مؤشرات فشل زيارة ولد الشيخ إلى اليمن تبدأ بتصريحات محمد عبدالسلام
المساء برس – خاص/ لم تعد تعول صنعاء على أي دور للأمم المتحدة بشأن الأحداث الجارية في اليمن بما فيها الوضع الإنساني والصحي المنهار جراء الحصار المفروض براً وبحراً وجواً من قبل دول التحالف بقيادة السعودية والإمارات.
احتمالات كبيرة بفشل زيارة المبعوث الأممي اسماعيل ولد الشيخ احمد الأخيرة إلى اليمن لبحث تنفيذ هدنة خلال شهر رمضان المبارك والبدء بترتيب جولة جديدة من المفاوضات بين الأطراف المتصارعة.
ورغم عدم معرفة ما تحملة جعبة ولد الشيخ هذه المرة لأنصار الله والمؤتمر، إلا أن هذه الاحتمالات تؤكدها عدة مؤشرات أبرزها رفض أنصار الله التعاطي مع أي طرح قد يقدمه ولد الشيخ بشأن استئناف المفاوضات وبحث سبل إنهاء الصراع بالطرق السلمية، وهو ما تؤكده تصريحات المتحدث باسم الجماعة محمد عبدالسلام التي قالت “إن لقاءات ممثلي الجماعة مع المبعوث الأممي لدى اليمن، باتت جزءاً من العبث، وأن تحركاته تأتي خدمة للعدوان”.
واعتبر عبدالسلام في تدوينة له على صفحته الرسمية بموقع التواصل الاجتماعي “فيسبوك”، إن تعامل الأمم المتحدة مع القضية اليمنية باتت “تمثل دعما للعدوان وتستراً عليه” من قصف بالقنابل العنقودية والغازية المحرمة دولياً واستهداف المدنيين وفرض حصار شامل براً وبحراً وجواً”.
وفي إشارة إلى عدم القبول بالجلوس مع المبعوث الأممي قال الناطق الرسمي إن الأمم المتحدة “طالما وهي عاجزة عن فعل أي شيء فإن الجلوس معها يعتبر عبثاً” مشترطاً في الوقت ذاته إيفاء المنظمة الدولية بتعهداتها الإنسانية والأخلاقية أو “تلعن موقفاً صريحاً تحمل فيه المعتدي المسؤولية الكاملة” في إشارة إلى دول التحالف بقيادة السعودية والإمارات.
وقبل ذلك كان زعيم حركة أنصار الله عبدالملك الحوثي قد دعا السلطات في صنعاء إلى عدم استقبال المبعوث الأممي أو التحاور معه قبل تسليم مرتبات الموظفين، بحسب ما تحدث به رئيس اللجنة الثورية العليا محمد علي الحوثي خلال احتشاد شعبي في صنعاء تعبيراً عن رفض الشعب اليمني لسياسات واشنطن في المنطقة، وقد أقيم الاحتشاد بالتزامن مع زيارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب للرياض.
ولعل إيحاءات السيد الحوثي قد أتت أكلها فور وصول ولد الشيخ أرض المطار حيث قام عدد من المحتجين الذين كانوا متواجدين بالقرب من بوابة المطار الرئيسية برشق السيارة التي كان يستقلها المبعوث الأممي بالقوارير الفارغة تعبيراً عن غضبهم جراء عدم استلامهم مرتباتهم منذ عدة أشهر ، ما دفع رجال الأمن إلى إطلاق الأعيرة النارية في الهواء لتفريق المحتجين.
مؤشر آخر يوحي بفشل زيارة الموفد الأممي وهو عدم توحيد الموقف بالنسبة لطرفي تحالف صنعاء ففي الوقت الذي أبدت فيه حركة أنصار الله رفضها للقاء ولد الشيخ – وإن لم تصدر الحركة بذلك بياناً رسمياً -، لا يزال الموقف غامضاً بالنسبة لحزب المؤتمر وقياداته التي تترك مجالاً متسعاً للتعاطي الدبلوماسي وتبدي نوعاً من المرونة في معظم الأحيان.
ويتوقع مراقبون ألا يستجيب طرف المؤتمر لدعوات زعيم أنصار الله بعدم الجلوس مع المبعوث الدولي إلا بعد صرف مرتبات الموظفين ورفع الحظر المفروض على مطار صنعاء الدولي أمام الرحلات المدنية والتجارية، حيث من المتوقع أن يلتقي وزير الخارجية المحسوب على حزب المؤتمر المهندس هشام شرف بالمبعوث الأممي في سياق البروتوكول الدبلوماسي أثناء التعاطي مع النزاعات والمفاوضات السياسية.
هذا التباين بين موقفي أنصار الله والمؤتمر قد يتحول إلى تصادم علني يؤثر سلباً على زيارة ولد الشيخ وقد يعجل بفشلها بأسرع وقت.
رغم ذلك لا يزال هناك جزءاً كبيراً من المحللين السياسيين في صنعاء يرون بأن زيارة ولد الشيخ قد تنتهي بتحقيق جزء مما يحمله المبعوث لليمن وهو الخروج بنتيجة إيجابية بشأن هدنة رمضان، وهو أمر يعتقد المحللون بأن سلطة الأمر الواقع في صنعاء لن تعترض عليه مع وجود مخاوف من استغلال القوات العسكرية الموالية للرئيس هادي من إعادة تموضعها وترتيب أوراقها على مستوى الجبهات العسكرية المختلفة، خصوصاً وأنها قد خسرت جزءاً كبيراً منها إثر الصراعات الأخيرة بين أنصار الرئيس هادي من جهة والمقاومة المسلحة الموالية للإمارات من جهة ثانية.
وفيما عدا ذلك قد تبقى جهود الأمم المتحدة بشأن استئناف المفاوضات معلقة لحين حل إشكالية المرتبات وفتح مطار صنعاء.