الأزمة بين حزب الإصلاح والسعودية تتصاعد إلى العلن
المساء برس – خاص/ في مؤشر خطير على تصاعد الأزمة السياسية بين حزب الإصلاح اليمني والسعودية التي ظهرت مؤخراً جراء الأحداث التي عصفت بدول الخليج، هاجم حزب الإصلاح عبر منبره الإعلامي الرسمي والناطق باسم الحزب موقع “الصحوة نت” وسائل الإعلام السعودية وهددها بمقاضاتها قانونياً بسبب ما تنشره شائعات وافتراءات “كالها إعلاميون ووسائل إعلام ضد الإصلاح خلال الفترة الماضية” وفقاً لتصريح مصدر مسؤول في الأمانة العامة للحزب.
مصدر الأمانة العامة للتجمع اليمني للإصلاح لم يسمِ الوسائل الإعلامية بالاسم كما لم يشرِ إلى أنها سعودية من عدمه، لكن من صياغة الخبر فقد بدا واضحاً أن المقصود والمستهدف منه هو الرد على إعلام السعودية الذي بدأ يشن هجوماً على الإصلاح منذ انحياز أعضاء بارزين في الحزب إلى جانب دولة قطر، عقب الأزمة الخليجية.
ورغم أن الإصلاح أصدر على استحياء بياناً أيد وأكد وقوفه مع السعودية والإمارات وألمح إلى احتفاظه بالعلاقات مع السعودية، إلا أن السعودية وفيما يبدو من إعلامها أنها ماضية نحو قطع العلاقات الودية وإنهاء تحالفها مع الإصلاح الذي استمر لأكثر من أربعة عقود.
وفي عبارة فسرت حالة السخط الإصلاحي على وسائل الإعلام السعودية قال المصدر إن الأمانة العامة آثرت الصمت ولا تريد أن تريد على حملة التشويه التي تستهدف الحزب ومبادئه ومواقفه احتراماً للشهر الفضيل، وقالت أنها ستكتفي بالقول “اللهم إني صائم”، حيث أورد الخبر حديث الرسول صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم “إذا كان يوم صوم أحدكم فلا يرفث ولا يفسق فإن سابه أحد أو قاتله فليقل إني صائم”.
وفي رسالة ضمنية أراد الإصلاح أن يوصلها للنظام السعودي الذي بدأ بمضايقة عناصره المتواجدة والمقيمة على أراضيه منذ أكثر من عامين قال الحزب على لسان مصدر الأمانة العامة “إننا حرصنا على عدم الدخول في الردود والخوض في المهاترات الإعلامية حتى نفوت الفرصة على الذين أرادوا بهذه الحملة الإعلامية الممنهجة أن يصرفوا اليمنيين عن معركتهم الرئيسية المتمثلة في مواجهة الإنقلاب واستعادة الدولة”.
ومن المعروف لدى السياسة الإعلامية للإصلاح أنه حين يريد النيل من جهة ما بشكل غير مباشر فإنه يعمد إلى استخدام وسائل الإعلامية الموازية، أما أن يستخدم تصريحاً باسم الأمانة العامة له وينشره عبر موقعه الرسمي فهذا يعني أن الأزمة بينه وبين السعودية قد تصاعدت بشكل كبير مؤخراً وأن الهجوم الذي تشنه وسائل الإعلام السعودية ضد الحزب بات مكثفاً وكبيراً لدرجة أنها مسألة باتت تحرج الحزب أمام عناصر ومؤيديه وبقية الأحزاب السياسية الأخرى المؤيدة لشرعية هادي، وهو الأمر الذي لم يعد بإمكان الحزب الوقوف أمامه صامتاً.
ولا يستبعد مراقبون أن يكون التصعيد الإعلامي للإصلاح ضد السعودية – وإن بشكل غير مباشر – أن لا يأتي للرد على الهجوم الإعلامي المضاد من الإعلام السعودي فقط، بل قد يكون هذا التصعيد يأتي في إطار التعبير عن الانزعاج الذي بدأت تشعر به عناصر وقيادات الحزب المتواجدة داخل الأراضي السعودية، وربما أن الأخيرة بدأت بممارسات استفزازية ومضايقات تجاه إصلاحيي الشرعية تمهيداً لقطع العلاقة معهم نهائياً.