هكذا أوصلت حكومة المنفى “الشارع الجنوبي”
المساء برس – خاص/ فشل يتلوه فشل وإخفاق يتلوه آخر، كانت نتائج ما حققته حكومة هادي الموالية للسعودية منذ أن دخلت عدن منذ عامين وحتى الآن، فالخدمات شبه المنعدمة، والأمن المنفلت، وانتشار الجماعات المسلحة هي السمة البارزة في الأحياء والمدن الواقعة تحت سيطرة هادي وحكومته.
مؤخراً تعرضت خطوط الكهرباء لاعتداء تخريبي، حيث عادت “خبطات” الجماعات التخريبية للعمل من جديد، هذا المرة ليس في مأرب كما كان يحدث باستمرار خلال فترة حكم هادي في صنعاء، بل في المحافظة التي يفترض بها أن تكون المحافظة الأكثر أماناً كونها “عاصمة هادي” المفترضة.
هذا العمل التخريبي الجديد من نوعه في عدن أثار جدلاً واسعاً في الشارع الجنوبي وعدن خصوصاً وكشف الحالة التي أصبح عليها المجتمع المحلي من انقسام وتشظي وتبادل للاتهامات.
فبين من يؤيد المجلس الانتقالي وبين معارض له، وبين مؤيد لهادي وحكومته وبين معارض لها، وبين من لا يقف مع هذا أو ذاك ترتسم الصورة الأبرز للحالة التي أوصلت حكومة هادي والموالين للتحالف المجتمع المحلي في المحافظات الجنوبية إليها.
في رصد أجراه “المساء برس” لآراء الشارع الجنوبي يقول الصحفي فتحي بن لزرق – معلقاً على حادثة الاعتداء على خطوط الكهرباء – ” خبطة هكذا لاعاد افتعال ازمات وقود ولا غيره … خبطة ياعالم؟؟ أمر كهذا يجعلنا في مواجهة الاعتراف بإن هنالك حرب “خفية” و”سرية” ضد هذه المدينة وأهلها تستخدم فيها كافة الأسلحة المشروعة للعدو والغير مشروعة”.
المؤيدون لهادي وحكومته يؤكد معظمهم أن أعمال التخريب لا تقف خلفها الحكومة “لانها هي من تدفع الفلوس وتخسر وتتعب.. وتجيب مولدات وميجات وجيجات..محد يرجم بتعبه للهواء” حسب إحدى مؤيدات هادي.
بينما يقول آخر إن مولدات الكهرباء حصلت عليها الحكومة مجاناً ولم تدفع شيئاً و”كلها شحاته وان استلمت مبلغ سرقته او وزعته لاعضائها السرق”.
أحد مؤيدي المجلس الانتقالي والإمارات ويتواجد حالياً في القاهرة يعلق على من يدافعون عن هادي وحكومته بالقول: “هؤلاء نصبتهم الشرعية للدفاع عنها”، فيرد عليه أحد مؤيدي الحكومة بالقول: “قبل أن تتحدث عن الجنوب وعن عدن ارجع إلى بلادك ثم تحدث الأسباب التي أوصلتنا إلى ما نحن فيه.
فيما يرى أحد الرافضين للحكومة والمجلس الانتقالي معاً بأن أوضاع المناطق التي تسيطر عليها قوات التحالف باتت مصدر استرزاق للساسة القابعين خارج البلاد وفي الفنادق ولا يشعرون بما يشعر به المواطن قائلاً: “لا يشعرون بالحمى الذي خلسنا خلس، لا يشعرون بالواقع الذي نعيشه يومياً من خوف وهلع”.
ويرى آخر أن السبب في تدهور المحافظات الجنوبية وعدن خصوصاً بالقول “اخرجو كل المليشيات المناطقية من عدن، كلهم ابين وشبوة الضالع ولحج هؤلاء هم الخراب بعينه حيثما حلو خربت الدنيا”.
وبينما يوجه أحد المواطنين الاتهام إلى مدير أمن عدن شلال شايع، يقفز آخر للرد عليه بالقول: “ايش دخل شلال بالموضوع والله الاعيبكم اصبحت مفضوحة ومكشوفة بمحاربة شلال من اجل ان توجدوا مبرر لاقالته من قبل الحكومة لكن نقول لكم وبملئ الفم شلال باقي باقي باقي سيدوس على كل الرقاب الخاينه والخارجه عن القانون ولايمكن اقالته اطلاقا لان كل شعب الجنوب معه”.
أخيراً يرى أحدهم أن أصل الخراب هو من حزب الإصلاح قائلاً: “حزب الإصلاح الإرهابي هو الغريم الأساسي ان لم يتم حظرهم واقعياً واغلاق كافة مقراتهم ومراقبتهم ومحاكمة كل من ينتمي الى هذا الحزب اللعين وايداعهم السجون لن تنعم عدن خاصة والجنوب عامه بالامن والامان”.
ويقول آخر “الأمر واضح.. في الأمس عيدروس وشلته يهددون في حالة لم يتم تحسين الخدمات. وعندما تم تحسين الخدمات وشاهدو تعاطف شعبي مع المفلحي، ادركو أنهم سجدون أنفسهم خارج المعادلة إذا استمر هذا التحسن لذلك يتوقع منهم القيام بمثل هذه الأعمال التخريبية”.
شخص آخر يتساءل “أين مدير الأمن وبن بريك صاحب الحزام الأمني الذي يقتل الأبرياء على قارعة الطريق وينهب البنوك ويقتحم المنازل”، عدن مدينة جميلة فكيف يتم تسليمها لخونة وقتلة وعملاء امثال شلال وعيدروس وغيرهم من المرتزقة؟ متى سيصحوا شعب الجنوب ليطرد هؤلاء من الحياة السياسية والأمنية ويمنع إرهابهم بحق عدن والجنوب؟”.
باختصار لم تعد النخب السياسية هي من تختلف وتنقسم في آرائها بل حتى المجتمع المحلي بات منقسماً في المحافظات الجنوبية.