أمريكا وبريطانيا وفرنسا “لن نخضع ولن نستسلم، والمعركة لازالت مستمرة”.
وتأتي هذه الأحداث المتسارعة في وقت يبدو فيه تحالف صنعاء أقوى من أي وقت مضى، حيث فشلت السعودية في أن تحدث اختراق في جبهة تحالف صنعاء الداخلية، رغم الأموال الكبيرة التي خصصتها لتكثيف العمل الإعلامي لإشعال فتيل صراع بين الطرفين إلا أنها تتفاجأ بعد حين بأن جهودها وخسارتها المالية ضاعت وتبددت، ثم تعاود المحاولة من جديد علّها تنجح في إحداث شرخ يمزق جبهة حلفاء صنعاء الداخلية التي عجزت عن تمزيقها وإضعافها عسكرياً واقتصادياً، إلا أن كل محاولاتها تبوء بالفشل.
وثمة من يرى بأن تحالف صنعاء يلعب بدهاء تجاه السعودية ومحاولاتها شق الصف في الداخل اليمني، حيث استطاع هذا التحالف أن يسحب خيوط اللعبة من يد السعودية ويتحكم هو بمجرياتها، وبدلاً من أن تتحكم السعودية بخيوط الحرب الهادئة التي تستهدف وحدة النسيج المتداخل بين أنصار الله والمؤتمر، قام الأخيرين بسحب هذه الخيوط والتحكم بها وإيهام السعودية أن خطتها تسير نحو الهدف المرسوم لها، ثم فجأة وعلى حين غفلة يظهر الحليفين وكأنهما كيان واحد وكأن شيئاً لم يكن، وهي ضربة موجعة للسعودية وحلفائها تصيبها في مقتل وتبدد كل آمالها في إحداث انقسام في صنعاء.
هذه الضربة التي أبرع تحالف صنعاء تسديدها في التوقيت المناسب أكثر من مرة، تتسبب بانهيار معنويات التحالف الذي تقوده السعودية، وهذا الانهيار ينعكس بشكل أو بآخر على الأرض، على مستوى الجبهات الداخلية وعلى مستوى الجبهات الخارجية داخل الحدود السعودية.
إن الكثير من المحللين السياسيين والعسكريين العرب والأجانب لم يخطئوا حين قالوا مراراً وتكراراً “إن الحرب التي يخوضها الخليجيون في اليمن ستنتهي بالفشل ولن تنتصر، لأنهم لا يدركون من يقاتلوا ولماذا يقاتلوا، وأن ما سينفقه الخليجيون الأثرياء من مليارات الدولارات لتمويل هذه الحرب لن يجنوا منها سوى خسارة الأموال والبشر، وسيبقى اليمن محتفظاً بجيشه، بل سيزداد قوة”.