داعش في ريف تعز “شرعب” ويحتجز رهائن مدنيين

المساء برس – متابعات/ تُعدّ تعز من أكثر المحافظات اليمنية التي تتواجد فيها الجماعات المرتبطة بتنظيمي «القاعدة» و«الدولة الإسلامية»؛ حيث شهدت مدينة تعز انتشاراً كبيراً وملحوظاً لهذه الجماعات في الآونة الآخيرة، توسع إلى بعض أرياف المدينة، الأمر الذي سيجعل تعز أمام امتحان ربما هو الأصعب في الأيام المقبلة، وسيفتح أمامها أبواب حرب ربما أكثر ضراوة من الحرب التي خاضتها ولا زالت منذ قرابة ثلاثة أعوام. اليوم، تبدو تعز على كف عفريت، خاصة في ظل الإنتشار «المرعب» لهذه التنظيمات الإرهابية، وموجة الإستقطابات السريعة، وانتشار زي التنظيم المتميز بلونه الأسود المشابه تماماً لزي المجاهدين الأفغان، في كافة أنحاء المدينة وبعض أريافها.

وشهدت منطقة الكدف، الواقعة ما بين مديريتي مقبنة وشرعب الرونة، مؤخراً، أول ظهور لخلية إرهابية تنتمي إلى تنظيم «الدولة الإسلامية». وبحسب مصادر مسؤولة في السلطة المحلية بمديرية شرعب الرونة، تحدثت إلى «العربي» مفضلة عدم ذكر اسمها، فإن «أول تواجد لهذه الخلية كان منذ قرابة عام في قرية الكدف الواقعة في مديرية مقبنة، على حدود عزلة الزراري التابعة لمديرية شرعب الرونة في ريف محافظة تعز». وكشفت المصادر أن «زعيم هذه الخلية، المكونة من قرابة أربعة عشر شخصاً، اثنان منهم مصريا الجنسية، وبينهم امرأتان يمنية وأخرى مصرية، هو شخص يدعى بدر صالح عبده حزام، أحد المجاهدين في أفغانستان سابقاً».

وأشارت المصادر إلى أن «أعضاء الخلية يستقطبون أفراداً من سكان القرى التي يتواجدون فيها إلى مسجد القرية، حيث يعاهدهم هؤلاء على السمع والطاعة والائتمار بأمر خليفة المسلمين أبو بكر البغدادي، وهؤلاء المبايعون هم ممن كان قد جرى استهدافهم طوال عام ونصف عام، بإقامة علاقة معهم، وإلقاء محاضرات دينية على مسامعهم». وأضافت المصادر أن «قرية الكدف، التي تعتبر من ضمن قرى منطقة الزراري، تعتبر من أكثر المناطق التي ينتمي عدد كبير من أبنائها لتنظيم القاعدة، أغلبهم شارك في القتال مع التنظيم في أفغانستان سابقاً».

وأفادت المصادر بأن «عدداً من أفراد الخلية، ومنهم المصريون، كانوا يتواجدون في مدينة تعز، وخلال شهر رمضان الفائت تم استقدامهم إلى قرية الكدف، وأصبح لهم موالون وحاضنة، وباتوا قادرين على حشد مقاتلين أكثر، سواء من القرى التي يتواجدون فيها أو من خارجها». ولفتت إلى أن «زعيم الخلية، بدر، هو أحد أعضاء تنظيم القاعدة، الذين تم اعتقالهم بتهمة الإنتماء للقاعدة في المملكة العربية السعودية، وبقي في السجن 4 سنوات، قبل أن يتم تسليمه للسلطات في صنعاء ضمن التنسيق الأمني المشترك، ليظل محتجزاً في الأمن القومي حتى أُطلق في العام 2009م، وكان يسافر من قريته المعروفة بالمقطاطة في منطقة الزراري، ويعود إليها ما بين حين وآخر».

واحتدم الصراع بين عناصر هذه الجماعات المتطرفة وبين أبناء القرى المجاورة في نهاية شهر رمضان الفائت، حيث أقدم عدد من أفراد الخلية على الإعتداء على بعض أفراد القرى المجاورة ممن يحذرون السكان منهم، وقاموا بخطف مدرس ومواطن آخر، الأمر الذي حمل سكان هذه القرى على مهاجمة تلك الجماعات، ومحاولة محاصرتها. وأوضحت مصادر محلية مطلعة، في حديث إلى «العربي»، أن «أفراداً من خلية بدر داهموا قرية جريس إحدى قرى عزلة الزراري، واختطفوا مدرساً ومواطناً أخر، وهو ما جعل أبناء القرية وقرى مجاورة حولها، بعد أن أحسوا بالخطر، يقومون بجمع عدد من المواطنين مع أسلحتهم الشخصية، ويطبقون الحصار على قرية الكدف التي يتواجد فيها المتطرفون».

وبينت المصادر أن «ذلك الهجوم جاء بعد أن تنصلت الجهات الأمنية والوجاهات الإجتماعية ومشائخ المنطقة من المسؤولية، وتهربت من الموضوع»، مؤكدة أن «العناصر الإرهابية هددت أبناء المنطقة بذبح المختطفين إن لم يرفعوا الحصار عنهم، ليتدخل أحد التربويين في المنطقة بالقيام بمهمة الوساطة بين الطرفين، وتم الإتفاق بعد ذلك على أن تطلق الخلية الإرهابية المختطفين، ويرفع أبناء المنطقة الحصار، ولا يتدخل أحد الأطراف بشؤون الآخر».

ويرى مراقبون أن هذا الإنتشار المتسارع للخلايا الإرهابية في مدينة تعز، والتوسع المرعب في أريافها، لم يكن سوى نتيجة لضغف الأجهزة الأمنية، وغياب أجهزة مكافحة الإرهاب، وهو ما يثير مخاوف من مخططات أخرى أكثر خطورة مما هو حاصل اليوم.

العربي

قد يعجبك ايضا