سياسياً “هذه نتائج مظاهرة المجلس الانتقالي”
المساء برس – خاص/ انتهت مظاهرة أبناء المحافظات الجنوبية المنضوين تحت مظلة “المجلس الانتقالي” بمناسبة الذكرى الـ(23) لما يسميه البعض بذكرى احتلال الجنوب عام 1994م والذكرى العاشرة أيضاً لانطلاق الحراك الجنوبي ضد نظام الرئيس الأسبق علي عبدالله صالح عام 2007م.
وبالرغم من التهويل الإعلامي السابق واللاحق للتظاهرة إلا أنها لم تختلف عن سابقاتها من تظاهرات أبناء المحافظات الجنوبية المطالبة بالاستقلال وتقرير المصير “كالعادة”، ولم تكن هذه المظاهرة – بقدر ما حاولت وسائل إعلام المجلس الانتقالي والحراك – وفقاً للتوقعات التي كان ينتظر نتائجها الجميع.
حيث يرى مراقبون أنها لم تكن إلا مجرد استغلالاً لمناسبة 7/7 لتحريك المياه الراكدة في الشارع الجنوبي والتي فيما يبدو يراد لها أن تبقى راكدة يتم تحريكها وفقاً لإيقاعات وتناغمات الإقليم.
وفي هذه الفعالية برز حدث جديد – نوعاً ما – وهو ما أعلنه رئيس المجلس الانتقالي عيدروس الزبيدي من حظر لحركة الإخوان المسلمين ما يعني أنه من المحتمل أن يتم اعتبار “حزب الإصلاح” تنظيماً سياسياً تابعاً للإخوان المسلمين وبالتالي حظر تواجده في المحافظات الجنوبية.. وأما ما ورد في كلمته من حديث عن وضع المجلس وخطواته المستقبلية فقد سبق وأن تحدث بها مسبقاً في أكثر من فعالية مشابهة وخطاب صحفي واجتماع تنظيمي وفي النهاية بقيت تلك التصريحات مجرد “كلام”.
ومثلما كان متوقعاً أن تحدث صدامات ومشاحنات وربما تفجر للصراع بين الموالين لشرعية هادي وحكومته وبين أنصار الانتقالي في هذه الفعالية أو بعدها، تتجه هذه التوقعات نحو مصير حزب الإصلاح بعد إعلان الزبيدي حظر وجود “الإخوان المسلمين” في محافظات الجنوب، وبحسب مراقبين فإنه مثلما لم يحدث شيء من تلك التوقعات والتكهنات بما سيعقب مظاهرة المجلس الانتقالي، فإنه لن يحدث شيء أيضاً بين حزب الإصلاح والحراك الجنوبي حتى وإن تم اعتبار الحزب تابعاً للإخوان المسلمين وتم حظر وجوده في الجنوب، في الوقت الذي يعتقد مراقبون أن هذا الإجراء “حظر الإخوان” مجرد مغازلة للدول الخليجية المقاطعة لقطر وتناغماً مع أحداث الإقليم، وأن ما سيحدث على أرض الواقع لن يتعدى إغلاق مقرات الحزب في هذه المحافظات لا أكثر، وذلك إذا ما تم اعتبار الإصلاح تابعاً للإخوان.
يرى المراقبون أن هذه المظاهرة أتت لتثبت أن المجلس الانتقالي وقياداته مجرد أوراق ضغط يستخدمها أحد أطراف الإقليم لتهديد الطرف الآخر من ناحية ولضمان حصوله على مغنم في الجنوب يسمح له بالتمدد في نفوذه الإقليمي على حساب جيرانه، بعد انتهاء الحرب وعودة الاستقرار.
أما محافظ عدن الجديد “عبدالعزيز المفلحي” فيحاول أن يبقى طرفاً محايداً ويسعى – بوازع (وظيفي وربما وطني أيضاً) – لمحاولة احتواء الجميع وتمهيد الطريق لإعادة تطبيع الأوضاع، ولهذا فقد أصدر بلاغاً صحفياً وقت انعقاد الفعالية أكد فيه أحقية أبناء المحافظات الجنوبية المشاركة في الفعاليات التي يقيمها الحراك، ولاستعطاف الجنوبيين قال إن إحياء ذكرى 7/7 يأتي تعبيراً عن “المناسبات المأساوية التي مر بها أبناء الجنوب”.