رمضان في اليمن.. سنة ثالثة صوم وحرب
المساء برس – خاص/ تحل الذكرى الثالثة للصيام والحرب في آن واحد على الشعب اليمني الذي أنهكته الأوضاع المعيشية الصعبة جراء الحصار والحرب التي فُرضت عليه على المستويين الداخلي والخارجي.
ولم يعد اليمنيون يبحثون عن الكماليات التي تحسن من مستوى معيشتهم في معظم المناطق اليمنية جراء انقطاع الرواتب وتدهور سعر العملة التي أثرت بشكل كبير على الاقتصاد اليمني وعلى القدرة الشرائية التي طال تأثيرها على المواطنين ذات المستوى المتوسط وفوق المتوسط، ولعل أزمة الرواتب المنقطعة منذ 9 أشهر هي ما جعلت رمضان في اليمن هذا العام من شهري الصيام في العامين السابقين.
ولعل الوضع في مختلف المحافظات اليمنية بالنسبة للوضع المعيشي للمواطن اليمني متشابه، إلا فيما يخص الوضع الأمني الذي يتباين من محافظة لأخرى.
ففي عدن وحضرموت تعيش الأسر رمضانها الثالث في ظل انقطاع الكهرباء وغياب للسلطات التي نأت بنفسها عن الخوض في مشاكل المواطنين واحتياجاتهم واكتفت الشرعية فقط بإرسال رئيس وزرائها ومحافظ عدن إلى المدينة لافتتاح مشروع الطاقة الحكومية المشتراة بقدرة 100 ميجا وات التي لم تدخل الخدمة بعد، مع ورود أنباء عن مغادرة الحكومة ورئيسها والمحافظ عقب قص الشريط بساعات.
بالإضافة إلى ذلك لا تزال عدن تعيش فراغاً أمنياً وسلطوياً حيث تتوزع الجماعات المسلحة غير النظامية والتابعة للحزام الأمني السيطرة على أحياء عدن في ظل غياب كامل للسلطات الرسمية المعنية بالأمر، يضاف إلى ذلك انتشار أعمال السلب والنهب والتقطع وأعمالاً تخريبية أخرى تهدد السلم المجتمعي وتقيد ضد مجهول.
وفي تعز يختلف الوضع كثيراً عن بقية المحافظات اليمنية حيث تعيش المدينة حالة أشبه بتلك التي عاشتها الأسر التي وقعت تحت حكم تنظيم الدولة الإسلامية (داعش) في العراق، حيث تسود الجماعات المسلحة الجهادية المحسوبة على تنظيم القاعدة، ووحدها المتصدرة للمشهد داخل المدينة في ظل غياب كلي للسلطة المحلية والأجهزة الأمنية الرسمية، ولم يعد هذا الوضع في تعز خافياً بل أصبح أمراً واقعاً.
في المناطق الشمالية من اليمن الواقعة تحت سيطرة السلطات التابعة لحكومة الإنقاذ الوطني فالأمر مختلف نسبياً من الناحية الأمنية، حيث استطاعت الأجهزة الأمنية النظامية بسط سيطرتها على المناطق الواقعة ضمن سلطة أنصار الله والمؤتمر واستطاعت أن تقضي بشكل كبير على الخلايا الإرهابية، بالإضافة إلى ذلك فإن نظام الدولة لا يزال قائماً في العاصمة صنعاء وتمارس السلطات مهامها بشكل طبيعي حتى مع انعدام الرواتب.
العامل المشترك بين المواطنين التابعين لسلطة حكومة الإنقاذ وأولئك التابعين لسلطة الحكومة الشرعية هو انعدام الرواتب وتدهور الوضع المعيشي، ومع ذلك تظل السمات الاجتماعية المتمثلة بالتعاون والتآخي وتلمس احتياجات الفقراء هي الطاغية على الوضع الحالي.
ويرى مراقبون أن ما يزيد الوضع تعقيداً هو انعدام الامل تجاه أي تحرك سياسي لحل الأزمة اليمنية، وإنهاء الحصار والقصف الجوي، بدليل عجز الأمم المتحدة عن فرض حل نهائي للحصار المفروض على اليمن من خلال فتح مطار صنعاء أمام الرحلات التجارية والإنسانية والمدنية وعجز المبعوث الأممي إلى اليمن إقناع الأطراف بالجلوس على طاولة مفاوضات جديدة لا يرى فيها أطراف صنعاء حلاً جذرياً لإنهاء الحرب لعدم إشراك السعودية في حوار مباشر معها من جهة ولعدم قدرة الأمم المتحدة على فرض إنهاء الحصار وإعادة فتح مطار صنعاء.