ابتزاز إماراتي للشرعية وتهديدات بإيقاف نفط حضرموت
المساء برس – خاص/ هدد محافظ محافظة حضرموت احمد سعيد بن بريك اليوم الحكومة الشرعية بإيقاف ضخ نفط وغاز حضرموت التي تنتجها حقول المسيلة النفطية، مرجعاً السبب إلى عدم إيفاء الحكومة اليمنية بالتزاماتها التي قطعتها للمحافظة.
بن بريك قال بلهجة تهديدة في حوار صحفي أجرته إذاعة المكلا المحلية الحكومية “سنضطر لاتخاذ تدابير مؤلمة جداً للحكومة وللقيادة بشكل عام تتعلق بانتزاع مطالبنا وحقوق أبناء حضرموت وتلبية احتياجاتهم وتأمين الكهرباء وتوفير الوقود والمشتقات النفطية وتأمين التعليم”، الأمر الذي اعتبره مراقبون مؤشراً لتوجه بن بريك بدفع من الإمارات إلى إيقاف ضخ النفط في المحافظة خصوصاً وأنه أورد في حواره جملة “سنضطر إلى إغلاق البزبوز (الحنفية)”.
بالإضافة إلى ذلك تعمّد بن بريك تكرار تهديده أكثر من مرة حيث قال في حواره “أكرر المطالبة بالإيفاء بالالتزام والحقوق تجاه حضرموت حتى لا يدفعونا إلى اتخاذ تدابير وإجراءات تكون سبباً لتفجير مشكلة بيننا وبين السلطة” مضيفاً: “لسنا بحاجة لتحمل هذا الكلام ولا لخلق هذه المشكلة لكن لا يعتبرونا عبطاء – أي ساذجين – وهم شطّار”.
كما هدد المحافظ بنقل شكوى السلطة المحلية ضد حكومة الرئيس المنتهية ولايته عبد ربه منصور هادي، إلى الأمم المتحدة واللجنة الثلاثية المشكلة من التحالف في الرياض، في إشارة إلى وجود ضوء أخضر من الأمم المتحدة للتعاطف مع حضرموت في حال قررت تصعيد الصراع مع شرعية هادي وعدم الاعتراف بها وفقاً لرغبات إماراتية كما يرى المراقبون.
وتأتي تصريحات بن بريك الجديدة بعد يوم واحد من عودته من دولة الإمارات التي أقام فيها لمدة والتقى خلالها بولي عهد أبوظبي ووزير الدفاع بعد أن عاد من القاهرة التي التقى فيها قيادات من الحراك الجنوبي وأجرى اجتماعات سرية بهم حسب مصادر خاصة في حضرموت.
وفيما اعتبرها مراقبون أنها فرصة أعطاها بن بريك للشرعية قال مؤكداً “الأيام القادمة كفيلة لحل هذا الموضوع ما لم سنتخذ قرارات نطلب فيها وحدة أبنائنا واحتضان قراراتهم ليأخذوا استحقاقاتهم كاملة”.
وعن التزامات الحكومة قال بن بريك إن الشرعية التزمت بمنح المحافظة نسبة من عائدات النفط تقدر بـ30%، وانه وفقا لهذا الالتزام تقدر مديونية الحكومة للسلطة المحلية بحوالي 156 مليون دولار، وان ما تم تصديره من نفط يقدر بحوالي 780 مليون دولار، وقال أيضاً: “أنا أقولها صراحة يريدوا يفشلونا ويدخلونا في دائرة دوامة عدن ولهذا فأننا لجأنا لدولة الأمارات العربية المتحدة الشقيقة وإن شاء الله خلال أسبوع ستأتي كمية من الدعم كمديونية لتوفير وقود (المازوت والديزل) للمولدات لاستقرار الخدمة”، لافتاً إلى أنه تلقى وعوداً من ولي عهد أبوظبي محمد بن زايد بعدم التخلي عن حضرموت حتى الممات، معلقاً على ذلك بالقول “كلام من شخصية بهذا الحجم يعتبر لنا الشيء الكثير، وخلال الأسابيع القادمة ستلحظون الكثير من الأشياء التي ستنفذ على الأرض والواقع”.
وتعد تصريحات بن بريك من وجهة نظر سياسيين أنها تهديدات إماراتية للشرعية ومؤشرات خطيرة بشأن الصراع الإماراتي على حضرموت ففي الوقت الذي تسعى فيه أبوظبي إلى إحكام سيطرتها على المحافظة الغنية بالنفط والغاز تسعى الرياض إلى دعم حلفائها من حزب الإصلاح لعرقلة أي توجهات إماراتية من خلال دعم ونشر متطرفين مسلحين منتمين لتنظيمات إرهابية في مديريات المحافظة التي شهدت خلال الفترة الماضية تزايداً في تنفيذ عمليات إرهابية واغتيالات.