معسكر “ميناء ومدينة المخا” الإماراتي.. تقرير من الداخل

المساء برس – خاص/ الرمح الذهبي هو اسم لعملية حربية أطلقتها قوات التحالف على عملية ما يسمى بتحرير الساحل الغربي لليمن بدءاً بمدينة المخا ومينائها وصولاً إلى ميناء الحديدة وثم التقدم نحو صحراء ميدي بهدف إغلاق الساحل الغربي أمام قوات صنعاء ومنعها من استهداف البوارج الحربية التابعة للتحالف.

شنت قوات التحالف عملية عسكرية برية وبغطاء جوي مكثف حتى تحولت مدينة ذوباب مركز المديرية إلى كتلة من اللهب واستطاع التحالف الذي استعان بقوات سودانية من الدخول إلى المخا والسيطرة على الميناء بعد أن فضلت القوات العسكرية التابعة لتحالف صنعاء الانسحاب من المنطقة إلى أطراف مدينة المخا على المرتفعات الجبلية المطلة على المخا والساحل الغربي والتي تتوزع ما بين محافظتي لحج وتعز.

حاولت قوات التحالف التقدم أكثر باتجاه تعز ولحج ولكنها تعرضت لضربات موجهة كبدتها خسائر فادحة في العتاد والأرواح -بحسب معلومات وسائل إعلام التحالف نفسه – ووفقاً لما عرضته وسائل إعلام موالية لأنصار الله “الحوثيين” من مشاهد خسائر قوات التحالف في المخا.

العمليات الحربية في مديرية المخا خاصة في الأطراف القريبة من باب المندب كمدينة ذوباب وميون والقرى المجاورة دفعت بالأهالي إلى النزوح خارج المدينة، وقالت وسائل إعلام جنوبية حينها إن قوات التحالف ارتكبت جرائم حرب داخل ذوباب، حيث قامت بعمليات قتل و”ذبح” وإخفاء بحق مواطنين محليين كانوا قد رفضوا الخروج من منازلهم وإخلاء المنطقة قبل دخول قوات التحالف، وقالت المصادر حينها أن الاتصالات والكهرباء والإنترنت انقطعت عن المدينة ولم يعد التواصل بالمواطنين المحاصرين في ذوباب ممكناً.

“قاعدة عسكرية يجري إنشاؤها في ذوباب”

وبعد أن أصبحت ذوباب ومدينة المخا وميناءها – المناطق القريبة من الساحل – بيد قوات التحالف وتحديداً القوات الإماراتية، بقيت تلك المناطق مواقع عسكرية يتمركز فيها الإماراتيون والقوات السودانية التي تقاتل تحت إشراف قيادة القوات الإماراتية المتواجدة جنوب اليمن من دون أي سبب يبرر بقاء تلك القوات في المناطق المذكورة.

وتؤكد مصادر محلية لـ”المساء برس” إن القوات الإماراتية تعمل حالياً على ردم ساحل المدينة بالأحجار الكبيرة والتراب تمهيداً لإنشاء قاعدة عسكرية كتلك التي أقيمت في المخا.

“النازحون.. لا أمل للعودة”

ولا يزال السكان المحليون يعانون من بقاء القوات العسكرية للتحالف التي تفرض عمليات تفتيش على المواطنين بالإضافة إلى منع دخول القادمين إلى المخا ممن لا يملكون تصاريح دخول أو هوية تثبت أنهم من أبناء المحافظات الجنوبية.

ويقول أحد أبناء المخا إن معظم المنازل ما تزال تحت سيطرة قوات “التحالف” منذ خمسة أشهر، مؤكداً أنه ما يزال نازحاً في مدينة تعز منذ دخول “الشرعية” المخا، وأنه لا يستطيع العودة إلى منزله كون القوات الإماراتية لم تسمح بذلك حتى الآن، مرجعاً السبب – بحسب ما أخبره أحد عناصر الحزام الأمني بالمخا – أن القوات الإماراتية منعت عودة السكان حتى استقرار المدينة وتأمينها بالكامل وحتى ذلك الحين سيتم إبلاغ كافة المواطنين بالعودة، مشيراً إلى أن هذا الكلام كان قبل خمسة أشهر وحتى اليوم لم يحدث شيء – حد قوله -.

وأدت عملية قوات التحالف للسيطرة على مدينة المخا ومينائها إلى إجبار قرابة الـ(1000) مواطن من السكان المحليين على مغادرة منازلهم والنزوح إلى محافظة تعز والقرى التابعة لمديرية المخا.

المخا “المدينة المعسكر”

بحسب المعلومات التي حصل عليها مراسل “المساء برس” في تعز فإن المدينة وميناءها أصبحتا معسكر تابع للقوات الإماراتية والجنود السودانيين، ويتخذون من منازل المواطنين النازحين أماكن لاستقرارهم بالإضافة إلى إنشاء معسكرات تدريبية داخل المدينة للوحدات العسكرية السودانية التي يديرها ضباط إماراتيون.

كما تشير المعلومات الواردة بخصوص الميناء أن القوات الإماراتية حولته إلى معسكر خاص ومنطقة تحتفظ فيه بمعداتها العسكرية والقطع البحرية الصغيرة، وفقاً لما تحدث به أحد الصيادين من أبناء المنطقة (ع . ح) الذي أكد أن قوات التحالف منعتهم من ممارسة أعمال الصيد بالقرب من الميناء بل وأيضاً منعتهم من العبور من أمامه.

تزايد سخط المواطنين في المخا ضد قوات التحالف وقوات الحزام الأمني التابعين للإمارات لم يعد خافياً، جراء الأوضاع التي وصلت إليها المدينة، بل إن بعضاً من المواطنين بات يجاهر بمديح مقاتلي أنصار الله “الحوثيين” عند المقارنة بين أوضاع المدينة حين كانوا يسيطرون عليها وكيف أصبحت بعد أن دخلتها قوات الشرعية والتحالف.

يضاف إلى ذلك ما بات يعانيه السكان من معاملة سيئة من قبل قوات الحزام الأمني التابعين للقوات الإماراتية من ناحية، وما باتوا يعانوه من حرمان في الخدمات الأساسية على رأسها الكهرباء والمياه وغياب شبه تام للسلطة المحلية.

قد يعجبك ايضا