تسوية مرتقبة للأزمة اليمنية.. شخصيتها الجديدة “خالد بحاح”
المساء برس – خاص/ أثارت طريقة استقبال ووصول رئيس الوزراء السابق خالد محفوظ بحاح إلى مطار الريان بالمكلا جنوب اليمن جدلاً واسعاً في الشارع اليمني، حيث استقبلت قيادات عسكرية ومدنية بمحافظة حضرموت وصول بحاح الذي نقلته طائرة خاصة من الإمارات إلى حضرموت ووصل وسط حراسة أمنية شبه مشددة.
ووصف بعض المراقبون استقبال بحاح بهذا الشكل أنه استقبال لا يليق إلا بمسؤول كبير لا يقل عن درجة رئيس وزراء، معتبرين في الوقت ذاته أن وصوله إلى مطار الريان بالمكلا رسالة أراد التحالف “الإمارات” إرسالها لجميع الأطراف بأن ثمة دور قد يلعبه الرجل خلال الأيام المقبلة، غير مستبعدين أن يتعلق هذا الدور بحضرموت وقوات النخبة الحضرمية المحسوبة على الإمارات.
في السياق توقعت مصادر سياسية رفيعة في عدن في تصريح لـ”المساء برس” إن عودة بحاح سيعقبها إعلان إقليم حضرموت ضمن دولة اتحادية يمنية قد يكون بحاح هو الخيار المتفق عليه لقيادتها، لافتة إلى وجود اتفاق مبدئي بين الرياض وأبوظبي على بقاء اليمن موحدة مع تقسيمها إلى أقاليم.
في الوقت ذاته ربطت مصادر سياسية في صنعاء عودة بحاح إلى حضرموت ببدء قوات التحالف التابعة للإمارات في عدن بسحب القوات العسكرية منها والاكتفاء ببقاء وحدات أمنية رمزية في المدينة التي تشهد انتشاراً واسعاً للمسلحين غير النضاميين.
وفيما سربت مصادر جنوب اليمن أن القوات العسكرية التي سيتم سحبها من داخل عدن سيتم توجيهها إلى المخا لإحكام السيطرة عليها، اعتبرت مصادر “صنعاء” أن هذا الإجراء يؤكد التوقعات بشأن إبقاء اليمن موحداً مع إعادة تقسيمه إلى أقاليم، وأن إحكام السيطرة على المخا بالقوة العسكرية يأتي في إطار التمهيد لضم المخا إلى عدن لضمان إبقاء السيطرة على باب المندب ضمن اختصاصات والنطاق الجغرافي للإقليم في عدن، الذي سيكون خاضعاً بشكل أو بآخر لدولة الإمارات.
وقالت المصادر السياسية إن الرياض لا يقلقها إبقاء المخا ضمن المحافظات الشمالية من عدمه من جهة، ولا سيطرة الإمارات على الموانئ اليمنية وباب المندب من جهة ثانية، بقدر ما يشغل بالها المكاسب الجيوسياسية التي ستحققها في حال انتهاء الحرب على اليمن، وعدم تصادم هذه المصالح والمكاسب مع المصالح الإماراتية التي تسعى لتحقيقها في أسرع وقت وبأكبر قدر ممكن مستغلة في ذلك دعم واشنطن القوي لها في المنطقة وفي اليمن تحديداً.
وتسعى دولة الإمارات منذ مشاركتها في العمليات العسكرية ضد اليمن إلى إحكام سيطرتها على الموانئ والسواحل اليمنية والجزر اليمنية المتحكمة بباب المندب وإبقاءها تحت السيطرة والسيادة الإماراتية، وتقف خلف هذا التوجه الولايات المتحدة الأمريكية بشكل مباشر، فيما تسعى السعودية إلى تحقيق حلمها القديم في مد أنبوب نفطي لها عبر اليمن يصل إلى البحر العربي من دون أن تضطر إلى دفع الأموال مقابل هذه الخدمة، أما شمالاً فتسعى السعودية إلى إبقاء هيمنتها على القرار اليمني وتحكمها بالسلطة في الشمال لضمان عدم نشوء أي تهديدات قد تطال حدودها الجنوبية التي لا زالت محط خلاف بشأن تبعيتها لليمن أو للسعودية.