عن تصريحات “أحمد علي” الأخيرة: هل تسعى الإمارات لتقديمه كبطل يمني
المساء برس – خاص – المحرر السياسي/ أثارت تصريحات العميد أحمد علي عبدالله صالح السفير السابق لليمن لدى أبوظبي جدلاً واسعاً في أوساط الشارع اليمني في الشمال والجنوب، بل إن هذا الجدل تجاوز اليمن ليصل الرياض وقطر، حيث طالب محللون سياسيون سعوديون من أبوظبي منع علي عبدالله صالح من الإدلاء بأي تصريحات داخل أراضيها، في حين خصصت قناة الجزيرة القطرية مساحة واسعة في فقرتها الإخبارية المخصصة للأوضاع في اليمن لمناقشة تصريحات نجل صالح وردود المحللين السعوديين عليها.
وكان نجل الرئيس الأسبق قد أبلغ القيادي في حزب المؤتمر ياسر العواضي في اتصال هاتفي أن يبلغ عنه رسالة لعناصر حزب المؤتمر وحلفاءهم وهي حثهم على المزيد من الثبات والصمود في وجه العدوان.
وبحسب “المؤتمر نت” فإن أحمد علي كشف للعواضي خلال المكالمة تلقيه عدة عروض مغرية قدمها “تحالف العدوان” مقابل الانضمام لهم وتخليه عن مبادئه وثوابته الوطنية، لكنه رفض كل تلك العروض مؤكداً رفضه أي وصاية على اليمن أو الانخراط في أي خيانة للوطن.
يقول متابعون أن الإمارات تسعى لفرض عودة أحمد علي عبدالله صالح إلى اليمن وتقديمه كفاعل رئيسي في المشهد السياسي اليمني القادم نظراً لدرجة التقارب والتوافق فيما بين حزب المؤتمر وأبوظبي، وكون الأخيرة ترى أن المكون السياسي الأقرب إليها في اليمن خصوصاً شمالاً هو حزب المؤتمر، وربما قد يكون المؤتمر هو الحليف الأبرز الذي من خلاله ستتمكن الإمارات من الحفاظ على مصالحها في اليمن بعد توقف الحرب، من وجهة نظر إماراتية.
وعن دعوة نجل صالح الأخيرة لأنصار المؤتمر وحلفاءهم من “أنصار الله” يرى مراقبون في صنعاء أن الإمارات دفعت عبر صالح بالقيام بهذه الحركة بهدف خلق رأي عام يمني وخصوصاً في الشمال بمدى وطنية الرجل الشاب وتمسكه بوطنه ورفضه الخضوع والرضوخ للضغوط التي تمارس عليه للقبول بعروض مغرية ربما تضمن له مستقبلاً سياسياً بارزاً في اليمن، ويوضح المراقبون أكثر بأن هذه الحركة هدفها تقديم أحمد علي كبطل يمني مقاوم للعدوان ليس للشعب اليمني بأكمله ولا لحزب المؤتمر بل لحليف المؤتمر الرئيسي “أنصار الله”.
ويبرر المراقبون ذلك بأن ضمان وجود ارتياح من قبل أنصار الله لأحمد علي عبدالله صالح يعني أن هذا الارتياح قد يتحول إلى تأييد له في حال تم تقديم الرجل كشخص متوافق عليه لإدارة المرحلة المقبلة.
وفيما تبقى تصريحات المراقبين التي رصدها “المساء برس” مجرد توقعات قد تكون صائبة وقد تكون خاطئة، يذهب آخرون إلى القول بأن ثمة اتفاق بين المؤتمر وأبوظبي يقضي هذا الاتفاق بالتحالف مع الإمارات عبر التخلي عن حليفه “أنصار الله” وغض الطرف عن الجنوب مقابل عودة المؤتمر إلى الحكم في شمال اليمن فقط، فيما يبقى الجنوب خارج الحسابات – على الأقل مؤقتاً – وهو ما يرفضه المؤتمر حتى الآن، حيث يستبعد المراقبون أن يقبل صالح وقيادات المؤتمر بالتضحية بأكبر منجز تاريخي حققه صالح خلال فترة حكمة وهو الوحدة اليمنية عام 90م، أما عن مسألة تخلي المؤتمر عن أنصار الله فيراها المراقبون أنها مسألة مستحيلة الحدوث، ليس لكون ذلك أمراً متعلقاً بالمبادئ والتمسك بها بالنسبة للمؤتمر بل لأن صالح نفسه بات يدرك أن حركة أنصار الله اليوم لم تعد كما كانت قبل عامين ونصف من الآن، بدليل فشل بعض التمردات هنا أو هناك لقيادات قبلية ومدنية محسوبة على المؤتمر وتمكن أنصار الله وأجهزتهم الأمنية المعروفة وغير المعروفة من احتواء أي تمردات “استفزازات” خلال ساعات معدودة، وليست حادثة الشيخ و”الضابط” مختار القشيي ببعيدة عن هذا الحديث.