مونيتور : السعودية تسعى إلى ضم حضرموت وعدن ترقد على برميل بارود
المساء برس : العربي
توقف موقع «المونيتور» عند الحفاوة البالغة التي حظي بها الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، إبان زيارته للمملكة العربية السعودية التي «أغدقت عليه بالمراسم الإحتفالية والأوسمة»، في سياق «يخدم حاجة إدارته المثقلة بالفضائح لحرف الأنظار بعيداً عن أخطائه الذاتية»، ويفيد السعوديين كذلك في «حرف الأنظار عن حماقاتهم، بخاصة ذلك المستنقع المكلف، وعديم الأفق، الذي أوجدوه في اليمن»، وإن كان مشهد فرش السجاد الأحمر لرئيس أمريكي قادم إلى الرياض «ليس بجديد»، خصوصاً وأن ميدالية الملك عبد العزيز التي قدمت لترامب، سبق ونالها الرئيسان جورج بوش الإبن، وباراك أوباما.
وتعليقاً على الأجواء الإحتفالية الواضحة بزيارة ترامب إلى العاصمة السعودية، رأى المقال الذي أعده بروس ريدل، أن السعوديين «أرادوا إظهار آمالهم الكبيرة التي يعلقونها على إدارة ترامب»، كنوع من التعويض عن خيبتهم من إدارتي سلفيه بوش، وأوباما، مشدداً على قناعتهم بأن «تملّق» الزائر الأمريكي سيعود عليهم بـ«منافع»، خصوصاً إذا كان مرادهم تدشين «نهج أكثر عدوانية لمحاربة عدوهم الإيراني». وتابع الكاتب: «بطبيعة الحال، فإن القيادة السعودية ليست في وارد محاربة إيران، بالجنود السعوديين. فتلك هي وظيفة الأمريكيين».
وأضاف ريدل أن انعقاد القمم الثلاث بين الرئيس الأمريكي وعدد من زعماء الدول العربية والإسلامية، أتاح الفرصة للملك السعودي، سلمان بن عبد العزيز، لإثبات مكانته كـ«حاكم فعلي»، و«لإثبات قدرة السعودية على حشد التأييد» لسياساتها في سائر أرجاء العالم الإسلامي «السني»، وذلك بالنظر إلى ما تتمتع به المملكة من مقدرات مادية، تستند إلى «عقود من تقديم الهبات المالية» لتلك الدول، ومكانة روحية، تستند على «بناء شبكة واسعة من المساجد، وغيرها من المؤسسات» فيها، فضلاً عن احتضانها للمقدسات الإسلامية في مكة، والمدينة المنورة.
وبالنظر إلى حجم الإتفاقات العسكرية والإقتصادية الكبيرة التي تم التوقيع عليها بين واشنطن والرياض خلال الزيارة، والتي يرقى كثير منها إلى أن يكون بمثابة «إعلان نوايا» أكثر منها «عقوداً نهائية»، التفت ريدل إلى أنه، وعلى ضوء انخفاض أسعار النفط «من غير الواضح كيف سيتولى السعوديون تسديد قيمتها». وإذا كان خطاب ترامب «العام»، و«المصاغ بعناية»، مع «تركيز على إدانة طهران»، و«الإرهاب»، قد «أطرب آذان العاهل السعودي»، فإن ملفات «حقوق الإنسان»، و«المساواة بين الجنسين» داخل المملكة العربية السعودية «لم تحظ إلا بقدر ضئيل من الإهتمام».
وفي ما يتعلق بحرب اليمن، التي وعد «النجل المفضّل» للملك السعودي، محمد بن سلمان، قبل 25 شهراً بحسمها، فقد أوضح ريدل أن الوضع الميداني «ما زال في حالة مراوحة»، شارحاً أن أحجام الرياض عن الزج بجنودها في الميدان اليمني يعود إلى «خشيتها من الإحراج، إذا ما تبين ضعف أدائهم» في الحرب، وإن كان سلاح الجو السعودي قد برهن عن أداء «فاق التوقعات». كذلك أشار الكاتب إلى «الدلائل المتزايدة بشأن انقسام التحالف الذي أنشأته السعودية» لخوض الحرب في اليمن، لافتاً إلى الخلاف بين «حكومة هادي، التي تسعى إلى السيطرة على مطار عدن»، و«المليشيات المدعومة من الإمارات العربية المتحدة» التي تسيطر عليه، مع الأخذ بعين الإعتبار فشل السعودية، الداعمة لهادي، في انتزاع السيطرة على المطار المذكور عبر قوات استقدمتها من السودان. واختصر الكاتب واقع معسكر «التحالف» في عدن بالقول إن «المواجهة المتوترة بين الفصائل المتناحرة يجعل المدينة ترقد على برميل بارود». أما في حضرموت، مسقط رأس أسامة بن لادن، فالمشهد لا يقل احتداماً حيث «تقوم كل من الرياض وأبو ظبي بدعم القبائل المتصارعة»، خصوصاً وأن المنطقة تحتل أهمية تاريخية بالنسبة للعائلة الحاكمة في الرياض، التي «تطمح للسيطرة عليها من القرن الثامن عشر، باعتبارها مدخلاً مباشراً إلى المحيط الهندي»، فيما تمثل «نقطة تمركز للقوات الإماراتية (جل عناصرها من المرتزقة) في مواجهة تنظيم القاعدة».
وأضاف ريدل أن الرئيس هادي بات محور الخلاف السعودي- الإماراتي، على ضوء «الخيبة» التي تشعر بها أبو ظبي من الرجل. وبحسب الكاتب، فإن «الخطة السعودية للفوز في اليمن، تعتمد على أن ينجح وكلاؤها في السيطرة على الحديدة»، في حين أن الإمارات العربية المتحدة «لا تبدي حماسة» لمعركة السيطرة على الميناء الواقع على البحر الأحمر. أما إدارة ترامب، فهي الطرف المنوط به «تقرير ما إذا كان يجب خوض معركة الحديدة». وفي هذا الإطار، لحظ الكاتب «عدم تركيز» الرئيس الأمريكي في خطابه على «الدور الإيراني» في اليمن، و«الكارثة الإنسانية» هناك «خلافاً لسلمان».
وفي الختام، شدّد الكاتب على أن «المجهود الحربي السعودي يعتمد على الدعم الأمريكي»، مشيراً إلى «المعارضة المتزايدة من قبل الكونغرس» لمنح الملك السعودي ونجله «شيكاً على بياض» بخصوص حرب اليمن، مضيفاً أن «الحصول على موافقة الكونغرس لتمرير صفقات الأسلحة يزداد صعوبة مع تزايد معاناة اليمنيين سوءاً يوماً بعد يوم». إلى ذلك، وعلى ضوء اعتبار الرئيس ترامب رئيساً «لا يمكن التنبؤ بتصرفاته»، اعتبر الكاتب أن «الخطر طويل الأمد» على السعودية، يتمظهر من خلال «ربط مصيرهم به»، وليس أي شيء آخر.