تصعيد خطير: تحضيرات لإعلان مرحلة انتقالية تسبق استقلال الجنوب
المساء برس – خاص/ في هدوء تام تعمل الإمارات ومعها حلفاؤها في اليمن من الجنوبيين على الدفع قدماً نحو فصل اليمن شماله عن جنوبه، مستغلة انشغال الإقليم بالأحداث التي تعصف بالمنطقة.
وعلى نار هادئة تجري طبخة إماراتية جنوبية – كما يرى محللون – للدفع بإعلان الانفصال، حيث تعتزم قيادات المجلس الانتقالي الجنوبي المعلن عقد اجتماع لهيئة رئاسة المجلس خلال الأيام القليلة القادمة في المكلا عاصمة محافظة حضرموت جنوب اليمن بهدف وضع اللبنات الرئيسية للنظام الأساسي والدستور الذي سيحكم عمل المجلس الانتقالي خلال المرحلة الانتقالية تمهيداً لإعلان الاستقلال التام عن شمال اليمن.
ووفقاً لما أعلنه عضو هيئة رئاسة المجلس أحمد بامعلم، فإن الاجتماع يأتي ترجمة للزيارات الخارجية التي وصفها بـ”الناجحة” التي قامت بها رئاسة المجلس إلى عدد من الدول الإقليمية والأوروبية خلال الأسبوعين الماضيين.
ويضيف بامعلم إن الاجتماع سيتطرق إلى الإجراءات والاليات لاستكمال تشكيل هيئات المجلس الإنتقالي الجنوبي، وتوزيع المهام بين أعضاء هيئة الرئاسة، بالإضافة إلى إقرار رؤية المجلس ونظامه النظام الأساسي، واللذين سيكونان حسب قوله “بمثابة دستور للجنوب العربي للتعامل بهما على كافة الأصعدة المحلية والخارجية في المرحلة الحالية”.
وفي إشارة خطيرة تنذر بتصعيد الوضع بشأن أهم الملفات التي قد تفجر الموقف بين المجلس والحكومة الشرعية قال با معلم إن المجلس عقب اجتماع المكلا سيعمل على إدارة كافة ملفات الخدمات في الجنوب كالكهرباء والمياه والاتصالات والنفط والجمارك والضرائب وكافة الموارد المالية، “بعيداً عن حكومتي علي عبد الله صالح في صنعاء وعلي محسن الأحمر في مأرب” حسب البيان الصادر عنه.
وجاء في البيان أيضاً إن هيئات المجلس الانتقالي ستتعامل مع ملف الخدمات وفقاً للنظام الأساسي والدستور “الذي سنيسير عليه في المرحلة الإنتقالية في الجنوب العربي، قبل إعلان الإستقلال التام عن اليمن، ثم تسليم الراية لشعب الجنوب في اختيار رئاسته وإقرار دستوره من قبل هيئات مجلس الشعب، التي ستوضع لها في المرحلة الإنتقالية لبناتها لتكون جاهزة لما بعد الإستقلال”.
ووفقاً لما توقعه مراقبون عن سعي الإمارات إلى جعل جنوب اليمن دولة مستقلة على شكل أقاليم، يأتي با معلم يؤكد تلك التوقعات بقوله إن “دولة الجنوب العربي سيكون شكلها فيدرالياً، ستحكم كل محافظة نفسها بنفسها، على أن تسخر كل محافظة ثرواتها ومواردها في إحداث نهضة وتنمية مستدامة ترتقي بأبنائها”.
وتحذر مصادر سياسية من خطورة تسارع الإجراءات التي تتخذها الإمارات بشأن المحافظات الجنوبية والتي فيما يبدو أنها قد حصلت على ضوء أخضر من واشنطن وبريطانيا للسير في استراتيجيتها في اليمن والإقليم التي تهدف إلى تفتيت المنطقة برمتها.
وتأتي تصريحات با معلم بعد يوم واحد من تهديدات علنية أطلقها محافظ حضرموت اللواء احمد سعيد بن بريك وجهها لشرعية هادي بإيقاف ضخ النفط والغاز من محافظته التي تصدرها حقول المسيلة النفطية، بحجة عدم إيفاء الشرعية بالتزاماتها تجاه المحافظة، وقال بن بريك في حوار مع إذاعة المكلا المحلية الرسمية “سنضطر لإغلاق البوزبوز (الحنفية)”.
واعتبر مراقبون تصريحات بن بريك التي تأتي بعد يوم واحد من عودته من أبوظبي، اعتبروها تهديدات إماراتية علنية للرئيس المنتهية ولايته عبدربه منصور هادي وشرعيته، ومؤشراً خطيراً ينبئ بتصعيد إماراتي جنوبي قد يقلب الطاولة السياسية في اليمن رأساً على عقب.