سر صمت صالح عن إتخاذ موقف من إنتقالي الجنوب وصراعات الشرعية
المساء برس : المحرر السياسي
يتساءل الكثير من المراقبين لتفاعلات المشهد اليمني شمالاً وجنوباً عن أسباب تأخر المؤتمر الشعبي العام بزعامة صالح عن اصدار موقف من المجلس الإنتقالي الجنوبي ونتائج وتداعيات تلك الخطوة .
فحتى اللحظة لم يصدر اي موقف من صالح الذي على ما يبدو وبحسب متابعين يفضل الصمت تاركاً لكافة خصومة فرصة إظهار مناوراتهم في الصراع فيما بينهم والتي قد تتصاعد في أي لحظة على خلاف فيما لو أعلن صالح موقفاً مما يحدث حيث كان من المتوقع ان يكون ظهور الرجل سبباً في توحيد خصومة فيما تؤكد تفسيرات اخرى إلى أن صالح لا يريد إتخاذ اي موقف لأسباب لها علاقة بأبوظبي سيما مع تداول اوساط سياسية لأحاديث مسؤولين اماراتيين حول مستقبل الحل السياسي في اليمن والذي سيكون صالح جزءاً فيه.
يذكر أن هادي واتباعه أصدروا بياناً اكدوا فيه رفضهم لمجلس انتقالي الجنوب وعدوه خطوة تخدم تحالف الحوثي وصالح فيما بيان اعلان المجلس الذي القاه الزبيدي يوم امس اكد على الاستمرار مع التحالف العربي في الحرب على الحوثي وصالح.
ومن هنا فإن صمت صالح يوفر له فرصة لقراءة تداعيات الموقف وحتى تتضح خلافات اتباع الرياض وابوظبي والتي ستنعكس على طبيعة حضور كل طرف من الأطراف سواءً على المستوى الشعبي او المستوى العسكري الميداني ناهيك عن متغيرات في الموقف الاقليمي .
فصالح وإن كان يؤكد على الوحدة اليمنية كونه احد أهم أطرافها وقاد حرباً ضد إنفصاليي الجنوب في صيف 94م تحت شعار الحفاظ عليها إلا انه مرونته السياسية ومناوراته تتجاوز الشعارات حتى يتمكن من تحقيق اهدافه السياسية .
ثم ان المشهد الجنوبي على صفيح ساخن ينذر بإنفجار وشيك أو على الأقل إستمرار حالة الإنفلات والصراع السياسي والميداني بين مختلف الفصائل وهو وضع في صالح اطراف صنعاء الذين بحت اصواتهم وهو يتحدثون عن حالة الامن والإستقرار في صنعاء ومقارنتها بمدينة عدن او اي محافظة جنوبية لتأكيد عدم كفاءة الشرعية في حكم البلاد .
فأن تستمر الأوضاع في الجنوب تحت سيطرة هادي بهذا الشكل او حتى تحت لافتة المجلس الانتقالي او التحالف او غيره افضل بكثير من أن تتجه كل تلك المكونات الى تحقيق الاستقرار وهو امر مستبعد بالنظر الى طبيعة الصراعات وتناقضات الخارطة الجنوبية والتدخلات الاقليمية .
ثم ان التدخل في الجنوب اليوم ولو بالموقف السياسي يعمل على دعم مخططات التحالف التي في جزء منها تريد من ابناء الجنوب الإستمرار في تعذية الحرب ضد صنعاء والوصول الى الحديدة ولن يجد التحالف واتباعه اي دليل لتعزيز حالة النقمة ضد كل ما هو شمالي سوى المواقف المعلنة من صنعاء التي يجب ان تكون أكثر حصافة ومرونة على الأقل حتى يدرك ابناء الجنوب ان الخطر عليهم لم يعد من صنعاء وتحالفاتها بل من جهات اخرى قد تكون هذه المرة من التحالف نفسه الذي ما أنفكت ادواته تتصارع على النفوذ والسيطرة وهو ما سيثير غضب الجنوبيين عاجلاً ام أجلاً .