مليونية عدن قد تنهي الأزمة اليمنية.. الكرة في ملعب الجنوب
المساء برس – خاص/ توافد الآلاف من أبناء المحافظات الجنوبية إلى ساحة الحرية “العروض سابقاً” بخور مكسر في عدن جنوب اليمن قادمين من عدة محافظات جنوبية للمشاركة في مليونية 21 مايو المؤيدة لتشكيل المجلس الانتقالي الجنوبي تلبية لدعوة من رئاسة المجلس.
وطالب المحتشدون الذين رفعوا أعلام دولة الجنوب باستعادة ما أسموها “دولتهم الجنوبية”، ورفعوا لافتات تؤيد تشكيل المجلس الانتقالي الجنوبي وشعارات داعمة للواء عيدروس الزبيدي رئيس المجلس.
وخلال الاحتشاد ألقيت كلمة باسم هيئة رئاسة المجلس أكدت على أن “المجلس الانتقالي الجنوبي الذي يستمد شرعيته بتمثيل القضية الجنوبية في المحافل الداخلية والخارجية من الجماهير المحتشدة” سيلتزم بأهداف ثورة “شعب الجنوب العربي ومقاومته الوطنية المتمثلة في استكمال مهام التحرير والاستقلال وبناء دولته الفدرالية المستقلة كاملة السيادة”.
وأكدت كلمة المجلس أن أمن الجنوب يشكل الجزء الأهم في منظومة الأمن والاستقرار الاستراتيجي لدول المنطقة والعالم، وأشارت إلى أن المجلس جزء من التحالف الذي تقوده السعودية.
ولم تخلُ الكلمة من الإشارة إلى ما وصفته هيئة رئاسة المجلس بالدور المتميز لدولة الإمارات في تهيئة المنظومة الأمنية والعسكرية لمكافحة الإرهاب وتثبيت الأمن والاستقرار في محافظظات الجنوب كافة.
ومن العاصمة الإماراتية أبوظبي ألقى رئيس المجلس عيدروس الزبيدي كلمة عُرضت على المحتشدين، وأكد فيها وقوفه بمعية نائبه هاني بن بريك مع الشعب الجنوبي، شاكراً في الوقت ذاته “الأدوار التي لعبتهما دولتي الإمارات والسعودية في إطار التحالف لمحاربة المد الإيراني.
إلى ذلك دعا الرئيس اليمني السابق حيدر أبو بكر العطاس إلى تشكيل كيان جنوبي جامع بقيادة جنوبية موحدة يمثل فيها جميع الأطراف الجنوبية.
ورحب في بيان أصدره أمس بمناسبة مليونية 21 مايو بتشكيل المجلس الانتقالي الجنوبي والذي اعتبره استحقاق من أجل الحفاظ على الأمن والاستقرار والتنمية لن يأتي إلى من خلال التعاون والعمل مع دول التحالف بقيادة السعودية والإمارات وشرعية الرئيس هادي.
وفيما يرى مراقبون أن الحل السياسي للقضية الجنوبية يعد مطلباً شعبياً لن يتحقق إلا بتمثيل المجلس الانتقالي الجنوبي في كل مفاوضات التسوية لأزمة اليمن، ذهب آخرون إلى التقليل من أهمية الرسائل التي حاولت هيئة رئاسة المجلس إرسالها عبر الدعوة والعمل على حشد أكبر قدر ممكن من المواطنين في الذكرى الـ23 لإعلان فك الارتباط عن الشمال عام 1994م، ما يشير إلى أن المجلس الانتقالي الجنوبي لا يزال أمامه العديد من العقبات التي يجب عليه تجاوزها في سبيل الحفاظ على كيان سياسي موحد يجمع كافة الأطياف الجنوبية.
وتشير الأحداث المتوالية في الجنوب أن الوضع يسير نحو الصدام بين مؤيدي استعادة دولة الجنوب ومعارضيها، في المقابل ترى العديد من النخب السياسية أن الانفصال ليس حلاً نموذجياً لإنهاء القضية الجنوبية التي تعرضت للاضطهاد من قبل القوى المهيمنة في الشمال، وترى بأن الحل قد يكون في يد أبناء الجنوب أنفسهم بتولي زمام الأمور وأن دورها قد حان لقيادة اليمن في ظل الوحدة من خلال إنشاء قنوات اتصال بالقوى الشمالية المتواجدة على الأرض (الحوثيين وصالح) والشروع في مفاوضات مباشرة لإنهاء الأزمة اليمنية.