“استهداف الحديدة” التحالف يستبق مقترحات ولد الشيخ ببيان غير معلن رسمياً
المساء برس – خاص/ تضاربت الأنباء حول إصدار ما يسمى “التحالف العربي” الذي تقوده السعودية والإمارات ضد اليمن بياناً بشأن العمليات العسكرية في الحديدة، ففي الوقت الذي نشرت فيه وكالة رويترز ماقالت إنه بيان صادر عن التحالف ويؤكد فيه اعتزام قوات التحالف شن عملية عسكرية على الحديدة لاستعادتها، لم يصدر أي بيان رسمي من قبل التحالف عبر وسائله الإعلامية ولا عبر ناطقه الرسمي بهذا الشأن.
وبحسب البيان الذي نسبته رويترز للتحالف فإن الأخير “عازم على مساعدة حكومة هادي في استعادة كل المناطق الخاضعة لسيطرة أنصار الله، بما في ذلك ميناء الحديدة”.
كما أوردت الوكالة نقلاً عن البيان أن التحالف سيضمن وجود مسارات بديلة لدخول الغذاء والدواء المطلوبين بشدة، وأنه يجهز منشآت في عدن والمكلا جنوب اليمن لتصبح بديلا في حال استهدفت عمليات عسكرية ميناء الحديدة.
ونشرت الوكالة خبر البيان بعد ساعات قليلة من وصول اسماعيل ولد الشيخ احمد مبعوث الأمم المتحدة لدى اليمن إلى الرياض حاملاً معه مقترحاً يتكون من ثلاثة محاور بحسب ما بثته قناة العربية السعودية الأول هو السعي لإقناع التحالف السعودي وحكومة هادي بالتراجع عن القيام بعملية عسكرية باتجاه ميناء الحديدة، والثاني بحث إمكانية الاتفاق على هدنة جديدة قبيل شهر رمضان والثالث عقد جولة مفاوضات سياسية جديدة بين الأطراف المتنازعة.
ويرى مراقبون أن عدم إعلان التحالف البيان بشكل رسمي وعبر قنواته الرسمية وتسريبه فقط عبر وكالة أنباء أجنبية يأتي في إطار جس نبض الشارع المحلي والدولي وقياس ردات الفعل بشأن إقدام التحالف على شن عملية عسكرية على المنفذ الرئيسي للواردات الأساسية التي تغذي 80% من اليمن.
المنظمات الدولية وعلى رأسها الأمم المتحدة كانت قد حذرت التحالف شن أي هجوم عسكري على الحديدة لما له من تداعيات كارثية على الوضع الإنساني المتدهور في اليمن، لافتة إلى أن هذه التداعيات والأضرار الوخيمة ستأتي على المواطنين في المحافظات الخاضعة لسيطرة الحكومة الشرعية والمحافظات الخاضعة لسيطرة أطراف صنعاء وأن الكارثة الإنسانية المتوقعة لن تستثني أحداً.
أما روسيا فهي الأخرى كانت قد حذرت عبر نائب وزير خارجيتها من تهور التحالف بقيادة السعودية شن أي هجوم على الساحل الغربي لليمن، مؤكداً أن بلاده لن تسمح بحدوث هذا.
وبالعودة إلى جهود الأمم المتحدة الرامية للتوصل إلى وقف العمليات العسكرية واستئناف المفاوضات السياسية كانت حكومة الإنقاذ التابعة لتحالف أنصار الله والمؤتمر بصنعاء قد رحبت في أكثر من مناسبة بالجهود الأممية للتوصل إلى حل سلمي واستئناف المفاوضات وصرحت وزارة الخارجية في صنعاء بشكل رسمي استعدادها للجلوس على طاولة مفاوضات جديدة ترعاها الأمم المتحدة.
ويبقى الموقف الأمريكي الذي لا يزال مرهوناً بما ستنتجه الزيارة الرسمية للرئيس دونالد ترامب إلى السعودية المتوقعة بعد أيام قليلة، غير أن ذلك لا يمنع من الإشارة إلى تحذيرات العديد من أعضاء الكونجرس الأمريكي من الحزبين الجمهوري والديمقراطي لإدارة ترامب من مغبة الاشتراك في عملية عسكرية ضد اليمن تستهدف الساحل الغربي، بمقابل تصريحات بعض المسؤولين بما فيهم ترامب من استعداد الولايات المتحدة تقديم المساعدة المباشرة للتحالف الذي تقوده السعودية في عملية تستهدف الحديدة، غير أن تلك التصريحات بحسب ما يراها مراقبون كانت مجرد مغازلة أمريكية لأمراء الرياض هدفها امتصاص المزيد من الأموال السعودية بشكل مباشر أو عبر توقيع صفقات أسلحة أمريكية بمليارات الدولارات.