“طيران اليمنية” تتعرض لحرب تدميرية وحكومة هادي متورطة
المساء برس – متابعات/ أثار الإعلان عن شركة طيران جديدة، تابعة لرجل الأعمال، أحمد العيسي (القريب من جلال هادي، نجل الرئيس عبد ربه منصور هادي)، ستدخل قريباً إلى الخدمة، لغطاً واسعاً على الساحة اليمنية. وما بين نفي الهيئة العامة للطيران المدني والأرصاد اليمنية، وبين تظلم شركة الخطوط الجوية اليمنية، ظل ثابتاً أن معاناة المواطنين مستمرة وستطول، فيما لم يستبعد البعض أن يكون تسريب أنباء الشركة الجديدة استكمالاً لما يسميها «الحرب» على «اليمنية» بهدف إفساح المجال أمام شركات مقربة من شخصيات في «الشرعية»، خصوصاً أن نفي الهيئة العامة للطيران جاء أشبه ما يكون بنفي في معرض التأكيد.
ووصفت مصادر في الهيئة العامة للطيران المدني، اليوم الأربعاء، الأخبار المتداولة عن اعتزام شركة طيران يمنية خاصة تسيير رحلاتها على ثلاثة خطوط، ابتداءً من يوم غد الخميس، بأنها «مجرد إشاعات لا أساس لها من الصحة»، مؤكدة، في تصريح إلى «العربي»، أنه «لحد الآن لم يحدد موعد وجدول للرحلات بعد رفض التحالف المقترح المقدم من الشركة»، مضيفة أنه «من المتوقع أن يتم نشر جدول معدل للرحلات بدل الجدول الذي تم تسريبه»، دون تحديد الفترة الزمنية لإعلانه. واستغربت المصادر سرعة تداول الأخبار والحسم القاطع في أن الشركة ستطلق رحلاتها في غضون يومين، رغم أنه «لا توجد مكاتب ولا إعلانات ولا موظفون للشركة أو مكاتب لطيرانها».
من جهتها، قال مصدر في شركة «اليمنية»، لـ«العربي»، إن الشركة «تتعرض لحرب متعددة الأوجه على المستوى الإعلامي، وفي المطارات العاملة الوحيدة في سيئون وعدن»، موضحاً أن «الحملة تتواطأ فيها شخصيات في الحكومة (حكومة عبد ربه منصور هادي)، وقد اتضح أنها جزء من مؤامرة على شركة اليمنية، تمهيداً لدخول شركة طيران الملكة بلقيس إلى الخدمة».
وأشار المصدر، الذي طلب عدم الكشف عن هويته، إلى أن «الحرب على الشركة بدأت بتسريبات وشائعات إعلامية، ثم انتقلت لفصل جديد بالتوقف عن تزويد مطاري سيئون وعدن بالوقود بهدف إجبار طيران اليمنية على التوقف»، مضيفاً أن «الشركة وفي إطار حرصها على الاستمرار بإيصال المسافرين إلى مطار عدن الدولي، اضطرت لتعبئة الوقود من جيبوتي على الرغم من التكلفة التي يسببها اضطرارها للمرور من جيبوتي».
وكانت «اليمنية» تعرضت لهجوم واسع في وسائل الإعلام، عقب صدور تصريح منسوب لمسؤول في السفارة اليمنية في القاهرة، في يونيو الماضي، يقول فيه إنه «سيتم توقيف جميع رحلات الخطوط الجوية اليمنية من وإلى اليمن، ابتداءً من تاريخ 27 يونيو، وذلك بعد قرار شركة الإيرباص وشركة التأمين بتوقيف الطائرتين المتبقيتين للخطوط الجوية اليمنية، وعدم السماح لهما بالطيران إلا بعد تغيير المحركات نظراً لانتهاء صلاحية محركاتهما».
وفي هذا السياق، أكدت المصادر أن «لدى اليمنية حالياً أربع طائرات، منها طائرتان في الخدمة والأخريان تخضعان للصيانة وستعودان للخدمة في وقت لاحق». واستغربت المصادر ما سمتها «المؤامرة ضد اليمنية»، لافتة إلى أن «اليمنية كانت في الماضي تعمل إلى جانب شركات طيران أخرى خليجية تنقل مسافرين من وإلى اليمن، ولا تحتاج شركة العيسي لاستهداف اليمنية حتى تدخل إلى العمل».
والشركة الجديدة، «بلقيس»، مملوكة لرجل الأعمال، أحمد العيسي، الذي يُعرف بأنه أحد أبرز المقربين من جلال عبد ربه منصور هادي. وفي هذا الإطار، أفصحت المصادر عن وجود «شكوك في تواطؤ مسؤولين في حكومة هادي وأحمد عبيد بن دغر في الحملة الحاصلة التي تستهدف اليمنية، وما سبب ذلك من أزمة للمسافرين».
وكان المسؤول الإعلامي لنقابة موظفي وعمال الخطوط الجوية اليمنية، خالد الحربي، قال إن خبر افتتاح شركة طيران يمنية خاصة «موضوع قديم وليس بجديد»، معتبراً أن تداوله في هذا التوقيت «يجب أن يكون لصالحنا؛ فنحن شركة رائدة وطنية بخبرة عالية وعلينا الإستعداد لأي منافسة سواء بشركات طيران أجنبية أو محلية». وتابع أن «المنشور مع الجدول سيخدمنا؛ لأننا كموظفي طيران لن تدخل عقول أي موظف منا مثل هكذا منشورات… الرحلة يوم 20، واحنا اليوم تاريخ 17 يوليو (أمس الأول)، ركزو متى باعو التذاكر؟ وحجزوا للركاب؟ وأين وكيف تم الحجز؟».
وزاد أن «شركة الطيران تحتاج تصريحاً من الهيئة، فأي هيئة منحتهم التصريح؟»، واستغرب «التسويق للشركة، خصوصاً أنها ما تزال جديدة». ورأى أن الإعلان «سيزيد من سمعة الشركة (اليمنية) إيجاباً حين يأتي تاريخ 20… وما فيش من الخبر خبر، نفس توقف اليمنية عن التشغيل تاريخ 27 يونيو واستمرت التشغيل فكانت صفعة للمرجفين».
وكانت مواقع إخبارية ومواقع تواصل اجتماعي تداولت، أمس، خبر افتتاح «خطوط الملكة بلقيس للطيران»، كشركة طيران يمنية تبدأ تشغيل رحلاتها من تاريخ 20 يوليو برحلة من القاهرة إلى عدن، وستشمل وجهات مجدولة كذلك إلى مطار الملكة علياء الدولي (الأردن)، ومطار الخرطوم الدولي (السودان). وجرى حديث عن وجود فارق كبير بين أسعار تذاكر الشركة وبين أسعار تذاكر «اليمنية». وكان من المستغرب نشر صور طائرات شركة «لوفتهانزا» الألمانية مضمنة في الخبر، في حين نشر البعض صوراً لطيران الشركة مكتوباً عليها «بلقيس» باللغة الإنكليزية بالخطأ.
يُذكر أن طيران «اليمنية» يُعدّ الناقل الوطني الوحيد للمسافرين من وإلى اليمن، إلى جانب شركة خاصة واحدة هي «السعيدة». ويشكو جميع الركاب من ارتفاع خيالي في أسعار تذاكرهما، في الوقت التي يرفض فيه «التحالف» منح أي شركة خاصة أخرى إمكانية فتح خط جديد، للتخفيف من معاناة المسافرين في الداخل والخارج.
صفية مهدي – العربي